عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-08-2010, 11:39 PM   #589
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القوات الاميركية انسحبت سراً في الليل ..!



لم يكن هناك وداع كبير. بعد سبع سنوات وخمسة اشهر من بدء واحدة من اكثر الحروب المسببة للخلاف في العصر الحديث، انسحبت آخر الوحدات القتالية الاميركية من العراق تحت غطاء الظلام لتعود الى وطنها.
« الدورية الأخيرة « المكونة من 362 عربة عسكرية و1820 جندياً بدأت بالخروج من بغداد بعد منتصف الليل عائدة على نفس الطريق الذي سلكته أيام الغزو. جنود اللواء الرابع سترايكر من فرقة المشاة الثانية، وكثير منهم محاربون قدامى خاضوا معارك المواجهة مع حركات التمرد الشديدة في البلد، كانوا في طريقهم عبر وادي الفرات متجهين إلى الكويت.



حصل التحرك قبل اسبوعين من الموعد المقرر، وهو توقيت أبقي سريا في محاولة لتجنب هجمات المسلحين على الطابور المغادر المكشوف للخطر، وسوف تبقى في البلد قوة من حوالي 56 الف جندي لأغراض التدريب، لكنها ستغادر هي ايضا بنهاية العام المقبل.ادارة اوباما سلكت طريق الإدارة الجمهورية التي سبقتها بتأكيدها على ان «خطة دفق القوات» التي نفذت تحت قيادة الجنرال ديفيد بيترايوس قد نجحت في تقليل العنف كثيرا، الأمر الذي مهد لحدوث الانسحاب.بدأ الانسحاب بعد يومين من تفجير في بغداد تسبب في مقتل 61 شخصا وإصابة 123 آخرين كانوا مصطفين لساعات من أجل التقدم للعمل في القوات المسلحة. كان تموز هو الشهر الأكثر دموية منذ ايار 2008، بسقوط أكثر من 500 قتيل. وقد حذرت شخصيات عراقية معروفة، مثل رئيس اركان الجيش با بكر زيباري وطارق عزيز، الاميركيين من الانسحاب المبكر.
بعض من القوات المغادرة جرى نقلها جوا، ولكن تقرر ان يكون هناك انسحاب بري كإشارة رمزية. مع بدء العربات بالدوران، هتف الكولونيل جون نوريس، آمر اللواء، قائلا: « عملية حرية العراق قد انتهت في فترة نوبتكم، وإنها مهمة تاريخية. «
وأضاف: « انهم يغادرون كأبطال. اريد منهم العودة الى الوطن وهم فخورون بأنفسهم. «
ولكن بالنسبة لمعظم الجنود الاميركيين يوم الخميس كان هناك ارتياح بترك حرب سقط فيها 4415 من رفاقهم. وبينما هم يشقون الطريق بعربات سترايكر عبر الشوارع المظلمة، كانوا مستغرقين في ذكريات تجاربهم: حصار الفلوجة، المعارك في مدينة الثورة ، القتال في شوارع كربلاء، وبأولئك الذين لم يعودوا الى وطنهم.
الاخصائي كلنتون كليمينز كان في الثامنة عشرة عندما دخل العراق في 2003، يقول: « كنت فزعاً حد الموت. اتذكر عبور الحدود، وبعد حوالي 15 دقيقة وقع أول قتال لنا. كانت المرة الاولى التي اطلق فيها النار. «بعد شهرين من ذلك، على متن حاملة الطائرات، أعلن جورج بوش النصر والشعار القائل «المهمة انجزت» يرفرف خلفه. لكن كليمينز، الذي خدم عدة مرات في العراق، يستذكر كيف انه أدرك بعد عام من ذلك بأن الحرب كانت أبعد ما تكون عن النهاية مع بدء تشكيل المسلحين مجاميع لمهاجمة القوات الاميركية.وبعد ذلك بثلاث سنوات كانت الحرب لا تزال تشتعل والسيرجنت لوك هيتشكوك خاض جزءاً من معركة حياته في منطقة عرب جبور، حيث يقول: «كانت منطقة رهيبة، تكبد فصيلي فيها ست ضحايا. وقد حصلت على وسام القلب الارجواني خلال الانتشار.»
وهناك لمحات ايضا تنم عن حس الدعابة بين الجنود، حيث قال احدهم: «لقد أحسن صدام إخفاء اسلحة الدمار الشامل.» وهي الذريعة التي قدمت كمبرر للغزو. فترسانة العراق الكيميائية والبيولوجية والنووية المفترضة كانت دائما مادة للهزل والمزاح بين القوات الاميركية وحلفائها البريطانيين. تهديد العبوات الناسفة والكمائن لا يزال مستمرا، ولكن الاجزاء الاكثر خطورة من الطريق جرى تطهيرها، وتقوم مروحيات اباتشي بالتحليق فوق المكان. مجموعات عربات الهمفي تجثم فوق الجسور ويجري الجنود دوريات في نقاط ستراتيجية.
وداعا للعراق: آخر لواء قتالي اميركي يعود الى بلده



في غضون ذلك اشارت صحيفة واشنطن بوست الى ان يقع مقر لواء سترايكر في قاعدة لويس ماكورد في ولاية واشنطن، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى عربة تنشر الجنود من المعركة وإليها. وقد فقد هذا اللواء 34 جنديا في العراق، وكان في طليعة القوات خلال الكثير من أشد المعارك، ومنها عمليات في بغداد وديالى، منذ عام 2007. كذلك قامت هذه القوة باخلاء الجنود في معركة الطارمية، حيث اصيب 28 من مجموع 34 جندياً كانوا يصدون المسلحين.وقد تطوعت قيادة اللواء بجعل نصف عدد جنودها البالغ أربعة آلاف يغادرون البلد براً بدلاً من أخذ الرحلة الجوية الروتينية، وهو قرار يسمح للوحدة بإبقاء 360 عربة سترايكر في البلد لمدة ثلاثة أسابيع إضافية. أما باقي اللواء فقد غادر جواً مع آخر القوات التي أدرجت ضمن المغادرين يوم الخميس. يقول ضباط اميركيون أن الإنسحاب براً كانت فكرة اللواء نفسه ولم يكن أمرا من فوق. والهدف هو ابقاء قوة نارية اضافية في المتناول خلال « فترة القلق» التي أعقبت انتخابات العراق الاخيرة، كما يقول آمر اللواء جون نوريس.غادر جنود اللواء منطقة بغداد في أرتال متفرقة خلال فترة اربعة ايام، متحركين خلال الليل لأن الاتفاقية الامنية بين العراق وأميركا ـ اضافة الى مخاوف امنية ـ تقيد حركة الجنود في النهار.أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فقد قالت : برغم ان موعد الأول من ايلول يسجل معلما مهما في الحرب، إلا أنه موعد ذو اهمية رمزية في الغالب.فسترايكرز كانوا اخر لواء قتالي متبق قد أرسل الى العراق، ولكنهم ركزوا في العام الماضي على المساعدة في ضمان أمن البلد خلال الانتخابات الاخيرة، بدلا من القتال التقليدي. ووفقا لخطط انسحاب الجيش الاميركي، فإن لواء سترايكر كان سيبدأ بالمغادرة قبل عدة اسابيع، إلا أنه قرر الخروج بالعربات ثمانية العجلات بدلا من نقلها على الشاحنات المسطحة، مما يعني توفير فترة أطول لبقائها في العراق في حالة احتياج القوات الاميركية إلى قوة قتالية خلال ما اصبح يعرف بالفراغ السياسي.بانسحاب القوات القتالية يتحول الوجود
الاميركي في العراق الى الدور الدبلوماسي، وقد تعاملت قوات الامن العراقية بنفسها مع هجمات المسلحين التي وقعت مستعينة بالدعم الاميركي أساسا في مجالات الاستخبارات والرصد والقوة الجوية والمساعدة الجنائية.



الجبهة نت
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس