عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-07-2025, 06:54 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,887
إفتراضي

وقال السيوطي - : " هذا يبطل قول من قال إنه بعث بعد عيسى في زمن الفترة نبي أو نبيان أو ثلاثة ولم يرد في ذلك حديث يعتمد عليه وهذا الذي في مسلم نص قاطع للنزاع " اهـ الديباج على مسلم 5/349
ثانيا : قال الحاكم بعد روايته " قد سمعت أبا الأصبع عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا في وسط جبل لا يصعده أحد وإن طريقها في البحر على الجبل وإنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض وهو مختب في صوف أبيض ورأسه على يديه كأنه نائم لم يتغير منه شيء وإن جماعة أهل تلك الناحية يشهدون أنه خالد بن سنان " اهـ قال الحافظ ابن حجر متعقبا الحاكم : " قلت وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب " اهـ الإصابة 2/373
وفي الجملة لا يصح شيء من الأحاديث الوارد فيها ذكر خالد بن سنان والصحيح المقطوع به أنه لا نبي بين عيسى ومحمد – صلى الله عليهما وسلم – وقد ذكر ابن كثير عددا ممن قيل أنه نبي ومنهم خالد بن سنان فقال : " والظاهر أن هؤلاء كانوا قوما صالحين يدعون إلى الخير " اهـ فيض القدير 3/47 والله تعالى أعلم "
هذا هو مقال الحمد وهو مقال ينفى صحة الأحاديث الواردة فى أمر خالد بن سنان ومجموعها يدل على :
القرب الزمانى بين خاتم النبيين(ص)وبين خالد حيث رأى ابنه او ابنته وهو ما يعنى أن بينهما عدة عقود قليلة وهو كلام يناقض أن خاتم النبيين(ص) بينه وبين الرسول قبله فترة ضلت فيها البشرية عن دين الله الذى أتى به الرسول الأخير قبله وهى فترة لا تقل عن عدة قرون
ويبدو أن هذا الرسول قبله وهو قد لا يكون عيسى(ص) من الكتابيين لأن الله ذكر اليهود والنصارى وكتابى التوراة والإنجيل كما فى قوله تعالى :
" وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ"
فهذه الآيات تدل على أن اليهود والنصارى كانوا هم أصحاب الرسل الأخيرين ولا يمكن أن يكون موسى(ص) وعيسى (ص) هم أخرهم لأن بين موسى (ص) وعيسى(ص) عشرات الرسل مثل داود (ص) وسليمان (ص) وأيوب(ص) وزكريا(ص) ويحيى (ص)
والاستدلال ببشارة عيسى (ص) على خاتم النبيين(ص) بعده من قبل الحمد على كونه أخر الرسل استدلال خاطىء لأن الآية تتحدث عن رسول وليس عن أخر الرسل وهى :
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد "
والخاتم هو محمد (ص) فى القرآن ولا يوجد دليل من القرآن على كون أحمد (ص) هو محمد(ص) فإنما هو كلام الروايات الكاذبة
كما أن التبشير بخاتم الرسل وهو خاتم الأنبياء كان فى كل رسالة وليس فى رسالة عيسى (ص) وحده كما قال تعالى :
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ"
والتبشير برسل غير محمد(ص) كان موجود فى رسالات الرسل(ص) كما فى تبشير زكريا (ص)بيحيى(ص)هو وأمته كما قال تعالى :
"فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ"
وبشر إبراهيم(ص) باٍسحاق (ص) نبيا فقال :
"سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ"
إذا ليس شرطا أن يكون أحمد (ص) هو نفسه محمد (ص) لأن الله ذكره فى التوراة والإنجيل فقال عنه محمد (ص) فقال :
"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ"
والحديث الذى يقول أن من أسماء محمد (ص) أحمد هو حديث مناقض للقرآن وهو:
3532 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ "رواه البخارى ومسلم والترمذى
والخطأ الأول أن خاتم النبيين (ص)هو ماحى الكفر وهو يخالف وجود الكفار فى عهد النبى (ص)وفيما بعده فإذا كانوا موجودين فكيف تم محوهم ؟
والخطأ الأخر هو أن خاتم النبيين (ص)يحشر الناس على قدمه بمعنى أنه أول من يبعث ويخالف هذا كون الكل يحشرون جميعا مرة واحدة مصداق لقوله بسورة النازعات "فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة ".
ولا وجود لنبى قبل محمد(ص) بما يقل عن قرون اسمه خالد بن سنان فلو كان غير مذكور فى القرآن فلن يذكر فى كلام النبى(ص) كما قال تعالى :
" وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ "
فالرسول (ص) لا يعلم الغيب ولن يذكر أحد لم يذكره الله فى الوحى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس