عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2025, 08:30 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال لموسى: (بلى عبدنا خضر)، وأيضاً فكيف يكون النبي تابعاً لغير نبي).
وقال النووي في"تهذيب الأسماء واللغات" (1/179): (والخضر على جميع الأقوال نبي)."
والحديث ليس صحيحا فالقصة في القرآن لم تقل أن موسى(ص) قال أنه أعلم الناس ومن أجل هذا أرسله للعبد المعلم والظاهر من شباب موسى(ص) أنه كان متسرع في أعماله دون أن يفكر كثيرا كما في أمر وكزه للرجل من آل فرعون وإرادته قتل الثانى وتعجله الذهاب للميقات وأراد الله ان يعلمه ألا يتسرع فيما يقرر وفى الثلاث قصص نجد حكاية تسرعه في تنفيذ حكم الله والتسرع غالبا ما يؤدى بالإنسان إلى ارتكاب أخطاء بدون قصد
وتحدث أبو معاذ عن أدلة إثبات وفاة العبد المعلم(ص) فقال :
"ثانياً: إثبات وفاته (ص):
* الدليل الأول:
قوله تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)) [الانبياء:34].
قال ابن كثير رحمه الله في"تفسيره" (3/187): (يقول تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ)) يا محمد ((الْخُلْدَ)) أي: في الدنيا بل ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ)) [الرحمن:26 - 27]، وقد استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من العلماء إلى أن الخضر (ص)مات وليس بحي إلى الآن لأنه بشر).
* الدليل الثاني:
قال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )) [آل عمران:81]. قال الحافظ ابن كثير في"البداية والنهاية" (1/312): (قال ابن عباس: (ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بُعِثَ محمد- صلى الله عليه وسلم - وهم أحياء ليؤمنن به وينصرنه...) فالخضر إن كان نبياً أو ولياً، فقد دخل في هذا الميثاق ؛ فلو كان حياً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه، يؤمن بما أنزل الله عليه، وينصره أن يصل أحد من الأعداء إليه، لأنه إن كان ولياً فالصديق أفضل منه، وإن كان نبياً، فموسى أفضل منه"
والآيات أدلة صحيحة على موت كل من كان قبل النبى الخاتم(ص) من الرسل وأما الدليل الثالث عنده فهو :
"الدليل الثالث:
ما روه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد) فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض) يريد أنها تخرم ذلك القرن.
وفي إحدى روايات مسلم عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال قبل أن يموت بشهر: (ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ).
قال ابن الجوزي رحمه الله كما في"البداية والنهاية" لابن كثير (1/313 - 314): (فهذه الأحاديث الصحاح، تقطع دابر دعوى حياة الخضر.. فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما هو المظنون الذي يرتقي في القوة إلى القطع، فلا إشكال، وإن كان قد أدرك زمانه، فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة، فيكون الآن مفقوداً، لا موجوداً،
* الدليل الرابع:
ثبت في"صحيح البخاري" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعْبَدْ في الأرض) رواه البخاري ومسلم، ولم يكن الخضر فيهم ولو كان حياً لورد على هذا العموم فإنه كان ممن يعبد الله قطعاً.
قال ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" (ص36): (سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الخضر عليه السلام؛ فقال لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) وكانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً، معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ) "
والأحاديث السابقة كلها لم يقلها النبى(ص) لأنه علم بالغيب وهو لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه :
" ولا أعلم الغيب"
وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء "

وأما الدليل التالى فلا يصلح وهو :
" الدليل الخامس:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وددنا أن موسى كان صبر فقصَّ الله علينا من خبرهما) رواه البخاري ومسلم.
قال الحافظ: (وهذا مما استدل به من زعم أنه لم يكن حالة هذه المقالة موجوداً إذ لو كان موجوداً لأمكن أن يصحبه بعض أكابر الصحابة فيرى منه نحواً مما رأى موسى)"
والدليل لا يصلح لأنه اعتراض على ما مضى وكأنه مجرد التمنى سيغير الماضى وهو أملا لا يقوله خاتم النبيين(ص) لأنه يعرف أنم ما مضى لا عود ولا يتغير
والدليل التالى لا يصلح ايضا وهو :
" الدليل السادس:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني) رواه الإمام أحمد.
قال ابن الجوزي: (فإذا كان هذا في حق موسى فكيف لم يتبعه الخضر إذ لو كان حياً فيصلي معه الجمعة والجماعة ويجاهد تحت رأيته كما ثبت أن عيسى يصلي خلف إمام هذه الأمة)."
والحديث لم يقله خاتم النبيين(ص) لأن موسى لو افترضنا أنهكان حيا في زمن محمد(ص) لاتبعا الاثنين الله ولم يتبع موسى(ص) محمد)ص) لقوله تعالى لكل الناس :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم "

والحديث افتراض واعتراض على موت موسى(ص) أيضا وهو أمر لا يفعله النبى(ص)
وتحدث السلفى عن الأدلة التى سماها عقلية على موت الرجل فقال :
" ثالثاً: الأدلة العقلية على موت الخضر (ص):
قال الإمام ابن الجوزي كما في"المنار المنيف" للإمام ابن القيم رحمه الله:
(أما الدليل من المعقول على موت الخضر (ص)فمن عشرة أوجه:
* الوجه الأول: أن الذي أثبت حياته يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد لوجهين:
أحدهما: أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة فيما ذكر في كتاب يوحنا المؤرخ، ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر.
الثاني: أنه لو كان ولده لصلبه، أو الرابع من ولد ولده كما زعموا، وأنه كان وزير ذي القرنين، فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض.
الوجه الثاني: في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(خلق الله آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد) وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس.
* الوجه الثالث: إن كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة ولم ينقل هذا أحد.
* الوجه الرابع: أنه قد اتفق العلماء أن نوحاً لما نزل من السفينة مات من كان معه، ثم مات نسلهم، ولم يبق غير نسل نوح، والدليل على هذا قوله تعالى: ((وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)) [الصافات:77]؛ وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح.
* والوجه الخامس: أن هذا لو كان صحيحاً أن بشراً من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر، ومولده قبل نوح، لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب، وكان خبره في القرآن مذكوراً في غير موضع، لأنه من أعظم آيات الربوبية، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى من أحياه ألف سنة إلا خمسين عاما، وجعله آية، فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر، ولهذا قال بعض أهل العلم: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
* والوجه السادس: أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم، وذلك حرام بنص القرآن.
أما المقدمة الثانية فظاهره، وأما الأولى فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن أو السنة، أو إجماع الأمة، فهذا كتاب الله تعالى فأين فيه حياة الخضر؟ وهذه سنةرسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه؟ وهؤلاء علماء الأمة هل أجمعوا على حياته؟
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس