وتحدث عن قانون مماثل لابن تيمية مقارنا بين القانونين فقال :
"خامسا: بين قانون ابن تيمية وقانون النجم الطوفي:
ذكر ابن تيمية (ت 728 هـ) رحمه الله في كتابه "مقدمة التفسير" منهجا لتفسير القرآن وله شقان أيضا؛ شق يبين كيفية التفسير وشق يبين كيفية معالجة الخلاف بين المفسرين؛ وأهم قواعد الشق الأول هي:
1. تفسير القرآن بالقرآن.
2. تفسير القرآن بالسنة.
3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4. تفسير القرآن بأقوال التابعين وإجماعهم حجة.
5. التفسير بمجرد الرأي حرام.
6. الإسرائيليات يستأنس بها.
وأهم قواعد الشق الثاني هي:
1. استيعاب الأقوال كلها؛ لأن من حكى الخلاف ولم يستوعب الأقوال فهو ناقص فقد يكون الصواب فيما سبق.
2. بيان الباطل من الصحيح؛ لأن من يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح ناقص أيضا.
3. ذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فينشغل به عن الأهم.
ويلاحظ على قانون ابن تيمية أنه لم يذكر اللغة من قريب أو بعيد بينما النجم الطوفي جعل اللغة مؤنسة إن وافقت الرأي أو النص التواتري أو الإجماع أو النص الآحادي الصحيح.
وجعلها مقدمة على الآحاد الضعيفة والتاريخ والظن بدليل خارج عن قرينة والتأويل المختلف عليه المتعارض بين العلماء فإن وافقتها كانت مؤكدة للغة وإن خالفتها لا يؤخذ بها."
والمقارنة أنهاها عطا بأن قانون الطوفى ينتهى إلى الانتصار على قانون ابن تيمية فقال :
"وهي نقطة تفوق لصالح قانون النجم الطوفي."
وأما انتقادات عطا لقانون الطوفى فهى :
"سادسا: ملاحظات حول هذا القانون
الملاحظة الأولى: أول ملاحظة على هذا القانون وهي ملاحظة لافتة أن الطوفي قدم الدليل العقلي القاطع على النص الصحيح المتواتر عن رسول الله (ص) وعلى إجماع العلماء وعلى النص الآحادي الصحيح.
وسمة العقلانية هي السمة الغالبة على فكر نجم الدين الطوفي وقد ظهرت في نظريته حول المصلحة وتقديمها على النص وقد سببت له مشاكل في عصره مع مجايليه من العلماء وأثارت حوله الشكوك من زندقة وتشيع وقد حرم ابن تيمية القول في القرآن بالرأي وشدد على ذلك جدا وأكثر من النقول التي ينفر أصحابها من ذلك .
الملاحظة الثانية: ذكر النجم الطوفي أن تفسير رسول الله للقرآن لم يقع كاملا لأحد من الصحابة وبالتالي لم يقع كاملا للتابعين ولكن وقع مجزءا فيهم وهذا القول غير صحيح فقد ذكر مجاهد أنه عرض المصحف على ابن عباس يوقفه عند كل آية منه ويسأله عنها ولهذا قال الثوري:"إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به" ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري والإمام أحمد وغيره من أهل العلم بالتفسير الذين كانوا يكررون الطرق عن مجاهد وكذلك ابن عباس الذي أقسم أنه ما نزلت آية إلا وهو يعلم فيم نزلت وأين نزلت .
الملاحظة الثالثة: أن النجم الطوفي لم يعتبر النظائر القرآنية في قانونه فلم أجد لها ذكرا رغم أنه فسر بالنظائر القرآنية كثيرا في كتابه "تفسير سورة ق".
وفي مفارقة لها اعتبارها جعل ابن تيمية التفسير بالنظائر القرآنية أول مرحلة في التفسير .
الملاحظة الرابعة: اعتبر جلالة القائل مرجحا عند الاختلاف في التأويل ولم يبين مقصوده منها هل المقصود بها جلالة القائل من الصحابة أم من علماء التفسير؟
وقد تفهم على وجوه عدة فعلي بن أبي طالب وهو من هو في العلم! كان يرد تفسيره وقد يقول عليه بعض المفسرين :"روي عن علي ولا يصح" وقدموا تفسير غيره على تفسيره. وقد يكون القائل جليلا ولكنه يقول في غير فنه أو يقول برأيه فيكون قوله واجب التمحيص.
وقد يوضح ذلك ما قاله ابن تيمية رحمه الله في "مقدمة التفسير" حيث تحدث عن جلالة القائل وضعته من عدة وجوه أولها: أن أهل مكة من الأجلاء في التفسير حيث قال :"وأما التفسير فإن أعلم الناس به أهل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم من أصحاب ابن عباس؛ كطاووس وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير وأمثالهم وكذلك أهل الكوفة من أصحاب عبد الله بن مسعود ومن ذلك ما تميزوا به عن غيرهم وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير وأخذه عنه أيضا ابنه عبد الرحمن وعبد الله بن وهب".
وقد يقصد بغير الجليل أهل البدع والأهواء وأصحاب المناهج المخالفة لأهل السنة والجماعة الذين يفسرون القرآن بما يوافق بدعهم ومذاهبهم
الملاحظة الخامسة: قدم النجم الطوفي في قانونه الإجماع على الآحاد الصحيحة وهذا عكس ما ذهب إليه ابن تيمية في مقدمته للتفسير حيث قدم الآحاد الصحيحة على الإجماع
الملاحظة السادسة: لم يبين النجم الطوفي مقصده بالإجماع هل هو إجماع الصحابة أم التابعين أم أهل الحديث أم أهل التفسير أم غيرهم؟ وقد خصص ابن تيمية في مقدمته على التفسير الإجماع بأنه إجماع أهل العلم بالحديث .
الملاحظة السابعة: يشترك ابن تيمية مع النجم الطوفي في الاعتبار بالأخبار الضعيفة في التفسير ولكنه لا يطلب مقابلتها باللغة كما طلب النجم الطوفي.”
والانتقادات وهى الملاحظات صحيحة وتبقى الكلمة الخيرة وهى :
وجوب العودة لتفسير الله المنزل على الرسول فى الكعبة الحقيقية للخروج من دائرة الاختلاف هو الحل
وإلى حين الوصول لها يجب الالتزام بتفسير الجمل لبعضها فى المصحف هو الحل الأمثل حاليا ويجب البعد عن كتب اللغة والروايات فما ألفت إلا لاضلال الناس وابعادهم عن المعانى الحقيقية
|