عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2024, 09:01 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,978
إفتراضي

سبب حق
وليس سبب باطل وإلا نهاه الله عن ضربها لو لم تكن قد اخطأت
وفى هذا قال تعالى :
"وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث"
إذا عندما نتكلم عن السيادة الزوجية فى الإسلام فنحن نتحدث عن أمر محدد ليس متروك لإرادة الزوج كما يهوى وإنما كما اراد الله
وفى وسائل السيادة قال تعالى :
"وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"
قطعا لأن الله عارف بنفوس البشر وعارف بأن الرجال وهم الأزواج ليسوا معصومين من الخطأ فهم يرتكبون ذنوبا أيضا فقد بين أن سيادة الرجل تنتهى عندما يخطىء وفى تلك الحالة عندما تقوم الزوجة بالاختلاف مع الزوج نتيجة ظنها أنه ارتكب ذنبا أو ارتكب ذنبا ما بالفعل فقد بين الله :
أن المرأة إن نصحته بالتوبة أو اختلفا معا نتيجة الظن فالواجب هو :
اللجوء إلى تحكيم رجل من أهل الزوج ورجل من أهل الزوجة
ويقوم الحكمان بالجلوس مع الطرفين والتأكد من سبب الخلاف وكيفية حله
وعندما يبينا لهما الحقيقة والمطلوب منهما يجب على الطرف المخطىء الاستجابة للحكم
وفى هذا قال تعالى :
"وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا"
قطعا لكوننا بشر فإن البعض المخطىء يستمر على موقفه وساعتها لا يكون أمامهما إلا حل من اثنين :
الأول:
الفراق وهو الطلاق
الثانى :
الفدية وهو ما يسمونه حاليا :
الخلع
وهو تنازل المرأة عن مهرها مقابل أن يفارقها الزوج
والسيادة الثانية وهى لم تذكر بلفظ السيادة فهى :
وجوب طاعة أولى الأمر
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"
وهى الدرجة المذكورة التى أعطاها الله للمجاهدين وهم المقاتلين فى سبيل الله والمنفقين فى سبيل الله
وهذه الدرجة وهى السيادة وهى اختيار أصحاب المناصب بين الله أنها لمن قاتل وأنفق قبل فتح مكة
وفى هذا قال تعالى :
"لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
وفيما بعد أصبح اختيار أهل المناصب من :
المنفقين المجاهدين فى سبيل الله أيا كانوا بعد وفاة المنفقين والمجاهدين من المهاجرين والأنصار
هذه الدرجة هى القوامة إما على كل المسلمين وإما على بعض منهم على حسب مهام المنصب
والسيادة معناها :
طاعة أولى الأمر فيما يأمرون وينهون حسب كتاب الله المنزل لقوله تعالى :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
ولأن أصحاب المناصب بشر يخطئون فقد بين أنه إذا اختلف الناس مع الحكام وهم أولى الأمر فى شىء ما يقول هؤلاء أنه طاعة لله وهؤلاء أنه معصية لله فالواجب هو :
تحكيم كتاب الله بين الاثنين وهو الرد إلى كتاب الله وتفسيره الإلهى فى الكعبة والذى يبين كل شىء بوضوح لا لبس فيه كما قال تعالى :
"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"
إذا السيادة ليست سيادة بالمعنى المعروف وهو :
تحكيم الناس فى الناس
وإنما تحكيم شرع الله فى أصحاب السيادة ومن يكونون تحت رعايتهم
ونجد أن كتاب الله لم يقل أبدا :
أن هناك أسياد لملك اليمين وهم من نسميهم :
العبيد والإماء
لأن ملك اليمين هو وضع خاطىء لم يشرعه الله وإنما شرعه الكفار ولذا عمل على القضاء عليه بوسائل مختلفة حسب المجتمع الذى يعيش فيه المسلمون ففى المجتمع الكافر جعل الكفارات من بينها تحرير وهو عتق الرقاب وأيضا فك الرقاب بشرائها وعتقها وفى المجتمع المسلم قضى على ملك اليمين بوجوب شراء الرقاب ممن يملكونها وتحريرها من خلال جعل مصرف من مصارف الصدقات وهى الزكاة والتى قال تعالى فيها :
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس