الغريب أن الجزء الثانى في الشهادة تركه تماما ولم يتحدث عنه ثم تحدث عن الصوم وأنه الناس أفقدوه المعنى وهو أنهم اصبحوا يأكلون أضعاف ما يأكلون في الشهور الأخرى فقال :
"بالنسبة لركن الصيام / فقد تحول شهر الصيام الى شهر طعام واصبح الاكل في رمضان اكثر من اي شهر اخر وباضعاف مضاعفة ، ومالا ياكله المسلم في غير رمضان فانه يجتمع لياكل كل شيء في رمضان فتغير شهر الصيام شهر تطهير الجسد وتنقيته من السموم والدهون والسكريات وما اتت من امراض في هذا الزمان بسبب الاطعمة والحلويات ونحوها فكان احد اهداف صيام رمضان هو تنقيه الجسد وتطهيره عبر الصيام الحقيقي وهو صيام كامل طوال النهار ثم اكل قليل جدا جدا في الليل بحيث لا يضهر الشبع « فكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ) اشارة الى مقدار الكمية وعدم ظهور الشبع ، لكننا للاسف نظهر التخمة والامتلاء للمعدة بشكل خطير على صحة الانسان فتمتلاء المعدة من جميع الماكولات وهذا ما ساق الناس اليوم الى امراض هذا العصر ، مرض السكر والدهون الثلاثية والكلوسترول وانسدادات الشرايين والضغط وغيرها ، فكان الصيام شهرا في السنة هو تطهير للجسم لما تحمله طوال العام ، وغير ذلك كثير من فؤائد الصيام الحقيقي والذي ابتعدنا عنه تماماً ، وعملنا عكسه تماماً فحولناه الى شهر ملذات وشهر طعام "
وتحدث عن صوم أخر لم يسمه الله صوما كصوم العين واللسان فقال : "ونسينا صيام اللسان من الكلام فيما يغضب الله وكل ما يمكن للسان فعله من سب وشتم وقدح وكذب ونفاق ووونحو ذلك ، كذلك فان للعين صيام من النظر في المحرمات ، ونحو ذلك ، فمفهوم الصيام واسع وعظيم"
وما ذكره هنا لا علاقة له بالركنية ولا بالصوم الذى طلبه الله ثم تحدث عن الحج وما فيه من أعمال أفلح في ذكر البعض وأخفق في البعض الأخر حيث تعلق بوثنية الحج كرمى الجمرات فقال :
"اما ركن الحج اليوم فهو مجرد تقليد اعمى دون معرفة عظمة وفؤاىد الوقوف بعرفات فالوقوف معناه احترام وتقدير وتبجيل واما عرفات فهي من عرف بوزن فعل والمفعلة هي المعرفة وفعلها عرف اي الوقوف للمعرفة ، فيوم الوقوف بعرفات هو اشارة الى الوقوف للعلم والمعرفة اي تبجيل وتقديس وتعظيم المعرفة فقد جعلنا الله نقدس ونعظم المعرفة ويقف الناس يوما كاملاً تقديسا وتعظيما للمعرفة ، فالوقوف بعرفات هو اعظم ايام السنة كلها في دين الاسلام ، والحديث يطول عن معنى ليلة مزدلفة ( الازدلاف التقرب لله دون حواجز او استخدام زلفى) وعن رمي الجمرات والتحرر من الافكار الفاسدة والشيطانية ووووو الخ وعن الطواف حول البيت والاقبال نحو الحجر السوداء اشارة الى العلوم الغامضة الغير معلومة والاقبال اليها اثناء كواف وبحث الانسان قي علوم الله في هذا الكون ، واما مقام ابراهيم اشارة الى اسلوب ابراهيم في البحث وملته اي طريقته ، كل هذه عبارة عن رموز لامور عظيمة يصعب ذكرها تفصيلاً الان هنا وكذلك السعي بين الصفاء والمروة "
وأخبرنا الرجل بأن مفهوم الناس للأركان الخمسة مخالف للقرآن وأن قبلها سبعة قواعد وقبل الكل الاخلاص وهو كلام للأسف بلا دليل ولكنه قال فيه :
الخلاصة ان هذه الاركان الخمسة ليست كما فهمناها من كتب الطوائف وليست موافقة للقران ، بل هي اعظم واهم كما هي في القران ويوجد قبلها قواعد سبعة هامه وقبلها الاخلاص"
والاخلاص عنده هو أساس كل شىء في قوله :
"فكان الاخلاص لله هو الاساس الذي يحمل القواعد السبعة للاسلام والتي تحمل الاركان الخمسة وكل ذلك وفق ملة ابونا ابراهيم فما هي الملة ؟ الجواب الملة تعني الطريقة والاسلوب ،فقد كانت ملة ابراهيم هي الشك الحسن والبحث عن الحقيقة وايجادها ثم التيقن ثم التسليم "
وتحدث الحشر عن القواعد السبعة فقال :
"وعند بحثنا عن القواعد التي هي اهم من الاركان الخمسة وجدنا انها سبع قواعد رىيسية
فكل ما هو اهم من الاركان الخمسة فهو قاعدة رىيسية ، فيكون البناء كالاتي
الاساس وهو الاخلاص لله (التوحيد) ثم قواعد الاسلام وهي سبعة قواعد ثم اركان الاسلام الخمسة هذه تبني الانسان المسلم بناء كما في القران
# قواعد الاسلام كالاتي:
(1) الحرية : وقد بدات كلمة الاخلاص كلمة لا اله الا الله بحرف النفي لا وهو شعار الحرية فالتحرر من الطاغوت والالهات الاربع الباطلة التي ذكرناها انفاً هو تحرر من الشركيات وتحرر لعقل وحياة هذا الانسان
ولا حياة الا بالحرية ( والحديث يطول عن موضوع الحرية ) وبدون الحرية يصعب الابداع والاختراع ويصعب ان يظهر الانسان ابداعات خلق الله فيه وفي عقله ، كما ان لا اكراه في الدين ،ومن شاء ان يؤمن فاليومن ومن شاء ان يكفر فان له حريته شريطة ان لا تمس حرية وسلامة الاخرين"
الحرية ليست من أحكام الإسلام فكل مسلم يجب أن يكون عبدا لا اختيار له إلا ما قضاه الله كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
ثم قال:
( 2) العقل ان اهتمام القران بالعقل وبناء العقل يجعل بناء العقل من اهم القواعد للاسلام وليس فقط من الاركان فالصلاة لا تصح بلا عقل والشهادة والزكاة والحج جميع الاركان بلا عقل وادراك هي غير مقبوله عند صحيح وسليم العقل صحياً فقد اسقط الاعقال رغم وجوده ولا تقبل العبادات بلا اعقال لها ولاهميتها ، وما اكثر ايات العقل في القران والامر بتفعيله فهي اكثر من اوامر الصلاة والصيام وغيرها ."
وأخبرنا بالقاعدة الثانية وهى العقل الذى هو في الإنسان وليس في القرآن هذا هو المطلوب وهذا العقل هو من سيفهم القرآن ويؤمن به
والقواعد الثالثة هى :
(3 ) «المحبة والصدق والعدل والامانة وتسوية النفس »
فبلا وجود هذه الامور لا يقبل اسلام الفرد و لا تقبل الاركان الخمسة ولا تقام بشكل صحيح
فلا تقبل الصلاة للخاىن والكذاب او الظالم او نحوه، فمن لا تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "
وتلك القواعد ليست بقواعد فهناك صدق مرفوض كصدق النميمة وهناك كذب مطلوب كما قال تعالى :
"ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم"
والمحبة ليس امرا واجبا لأن الله جعل الكراهية تحدث بين المسلمين فقال تعالى :
"فإن كرهتموهن "
وقاعدته الرابعة الايمان بالغيب قال فيها :
(4) البحث عن الحقيقة ( الايمان بالغيب )
لقد وجدنا اوامر البحث والتدبر والتفكر والايمان بالغيب اول امر في القران قبل امر الصلواة وقبل اي امر قال الله الذين يؤمنون بالغيب وهذه في اول صفحتي القران ، في سورة البقر ة اية رقم ٢
وان اجمالي الآيات الامرات بالبحث عن الحقيقة اكثر من اوامر الصيام والزكاة والصلاة "
والبحث عن الحقيقة يفرق عن الإيمان بالغيب فالحقيقة قد تعرف ولكن الغيب لا يعرف كما قال تعالى :
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
والقاعدة الخامسة هى العلم والتعلم في قوله :
(5) العلم والتعلم ونقل العلوم :
ان اول ايه نزلت في القران هي قول الله اقراء
اقراء باسم ربك الذي خلق ، وكذلك فان الله قال فاعلم انه لا اله الا الله فامر بالعلم قبل كلمة لا اله الا الله اي ان التوحيد لا يكون الا بعلم ومعرفة وبحث
و هذا يطول شرحه والادلة كثيرة جداً "
والسادسة عنده اتباع ما أنزل الله في قوله :
(6) اتباع ما انزل الله
معرفة واتباع ما انزل الله على رسله كالقران الكريم والكتب السماوية الحقيقة
(الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولائك على هدى من ربهم واولائك هم المفلحون"
والقاعدة السابعة الاستخلاف في قوله :
(7) التخليف في الارض وعمل الاصلاحات
ان التخليف في الارض هو اول تكليف كلف الله الانسان به ، فنحن خلفاء لله في الارض ، وهناك حقوق للمخلف على المستخلف وحقوق للمستخلف على المخلف وحقوق لما تم الاستخلاف عليه "
وكل ما سبق ليس قواعد وإنما هى أحكام من ضمن أحكام الإسلام الكثيرة
|