عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2025, 08:30 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

* الوجه السابع: أن غاية ما تمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر!!
فيا لله العجب هل للخضر علامة يعرف بها من رآه، وكثير من هؤلاء يغتر بقوله: أنا الخضر؟!
ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله، فأين للرائي أن المخبر له صادق لا يكذب؟!
الوجه الثامن: أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن ولم يصاحبه وقال له: ((هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ)) [الكهف:78]، فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى، ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة، ولا مجلس علم، ولا يعرفون من الشريعة شيئا؟! وكل منهم يقول: قال الخضر، وجاءني الخضر، وأوصاني الخضر، فيا عجبا له يفارق كليم الله تعالى ويدور على صحبة الجهال ومن لا يعرف كيف يتوضأ، ولا كيف يصلي!!
* الوجه التاسع: أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر، لو قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا وكذا لم يلتفت إلى قوله، ولم يحتج به في الدين، ولا مخلص القائل بحياته عن ذلك إلا أن يقول إنه لم يأت إلى الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا بايعه أو يقول إنه لم يرسل إليه!! وفي هذا من الكفر ما فيه!
* الوجه العاشر: أنه لو كان حياً لكان جهاده الكفار، ورباطه في سبيل الله، ومقامه في الصف ساعة، وحضوره الجمعة والجماعة، وإرشاده الأمة أفضل بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار، والفلوات، وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له؟!"
ثم نقل أقوالا في تضعيف الأحاديث الواردة في الخضر فقال :
" رابعاً: أقوال العلماء في تضعيف الأحاديث التي جاء فيها أنه حي:
1 - نقل ابن الجوزي رحمه الله تلك الأحاديث بأسانيدها في كتابه"الموضوعات" (1/195ـ197) ثم قال: (هذه الأحاديث باطلة).
2 - قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" (ص67): (والأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد) اهـ.
3 - نقل الحافظ ابن كثير تلك الأحاديث في"البداية والنهاية" (1/334) ثم قال: (هذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جداً، لا تقوم بمثلها حجة في الدين). 4 - ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه"الزهر النضر" (ص32) قول أبي الخطاب ابن دحية - مقراً له - : (ولا يثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلا مع موسى كما قص الله تعالى من خبرهما، وجميع ما ورد في حياته لا يصح منها شيء باتفاق أهل النقل، وإنما يَذكر ذلك من يروي الخبر ولا يذكر علته، إما لكونه لا يعرفها، وإما لوضوحها عند أهل الحديث).
5 - ونقل ابن الجوزي رحمه الله في "الموضوعات" (1/199) عن ابن المنادي قوله: (جميع الأخبار في ذكر الخضر، واهية الصدر والأعجاز..)."
قطعا الكلمات المنقولة تغنى عن ذكر أى حديث في الخضر مهما كان الكتاب الذى ورد فيه
ونكتفى بايراد بعض أقوال ابن عربى في فصوص الحكم في براءة فرعون وإيمانه :
"وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام والإسلام يجب ما قبله وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، «فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» فلو كان فرعون ممن يئس ما بادر إلى الايمان "
وقال :
"" وأما حكمة سؤال فرعون عن الماهية الإلهية فلم يكن عن جهل، وانما كان عن اختبار حتى يرى جوابه مع دعواه الرسالة عن ربه- وقد علم فرعون مرتبة المرسلين في العلم- فيستدل بجوابه على صدق دعواه وسأل سؤال إيهام من أجل الحاضرين حتى يعرفهم من حيث لا يشعرون بما شعر هو في نفسه في سؤاله: فإذا أجابه جواب العلماء بالأمر أظهر فرعون- إبقاء لمنصبه- أن موسى ما أجابه على سؤاله، فيتبين عند الحاضرين- لقصور فهمهم- أن فرعون أعلم من موسى ولهذا لما قال له في الجواب ما ينبغي- وهو في الظاهر غير جواب ما سئل عنه، وقد علم فرعون أنه لا يجيبه إلا بذلك- فقال لأصحابه «إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون» أي مستور عنه علم ما سألته عنه، إذ لا يتصور أن يعلم أصلا فالسؤال صحيح، فإن السؤال عن الماهية سؤال عن حقيقة المطلوب، ولا بد أن يكون على حقيقة في نفسه ....أو بما ظهر فيه من صور العالم فكأنه قال في جواب قوله «وما رب العالمين»- قال- الذي يظهر فيه صور العالمين من علو- وهو السماء- وسفل وهو الأرض: «إن كنتم موقنين»، أو يظهر هو بها فلما قال فرعون لأصحابه «إنه لمجنون» كما قلنا في معنى كونه مجنونا، زاد موسى في البيان ليعلم فرعون رتبته في العلم الإلهي لعلمه بأن فرعون يعلم ذلك: فقال: «رب المشرق والمغرب» فجاء بما يظهر ويستر، وهو الظاهر والباطن، وما بينهما وهو قوله «بكل شيء عليم» «إن كنتم تعقلون» : أي إن كنتم أصحاب تقييد، فإن العقل يقيد فالجواب الأول جواب الموقنين وهم أهل الكشف والوجود .....فلما جعل موسى المسئول عنه عين العالم، خاطبه فرعون بهذا اللسان والقوم لا يشعرون فقال له «لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين» والسين في «السجن» من حروف الزوائد: أي لأسترنك: فإنك أجبت بما أيدتني به أن أقول لك مثل هذا القول فإن قلت لي: فقد جهلت يا فرعون بوعيدك إياي، والعين واحدة، فكيف فرقت، فيقول فرعون إنما فرقت المراتب العين، ما تفرقت العين ولا انقسمت في ذاتها ومرتبتي الآن التحكم فيك يا موسى بالفعل، وانا أنت بالعين وغيرك بالرتبة فلما فهم ذلك موسى منه أعطاه حقه في كونه يقول له لا تقدر على ذلك، والرتبة تشهد له بالقدرة عليه واظهار الأثر فيه: لأن الحق في رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحكم على الرتبة التي كان فيها ظهور موسى في ذلك المجلس فقال له، يظهر له المانع من تعديه عليه، «أ و لو جئتك بشيء مبين» فلم يسع فرعون إلا أن يقول له «فأت به إن كنت من الصادقين» حتى لا يظهر فرعون عند الضعفاء الرأي من قومه بعدم الإنصاف فكانوا يرتابون فيه، وهي الطائفة التي استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم كانوا قوما فاسقين»: أي خارجين عما تعطيه العقول الصحيحة من إنكار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهرفي العقل،....فإن له حدا يقف عنده إذا جاوزه صاحب الكشف واليقين ولهذا جاء موسى في الجواب بما يقبله الموقن والعاقل خاصة «فألقى عصاه»، وهي صورة ما عصى به فرعون موسى في إبائه عن إجابة دعوته، «فإذا هي ثعبان مبين» أي حية ظاهرة فانقلبت المعصية التي هي السيئة طاعة أي حسنة ....فالتقم أمثاله من الحيات من كونها حية والعصي من كونها عصا فظهرت حجة موسى على حجج فرعون في صورة عصي وحيات وحبال، فكانت للسحرة الحبال ولم يكن لموسى حبل والحبل التل الصغير: أي مقاديرهم بالنسبة إلى قدر موسى بمنزلة الحبال من الجبال الشامخة فلما رأت السحرة ذلك علموا رتبة موسى في العلم، وان الذي رأوه ليس من مقدور البشر ....فاقض ما أنت قاض فالدولة لك فصح قوله «أنا ربكم الأعلى » وان كان عين الحق فالصورة لفرعون فقطع الأيدي والأرجل وصلب بعين حق في صورة باطل لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل فإن الأسباب لا سبيل إلى تعطيلها لأن الأعيان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر في الوجود إلا بصورة ما هي عليه في الثبوت إذ لا تبديل لكلمات الله وليست كلمات الله سوى أعيان الموجودات ، ..... والرحمن لا يأتي إلا يأتي إلا بالرحمة ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذي هو عدم الرحمة ....وأما قوله «فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده» إلا قوم يونس، فلم يدل ذلك على أنه لا ينفعهم في الآخرة لقوله في الاستثناء إلا قوم يونس، فأراد أن ذلك لا يرفع عنهم الأخذ في الدنيا، فلذلك أخذ فرعون مع وجود الإيمان منه ....هذا إن كان أمره أمر من تيقن بالانتقال في تلك الساعة وقرينة الحال تعطي أنه ما كان على يقين من الانتقال، لأنه عاين المؤمنين يمشون في الطريق اليبس الذي ظهر بضرب موسى بعصاه البحر فلم يتيقن فرعون بالهلاك إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا يلحق به فآمن بالذي آمنت به بنو اسرائيل على التيقن بالنجاة، فكان كما تيقن لكن على غير الصورة التي أراد فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه، ونجى بدنه كما قال تعالى «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب فظهر بالصورة المعهودة ميتا ليعلم أنه هو فقد عمته النجاة حسا ومعنى ومن حقت عليه كلمة العذاب الأخروي لا يؤمن ولو جاءته كل آية حتى يروا العذاب الأليم، أي يذوقوا العذاب الأخروي فخرج فرعون من هذا الصنف هذا هو الظاهر الذي ورد به القرآن "
وكل ما قاله يناقض دخول فرعون النار في القيامة وفى الدنيا كما قال سبحانه :

" وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ"
وقال :
" وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس