الموضوع
:
الاستعانة بالجن
عرض مشاركة مفردة
29-11-2024, 08:43 AM
#
2
رضا البطاوى
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,970
ونقل تفاسير فى تفسير آية يستدلون بها على اتصال الجن والإنس فقال :
"يقول تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) 0( سورة الأنعام - الآية 128 )
* أقوال أهل العلم في تفسير الآية الكريمة :-
أ - قال الطبري
ما قاله الإمام البغوي وزاد عليه
وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان فيما ذكر، ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعاذتهم بهم، فيقولون : ( قد سدنا الجن والإنس) ( تفسير الطبري - جامع البيان في تأويل القرآن - 5 / 343 )
ب - قال البغوي
قال الكلبي : استمتاع الإنس بالجن هو أن الرجل كان إذا سافر ونزل بأرض قفر وخاف على نفسه من الجن قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، فيبيت في جوارهم
وأما استمتاع الجن بالإنس : هو أنهم قالوا : قد سدنا الإنس مع الجن، حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفا في قومهم وعظما في أنفسهم، وهذا كقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) وقيل : استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون إليهم من الأراجيف والسحر والكهانة وتزيينهم لهم الأمور التي يهوونها، وتسهيل سبيلها عليهم، واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي. قال محمد بن كعب: هو طاعة بعضهم بعضا وموافقة بعضهم لبعض)( تفسير البغوي - معالم التنزيل - 3 / 188 )
ثم قال: "وقد اتخذ بعض الرقات كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى متكأ على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم فى العلاج بأنه من الأمور المباحة ولا أري في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ لهم ذلك، فإذا كان من البديهيات المسلم بها ان الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب،معتد ظلوم غشوم لا يعرف العذر بالجهل،مجهولة عدالته، لذا روايته للحديث ضعيفة، فما هو المقياس الذى نحكم به على أن هذا الجنى مسلم وهذا منافق أو كافر وهذا صالح وذاك طالح، لذا الاستعانة بالجن المسلم (كما يدعى البعض) فى العلاج لا تجوز، قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقى له وأمر أصحابه بالرقية فأجتمع بذلك فعله وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعى البعض فضيلة ما ادخرها الله عن رسوله يوم سحرته يهود صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه. "
وكل ما سبق من تفاسير يثبت ما لا دليل عليه وهو اتصال الجن والإنس ببعضهم البعض وهو أمر محال فالجن والإنس لا يوجد أى اتصال بينهما إلا ما كان فى عهد سليمان (ص) لأن الله سخرهم له وهذه آية أى معجزة من المعجزات التى أعطاها الله فقال:
“فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب”
ومن ثم لا يمكن وجود اتصال بين الجن والإنس فالنبى(ص) نفسه لم يعلم أن الجن سمعوه وهو يقرأ القرآن حتى أنزل الله سورة الجن فعرفه أنهم سمعوه وفى هذا قال تعالى :
” قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به”
فكل ما حدث هو أن الله أرسل هؤلاء النفر لمكان النبى(ص) ليسمعوا القرآن فقط حتى يبلغوا الرسالة الأخيرة لبقية الجن وفى هذا قال:
“وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم”
إذا الإنسان حتى النبى(ص) لم يتصل بالجن ومن ثم لا يمكن أن يوجد إتصال بين الفريقين وأقصى ما يمكن القول به هو أن الجن قد يسمعون بعض كلام الناس فقط ولكن لا يوجد أى إتصال أى كلام متبادل
استحالة اتصال الجن والإنس ببعضهم أى إتصال سواء كلامى أو جسدى أمر ثابت بالقرآن لأن كل مجتمع منهم منفصل عن الأخر تماما والاتصال بينهما كما قلت يتم بآية أى معجزة كما حدث فى عهد سليمان(ص)وقد منع الله الآيات وهى المعجزات من عهد النبى(ص) فقال :
” وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون”
وقد استنتج بعض الناس من قوله تعالى بسورة البقرة "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس"ومن قوله بسورة ص"واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب "أن الشيطان وهو الجنى متسلط على عقل وجسم الإنسان وهو استنتاج خاطىء للتالى :
أن كلمة الشيطان لا تطلق على الجنى وحده وإنما تطلق على الجنى والإنسى مصداق لقوله بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن"
أن كلمة المس لا تعنى دوما الجنون وتعنى الإصابة كما فى الآية الثانية ومعنى الأولى :الذين يأخذون الزيادة على الدين لا يعملون إلا كما يعمل الذى تسيره الشهوة من الكفر ،فالشيطان هنا الشهوات التى داخل الإنسان فهى التى تسيره فى متاهات يحتار بينها ومعنى الثانية هو واذكر رسولنا أيوب حين دعا إلهه أنى أصابنى الشيطان أى المرض بتعب وآلام فقد سمى أيوب المرض شيطانا لأنه بعيد عن الخير الذى هو الصحة .
ولو فرضنا صحة الإستنتاج لحدث عدم وجود أى مسلم واحد لا رسول ولا غيره لأن الجن الكافر فى تلك الحال سيحيل حياة كل مسلم لجحيم لا يطاق حتى يكفر ولن يتحمل أحد الأمراض المؤلمة وضياع المال وغير هذا من المصائب التى سينزلها بها الجن ولكن الحادث هو غير هذا فهناك مسلمين
-أن الجن لا يقدرون على إصابة الإنسان بأى أذى مهما كان والدليل أن الشيطان أعلنها واضحة حيث قال" ما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى" فكل سلطان الشيطان هو الدعوة أى الوسوسة وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "
رضا البطاوى
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إيجاد المزيد من المشاركات لـ رضا البطاوى