هذا الحديث وهى تلك الرواية لا أصل لها بهذه الأحداث فيما روى أصحاب الحديث في كتبهم والموجود حديث اخر ولكنه مخالف للكثير مما ورد في الحكاية وهو :
"حديث ابن شهاب المذكور في أول هذا الباب عن عمر رضي الله عنه هو في عبيد الله ابنه، ولعبد الرحمن ابنه المعروف بأبي شحمة من بنيه قصة في شرب الخمر جلده فيها بمصر عمرو بن العاص، ثم جلده عمر بعد.... قال ابن عمر: فزعم الناس أنه مات من ضرب عمر ولم يمت من ضربه "رواه ابن عبد البر في الاستذكار
وأما أخطاء حكاية القصاص فهى :
الأول جلوس المسلمين ومنهم عمر في المسجد للحديث والوغظ والقضاء في قول الحكاية "
"كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعُمرُ بنُ الخطَّابِ جالسٌ والنَّاسُ حولَهُ يَعِظُهمْ ويَحْكُمْ فيما بينَهُم "
وهو ما يناقض ان المؤمنين بالنبى(ص)في عصره يعرفون ان المساجد للصلاة فقط وهى ذكر اسم الله الله وهو قراءة القرآن كما قال تعالى " في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه "
الثانى ان الجارية نسبت ولد الاغتصاب لعمر نفسه بقول الحكاية :
" خُذْ ولدَكَ هذا مِنِّي، فأنتَ أحقُّ بهِ مِنِّي، ثمَّ رفعَتِ القِناعَ، فإذا على يدِها طفلٌ" ثم عادت ونسبته لولد عمر بقول الحكاية " ثمَّ قالتْ: يا أميرَ المؤمنينَ، إنْ لم يكنْ ولدُكَ في ظهْرِكَ فهو ولَدُ ولدِكَ"
الثالث ان الجارية برات نفسها بأنه أغمى عليها وأن الاغتصاب تم بعد الاغماء في قول الحكاية :"فإذا أنا بولَدِكَ أبي شَحْمةَ يَتمايَلُ سُكْرًا، وكان قدْ شرِبَ عندَ نسيكةَ اليهوديِّ، فلمَّا قرُبَ مِنِّي تواعَدني وتهدَّدَني وراودَني عن نفْسي وجرَّني إلى الحائطِ فسقطْتُ وأُغْمِيَ عليَّ، فواللهِ ما أَفقْتُ إلَّا وقدْ نال مِنِّي ما ينالُ الرجُلُ مِنِ امرأتِه"
الرابع معرفة عمر ان ابنه سيموت بعد اكله بقول الحكاية"قالت: ما الَّذي نزلَ بكَ؟ قال: يا هذهِ، ولَدِي أبو شَحْمةَ ههُنا؟ قالتْ: إنَّهُ على الطَّعامِ، فدخلَ وقال لهُ: كُلْ يا بُنيَّ، فيوشِكُ أنْ يكونَ آخِرَ زادِكَ مِنَ الدُّنْيا"
وهو ما يخالف أنه هو وغيره لا يعلم الغيب كما قال تعالى "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
الخامس جر عمر ابنه للمسجد لاقامة الحد في قول الحكاية :"فقال: يا أبي، كان ذلك، والشَّيْطانُ أغْواني، وأنا تائِبٌ نادمٌ، فلمَّا سمِع عُمرُ ذلكَ قبَضَ على يدِهِ، ولبَّبَهُ، وجرَّهُ إلى المسجدِ"
السادس كشف عورة الابن بنزع ثيابه كلها لجلده أمام الناس فى قول الحكاية "
فقال: لا أفعلُهُ، وبكَى، وقال: يا ليْتَني لم تلَدْني أُمِّي حيثُ أُكلَّفُ ضرْبَ ولَدِ سيِّدي، فقال له عُمرُ : إنَّ طاعتي طاعةُ الرَّسولِ، فافعَلْ ما أمرْتُكَ بهِ، فانزِعْ ثيابَهُ،"
وهو ما يخالف أن العورة لا تكشف أمام الناس وإنما الجلد يكون أمام الناس كما قال تعالى " وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
والمجلود يتم الباسه ثوب رقيق لا يشف مغطيا عورته
السابع ان العبد رفض ضرب الولد بقوله " لا أفعله " وهو ما يناقض أنه ضربه في قول الحكاية " ثمَّ قال: يا أفلَحُ، اضْرِبْ، فضرَبَ أوَّلَ سوْطٍ،"
الثامن إصرار عمر على ضرب الولد رغم أن علامات الموت بدت عليه باعتراض الحاضرين اكمال الضرب في قول الحكاية :
" فقال الغلامُ: بِسم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فقال: نِعْمَ الاسِمُ سمَّيْتَ يا بُنَيَّ إنْ رأيْتَ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم فأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، وقُلْ لهُ: خلَّفْتَ عُمرَ يَقرأُ القُرآنَ ويُقيمُ الحدودَ، يا غلامُ اضْرِبْهُ، فلمَّا ضرَبهُ تسعينَ انقطعَ كلامُهُ وضَعُفَ، فوثَبَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن كلِّ جانبٍ، فقالوا: يا عُمرُ، انظُرْ كَمْ بَقِيَ فأخِّرْهُ إلى وقتٍ آخَرَ، فقال: كما لا تؤَخَّرُ المعصيةُ؛ لا تؤَخَّرُ العقوبةُ، فأتى الصَّريخُ إلى أُمِّهِ يا غلامُ، أتِمَّ الحَدَّ، فلمَّا كان آخِرُ سوْطٍ سقَطَ الغلامُ ميِّتًا"
قطعا جلد المغتصب مائة جلدة يخالف أن المغتصب حده هو حد الحرابة وليس حد الزنى لكونه أفسد في الأرض حيث ارتكب عدة جرائم هى :
الزنى بالقوة وشرب الخمر كما في الحكاية والاكراه
كما أن المفروض في حالة المرض يخفف العذاب عن المريض والرجل كما تقول الحكاية أصابه الاعياء تماما وبان ذلك لكل من حضر في الحكاية فاعترضوا
وهناك عيوب أخرى في الحكاية وهى :
أن شارب الخمر لا يكون في وعيه فكيف يمكن له ان يتذكر أنه اغتصب أحد أو قتله أو قال كذا وكذا... ؟
أن عمر لم يضاعف له العقوبة لكونه من عائلته وولى الأمر في الإسلام عقوبته وهو أفراد أسرته مضاعفة في الجرائم التى يرتكبونها كما في مضاعفة عقوبة زوجة النبى(ص) إذا زنت وهو قوله تعالى :
" يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ"
|