عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة اليوم, 06:40 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,858
إفتراضي

وقد بين الله للمؤمنين ما يفعله الكفار بالشهور الحرام وهو تبديلها بشهور غير محرمة لكى يبيحوا لأنفسهم القتال الذى حرمه فيها فقال :
أن النسىء وهو تبديل شهر حرام مكان شهر غير حرام هو زيادة فى الكفر والمراد هو استمرار فى التكذيب لحكم الله ،يضل به الذين كفروا أى يبعد به الذين كذبوا والمراد يعاقب به الذين جحدوا حكم الله ،يحلونه عاما ويحرمونه عاما أى يبيحون التبديل سنة ويمنعون سنة تالية والسبب ليواطئوا عدة ما حرم الله والمراد ليتموا عدد ما منع الله أى حتى يكملوا عدد الشهور الحرام التى حرمها الله ،ويبين لهم أنه زين لهم سوء أعمالهم والمراد حسن لهم قبح أفعالهم وهذا يعنى أنهم ظنوا أن سيئاتهم حسنات والله لا يهدى القوم الكافرين والمراد والرب لا يرحم أى لا يحب الناس المكذبين بحكمه وهم الظالمين
وقد بين الله للمؤمنين أن من فرض أى نوى الحج وهو زيارة الكعبة فالواجب عليه هو عدم الرفث أى عدم جماع الزوج والفسوق وهو العيب أى اللمز فى الآخرين والجدال وهو المراء والحجاج فى الموضوعات المختلفة
وفى هذا قال تعالى :
"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج "
وأشهر الحج الأربعة هى الأشهر الحرام
بالطبع الكفار الذين ألفوا الكثير من الأحاديث غيروا مواعيد الحج فصرنا نسمع عن العمر في رمضان ورجب وهى شهور ليست من الشهور الحرام ومن تلك الأحاديث الحديث الأشهر وقد ورد في كتاب مستدرك الوسائل للطوسى الشيعى فقال :
[8531] 2 - وعن أبي خالد الواسطي قال: أتيت أبا جعفر يوم شك فيه من رمضان، فإذا مائدة موضوعة، وهو يأكل، ونحن نريد أن نسأله، فقال: «ادنوا الغداء، إذا كان مثل هذا اليوم ولم يحكم فيه سبب ترونه، فلا تصوموا - ثم قال - حدثني أبي علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين: أن رسول الله (ص)لما ثقل في مرضه، قال: أيها الناس، إن السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو العقدة، وذو الحجة، والمحرم، ثلاث متواليات، الا وهذا الشهر المفروض رمضان، فصوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته، فإذا خفي الشهر فاتموا العدة شعبان ثلاثين، وصوموا الواحد والثلاثين» الخبر.
وورد فى كتب السنة ككتاب البخارى وفيه قال :
4406 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا "، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ ذُو الحِجَّةِ»، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ البَلْدَةَ». قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ». قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ ". فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ» مَرَّتَيْنِ"
والروايات متعارضة ففى الرواية الشيعية الحديث ثيب في المدينة في مرض النبى(ص) قبل وفاته وهو قول الحديث" أن رسول الله (ص)لما ثقل في مرضه، قال: أيها الناس، إن السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم"
بينما في الرواية السنية قيل في الحج في مكة في القول" قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ البَلْدَةَ». قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ»
والروايتان تصران على أن الأشهر الحرام ثلاث متوالية مع أنه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى ذلك وإنما هى أربعة متوالية كما قال "فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " و" منها أربعة حرم "
والخطأ فى الروايات القول "الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ" والزمان لا يستدير لأن الزمان متقدم لا يرجع للخلف أبدا فهو يتقدم ولا يتراجع ومن قالوا تلك المقولة يسخرون من عقول الناس فالقائل وهو ليس النبى(ص) يقول لنا أن الزمان ولد مرة ثانية كما يقال فى ذلك اليوم
والخطأ هو تحريم الدماء وألأموال والأعراض على المسلمين كلها فى القول " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ" وعليه فكل زوجات المسلمين أعراضها محرمة على أزواجها وهو ما لم يقله النبى(ص) وعليه أيضا فمال الأغنياء محرم على أصحاب المصارف الثمانية ومال الأبناء محرم على الآباء بالنفقة الواجبة على الوالدين فى الكير " قل ما ،فقتم من خير فللوالدين " ومال الآباء محرم على الأبناء بالورث" للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا" وأيضا أنفس القتلة محرم ازهاقها عقابا لهم"كتب عليكم القصاص فى القتلى "
ونجد أحاديث متعددة عن إباحة العمر فى غير الأشهر الحرم كرمضان وشوال مثل:
-عمرة فى رمضان تعدل حجة و"عمرة فى رمضان كحجة معى و"إن فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمرى فى رمضان فإنها كحجة "وإنها تعدل حجة معى يعنى عمرة فى رمضان و"عمرة فى رمضان تجزىء حجة البخارى والكبير للطبرانى والترمذى وأبو داود ومسلم
- أن عمر بن أبى سلمة المخزومى استأذن عمر بن الخطاب أن يعتمر فى شوال فأذن له عمر فاعتمر فى شوال ثم قفل إلى أهله ولم يحج مالك فى الموطأ 22- فى كل شهر عمرة رواه الشافعى
-من اعتمر فى أشهر الحج فى شوال أو ذى الحجة فقد استمتع ووجب عليه الهدى أو الصيام إن لم يجد هديا رواه مالك
-عن النبى لم يعتمر إلا ثلاث عمر أحداهن فى شوال والإثنتين فى ذى القعدة مالك
- سمعت عبد الله بن عمر يسمى أشهر الحج فقال نعم كان يسمى شوال وذو القعدة وذو الحجة رواه الشافعى
والخطأ المشترك وجود عمرة فى غير أشهر الحج كشوال ورمضان وهو تخريف لأن العمرة لا تتم إلا فى أشهر الحج أى زيارة مكة وهى الأشهر الحرم ولذا قال تعالى بسورة البقرة:
"الحج أشهر معلومات "
ومن المعروف أن الحج الكبير ليس له أشهر وإنما أيام معلومة ومن ثم فالعمرة لا تتم إلا فى الأشهر الحرم مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "منها أربعة حرم "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس