"كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر "
الأعجاز الخاوية :
وضح الله ن عاد أهلكوا بريح صرصر عاتية والمراد دمروا بهواء مؤذى عاصف سخرها والمراد سلطها الله عليهم مدة قدرها سبع ليال وثمانية أيام حسوما أى متتابعة فترى القوم فيها صرعى والمراد فتشاهد الكفار فيها موتى أى راقدين كأنهم جذور نخل خالية أى يشبهون جذور نخل خالية والمراد أن العظام ليس بها لحم شبه الجذر الخالى إلا من جوانبه ويسأله فهل ترى لهم من باقية والمراد فهل تعلم منهم من حى ؟والغرض من السؤال إخباره بهلاك الكل بدليل عدم وجود حى واحد منهم وفى هذا قال تعالى:
" وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى من باقية "
الذين كفروا لا يعجزون :
نهى الله الذين كفروا أى كذبوا بحكم الله وهم من يعملون السيئات ألا يحسبوا أن يسبقوا الله والمراد ألا يظنوا أن يقهروا أمر الله وهو العذاب وفسر هذا بأنهم لا يعجزون والمراد أنهم لا يقهرون وهذا يعنى أنهم لا ينتصرون وهذا معناه أنهم لا يهربون من عقاب الله مهما فعلوا وفى هذا قال تعالى:
"ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون "
لا يعجز الله شىء :
وضح الله أنه ما كان لشىء أى مخلوق فى السموات أو فى الأرض أن يعجزه أى يقهره والمراد يمنع عذابه وفى هذا قال تعالى:
" وما كان الله ليعجزه من شىء فى السموات ولا فى الأرض "
أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب؟
وضح الله أن القاتل من ولد آدم (ص) قال:يا ويلتى أى يا عذابى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى والمراد هل فشلت أن أصبح شبه هذا الغراب فأخفى جثة أخى فى التراب ، وفى هذا قال تعالى:
"قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين"
لن نعجز الله فى الأرض:
وضح الله أن الجن قالوا : وأنا ظننا أن لن نعجز الله فى الأرض والمراد وأنا اعتقدنا أن لن نقهر الرب فى الأرض وفسر هذا بقولهم ولن نعجزه هربا أى ولن نغلبه فرارا وهذا يعنى أنهم لن يقدروا على منع عذاب الله وفى هذا قال تعالى :
"وأنا ظننا أن لن نعجز الله فى الأرض ولن نعجزه هربا "
ما كان الله ليعجزه من شىء:
وضح الله أنه ما كان لشىء أى مخلوق فى السموات أو فى الأرض أن يعجزه أى يقهره والمراد يمنع عذابه ،والله هو العليم القدير أى الخبير الفاعل لكل شىء يريده وفى هذا قال تعالى :
"وما كان الله ليعجزه من شىء فى السموات ولا فى الأرض "
من لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض:
وضح الله أن النفر من الجن قالوا لقومهم: ومن لا يجب داعى الله والمراد ومن لا يطع مبلغ الرب فليس بمعجز فى الأرض والمراد فليس بمنتصر فى البلاد والمراد ليس بهارب من عذاب الله وفى هذا قال تعالى:
" ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض "
اعلموا أنكم غير معجزى الله:
وضح الله للمؤمنين أن البراءة التى يجب أن يقولوها للمعاهدين :سيحوا فى الأرض والمراد سيروا فى بلاد الأرض أربعة أشهر فى أمان وهى الأشهر الحرام ،واعلموا أنكم غير معجزى الله والمراد واعرفوا أنكم غير قاهرى الرب وهذا يعنى أنهم لا يقدرون على منع عذاب الله لهم وفى هذا قال تعالى:
"فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزى الله "
التولى والعجز :
وضح الله للمؤمنين أنه يقول للكافرين فإن تبتم فهو خير لكم والمراد فإن أسلمتم يا كفار فهو أحسن أجرا لكم وإن توليتم أى استمررتم فى الكفر فاعلموا أنكم غير معجزى الله والمراد فاعرفوا أنكم غير قاهرى الرب وهذا يعنى أنهم لا يقدرون على منع عذاب الله عنهم وفى هذا قال تعالى :
" فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزى الله "
العجز في الفقه :
العجوز تطلق فى الفقه على المرأة الكبيرة السن التى لا تنجب وقد أباح الفقهاء النظر للعجوز حيث قالوا كما تقول الموسوعة الفقهية :
" النّظر إِلى الْعجوزِ:
5 - يباح النّظر مِن الْعجوزِ إِلى ما يظْهر غالِبًا. عِنْد جمْهورِ الْفقهاءِ لِقوْل اللّهِ تعالى: {والْقواعِد مِن النِّساءِ اللاّتِي لا يرْجون نِكاحًا فليْس عليْهِنّ جناحٌ أنْ يضعْن ثِيابهنّ غيْر متبرِّجاتٍ بِزِينةٍ وأنْ يسْتعْفِفْن خيْرٌ لهنّ واللّه سمِيعٌ علِيمٌ} قال ابْن عبّاسٍ رضِي اللّه عنْهما: اسْتثْناهنّ اللّه مِنْ قوْله تعالى: {وقل لِلْمؤْمِناتِ يغْضضْن مِنْ أبْصارِهِنّ} ، ولأِنّ ما حرم النّظر لأِجْلِهِ معْدومٌ فِي جِهتِها، فأشْبهتْ ذوات الْمحارِمِ
وألْحق الْحنابِلة - على الصّحِيحِ مِن الْمذْهبِ - بِالْعجوزِ كل منْ لا تشْتهى فِي جوازِ النّظرِ إِلى الْوجْهِ خاصّةً .
وذهب الْغزالِيّ - مِن الشّافِعِيّةِ - إِلى إِلْحاقِ الْعجوزِ بِالشّابّةِ؛ لأِنّ الشّهْوة لا تنْضبِط، وهِي محل الْوطْءِ ."
وهو كلام بلا دليل فآية القواعد تتحدث عن ليس النساء وتخفيفه فبدلا من ثوبين ساترين فوق بعض أباح لهن ثوب واحد ساتر ولا يوجد فيها أى دليل على إباحة نظر الرجال لها أو نظرها للرجال فغض البصر مطلوب في كل العمر كما قال تعالى :
" وقل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم "
وقال :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "
والغربيب أن من اياحوا النظر للجوز حرموا الخلوة بها كما تقول الموسوعة في الفقرة التالية :
"الْخلْوة بِالْعجوزِ:
6 - يرى جمْهور الْفقهاءِ أنّه لا يجوز أنْ يخْلو رجلٌ بِامْرأةٍ أجْنبِيّةٍ، لأِنّ الشّيْطان يكون ثالِثهما، يوسْوِس لهما فِي الْخلْوةِ بِفِعْل ما لا يحِل، قال النّبِيّ صلّى اللّه عليْهِ وسلّم: لا يخْلونّ رجلٌ بِامْرأةٍ إِلاّ كان ثالِثهما الشّيْطان ولفْظ الرّجل فِي الْحدِيثِ يتناول الشّيْخ والشّابّ، كما أنّ لفْظ الْمرْأةِ يتناول الشّابّة والْمتجالّة
وذهب بعْض الْحنفِيّةِ إِلى جوازِ الْخلْوةِ بِالْعجوزِ الشّوْهاءِ، نقل ابْن عابِدِين: الْعجوز الشّوْهاء والشّيْخ الّذِي لا يجامِع مِثْله بِمنْزِلةِ الْمحارِمِ.
وأجاز الشّاذِلِيّ مِن الْمالِكِيّةِ خلْوة الشّيْخِ الْهرمِ بِالْمرْأةِ شابّةً أوْ متجالّةً وخلْوة الشّابِّ بِالْمتجالّةِ .
وضابِط الْخلْوةِ اجْتِماعٌ لا تؤْمن معه الرِّيبة عادةً، بِخِلافِ ما لوْ قطِع بِانْتِفائِها عادةً، فلا يعدّ خلْوةً ."
والخلوة مباحة لضرورة كالزواج أو الاستفتاء عن حكم شىء أو المساعدة في شىء مثل ادخال شىء تقيل بيت العجوز أو تنظيف البيت لها
وتحدثوا عن حرمة جلدها فقالت الموسوعة الفقهية :
"مصافحة الْعجوزِ:
7 - لا خِلاف بيْن الْفقهاءِ فِي عدمِ جوازِ مسِّ وجْهِ الأْجْنبِيّةِ وكفّيْها وإِنْ كان يأْمن الشّهْوة، لِقوْل النّبِيِّ صلّى اللّه عليْهِ وسلّم منْ مسّ كفّ امْرأةٍ ليْس مِنْها بِسبِيلٍ وضِع على كفِّهِ جمْرةٌ يوْم الْقِيامةِ ولاِنْعِدامِ الضّرورةِ إِلى مسِّ وجْهِها وكفّيْها؛ لأِنّه أبِيح النّظر إِلى الْوجْهِ والْكفِّ - عِنْد منْ يقول بِهِ - لِدفْعِ الْحرجِ، ولا حرج فِي ترْكِ مسِّها، فبقِي على أصْل الْقِياسِ.
هذا إِذا كانتِ الأْجْنبِيّة شابّةً تشْتهى .
أمّا إِذا كانتْ عجوزًا فلا بأْسبِمصافحتِها ومسِّ يدِها، لاِنْعِدامِ خوْفِ الْفِتْنةِ
بِهذا صرّح صاحِب الْهِدايةِ مِن الْحنفِيّةِ، والْحنابِلةِ فِي قوْل إِنْ أمِن على نفْسِهِ الْفِتْنة .
وذهب الْمالِكِيّة والشّافِعِيّة إِلى تحْرِيمِ مسِّ الأْجْنبِيّةِ مِنْ غيْرِ تفْرِقةٍ بيْن الشّابّةِ والْعجوزِ "
والحق أن المصافحة جائزة مع كل النساء ولهذا تنقض الوضوء كما قال تعالى في أسباب الوضوء:
" أو لامستم النساء "
وتحدثوا عن إباحة السلام على العجوز وإباحة تشميت العجوز دون الشابة وهو ما يخالف أن التحية وردها مباح في قوله تعالى :
" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها "
وتحدثوا عن إباحة قيام العجائز بمداوة الجرحى والمرضى في ميدان القتال وهو تخريف لأن تلك العجائز لا تقدر معظمهن على خدمة أنفسهم فكيف يشاركن في شىء يضرهن وهو الدخول مع الجيوش في الحروب ؟
|