وفى هذا قال تعالى:
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "
يحيى(ص) ليس عصيا
وضح الله أن يحيى (ص) لم يكن عصيا أى مخالفا للوحى الإلهى وفى هذا قال تعالى :" ولم يكن جبارا عصيا "
اللعنة سببها العصيان :
وضح الله أن الذين كفروا أى كذبوا من بنى إسرائيل لعنوا أى ذموا والمراد طلب لهم من الله العقاب على لسان أى بدعاء كل من داود(ص) وعيسى ابن مريم(ص) والسبب فى الدعاء هو ما عصوا أى ما كانوا يعتدون والمراد بسبب ما خالفوا دين الله أى كانوا يظلمون وفى هذا قال تعالى:
"لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
قول اليهود سمعنا وعصينا :
وضح الله أن اليهود قالوا فى العلن سمعنا وأطعنا ولكن فى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والمعنى قالوا عرفنا وخالفنا فى أنفسهم وفى هذا قال تعالى:"قالوا سمعنا وعصينا "
المحرفون والعصيان :
وضح الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله وهم يقولون :سمعنا وعصينا أى عرفنا المعنى الحقيقى وخالفنا وفى هذا قال تعالى:"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا "
نتيجة عصيان فرعون :
وضح الله إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم والمراد إنا بعثنا لكم نبيا مبلغا للوحى حاكما بينكم بالحق كما أرسلنا أى كما بعثنا إلى فرعون رسولا أى مبعوثا مبلغا للوحى فعصى فرعون الرسولا أى فخالف فرعون حكم المبلغ له أخذناه أخذا وبيلا أى دمرناه تدميرا تاما أى رابيا وفى هذا قال تعالى:
"إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا فأخذناه أخذا وبيلا "
عصيان قوم فرعون ومن قبلهم رسول الله:
وضح الله أن فرعون ومن قبله وهم قومه والمؤتفكات وهم قوم لوط(ص)جاءوا بالخاطئة والمراد ارتكبوا الخطيئة وهى الكفر وفسرها بأنهم عصوا رسول ربهم والمراد خالفوا حكم مبعوث إلههم فكانت النتيجة أن أخذهم أخذة رابية والمراد أن دمرهم تدميرا تاما حيث لم يترك منهم أحدا وفى هذا قال تعالى "وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية "
عصيان فرعون من قبل :
وضح الله لنبيه(ص)أنه أرسل ملاكا لفرعون فقال له:الآن تعلن إسلامك وقد عصيت أى خالفت حكمى من قبل أى كنت من المفسدين أى الكافرين بدينى وهذا يعنى أنه يذكره بكفره ،فاليوم ننجيك ببدنك والمراد فالآن ننقذك بجسمك والسبب لتكون لمن خلفك آية والمراد لتصبح لمن يعيش بعدك عظة يعتبر بها وفى هذا قال تعالى:"الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
ملائكة النار لا تعصى الله :
نادى الله الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة والمراد امنعوا عن ذواتكم وعائلاتكم سعيرا طعامه الكفار وفسر الله النار بأنها الحجارة أى السجن عليها والمراد يحرسها ملائكة غلاظ شداد والمراد ملائكة فظاظ أقوياء لا يعصون الله ما أمرهم والمراد لا يخالفون الرب الذى أخبرهم وفسرهم بأنهم يفعلون ما يؤمرون أى ينفذون ما يقول الله لهم وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
العصيان فى الأحاديث :
ورد العصيان فى العديد من الأحاديث مثل:
"أن رجلا خطب عند النبى فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله "رواه مسلم
والخطأ هنا هو ذم النبى (ص)-وهو ما لم يحدث- للخطيب بسبب قوله ومن يعصهما فقد غوى وهو خطأ لأن كلام الخطيب صواب كما أن أقوال الله نفسه فى القرآن أتى فيها إخفاء اسم المعصى كثيرا كقوله بسورة هود "فمن ينصرنى من الله إن عصيته "قوله بسورة نوح"رب إنهم عصونى "وكلمات عصيته وعصونى ليس خلفها اسم المعصى ولكن فيها الضمير الذى يشير له بالضبط ككلمة يعصهما ومن ثم فالحكاية لم تقع سئل رسول الله عن أصحاب الأعراف فقال هم رجال قتلوا فى سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة وهم على سور بين الجنة والنار وفى رواية أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت سيئاتهم عن الجنة البزار والخطأ هو أن سبب وجود أصحاب الأعراف على السور هو عصيانهم للآباء أو تجاوز حسناتهم بهم للنار وقصور السيئات عن الجنة ويعارض هذا أن السبب فى القرآن هو قسم أصحاب الأعراف أن أشخاص بعينهم سيدخلون النار وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون "ونلاحظ تناقضا فى السبب بين "وهم عصاة لأباءهم "وبين قولهم "قوم تجازوت بهم حسناتهم النار وقصرت سيئاتهم عن الجنة "فهم فى الأولى عصاة للأباء وفى الثانية مسيئين
|