قطعا ما ذكره تسدل على الوحدانية لله فى كتاب النصارى يناقضه وجود نصوص تثبت البنوة كما فى قولهم :
16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!» 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ بْنَ يُونَا فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"
وتثبت أن المسيح (ص)هو الله فى قوله :
" أنا والآب واحد "
وتحدث عن البشارة بأحمد نافيا أن تكون فى العهد الجديد فقال :
"وقال المسلمون إن المسيح أوصى تلاميذه أن ينتظروا مجيء نبي آخر اسمه »أحمد« وأوردوا آية من القرآن لتأييد هذا الوهم والزعم، فقد ورد في سورة الصف : 6
»وإذ قال عيسى ابن مريم: يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقاً لما بين يدي من التوراة، ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد« ولا شك أن هذه الآية تشير إلى ما ورد في إنجيل يوحنا 14: 16 و26 و15: 26 و16: 7 بخصوص الفارقليط أو البارقليط وهو المعزي لكن كل من طالع هذه الأصحاحات بتروٍ وإمعان يرى أنه لم يرد فيها ذكرٌ لنبي يأتي بعد المسيح بل بالعكس، فإن المسيح كان يتكلم عن الروح القدس، كما هو واضح من هذه الآيات وقد تم وعد المسيح بعد صعوده بأيام قليلة وورد في أعمال الرسل 2: 1-11 نبأٌ عن تتميم هذا الوعد وحلول الروح القدس على التلاميذ ومنشأ خطأ القرآن هو أنه لما كان العرب يجهلون معنى »فارقليط« توهَّموا أن ترجمة هذه الكلمة الحقيقي هو »أحمد« والحقيقة أن معنى الكلمة اليونانية الصحيح هو »مُعزٍّ« ولكن توجد كلمة أخرى باللغة اليونانية يجيء النطق بها إلى آذان الأجانب (مثل العرب) قريبة مما يلفظه العرب »فارقليط« ومعنى هذه الكلمة الثانية هو المشهور الذائع الصيت فيُحتمل أن أحد العرب الذين يجهلون اليونانية سمع هاتين الكلمتين فالتبستا عليه، فتوهَّم أن معنى »فارقليط« أحمد ويسهل وقوع العرب في مثل هذا الخطأ، لأنه إذا سمع أجنبيٌّ عربياً يتكلم عن »قلب« تعذَّر عليه التمييز بين »قلب« و»كلب« وقد يتوهم أن المقصود »كلب« فتلتبس عليه العبارة ولا يخفى أن »ماني« المصور الشهير نبغ في بلاد الفرس، وادَّعى النبوَّة وقال إنه الفارقيلط وإن المسيح شهد له غير أن المسيحيين رفضوا دعواه لاطلاعهم على حقيقة تعاليم الإنجيل، ولمعرفتهم أن المسيح لم يتنبأ عن نبي حقيقي يأتي بعده"
قطعا هناك نصوص تدل على أن البشارة ولكن بشعب أخر يدل بنى إسرائبيلك كما فى القول :
أَجَابُوهُ: «أُولئِكَ الأَشْرَارُ، يُهْلِكُهُمْ شَرَّ هَلاَكٍ. ثُمَّ يُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى مُزَارِعِينَ آخَرِينَ يُؤَدُّونَ لَهُ الثَّمَرَ فِي أَوَانِهِ». 42 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَمْ تَقْرَأُوا فِي الْكِتَابِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبُنَاةُ، هُوَ نَفْسُهُ صَارَ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الأَسَاسِيَّ. مِنَ الرَّبِّ كَانَ هَذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَنْظَارِنَا! 43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ سَيُنْزَعُ مِنْ أَيْدِيكُمْ وَيُسَلَّمُ إِلَى شَعْبٍ يُؤَدِّي ثَمَرَهُ. 44 فَأَيُّ مَنْ يَقَعُ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَكَسَّرُ، وَمَنْ يَقَعُ الْحَجَرُ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ سَحْقاً!"
وهى نفس الكلام التالى :
18 وَلكِنِّي أَقُولُ: أَمَا سَمِعُوا؟ بَلَى، فَإِنَّ الْمُبَشِّرِينَ «انْطَلَقَ صَوْتُهُمْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا، وَكَلاَمُهُمْ إِلَى أَقَاصِي الْعَالَمِ». 19 وَأَعُودُ فَأَقُولُ: أَمَا فَهِمَ إِسْرَائِيلُ؟ إِنَّ مُوسَى، أَوَّلاً، يَقُولُ: «سَأُثِيرُ غَيْرَتَكُمْ بِمَنْ لَيْسُوا أُمَّةً، وَبِأُمَّةٍ بِلاَ فَهْمٍ سَوْفَ أُغْضِبُكُمْ!» 20 وَأَمَّا إِشَعْيَاءُ فَيَجْرُؤُ عَلَى الْقَوْلِ: «وَجَدَنِي الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي وَصِرْتُ مُعْلَناً لِلَّذِينَ لَمْ يَبْحَثُوا عَنِّي». 21 وَلَكِنَّهُ عَنْ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ مَدَدْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ عَاصٍ مُعَارِضٍ!»
فكيف يرث شعب أخر إذا كان بنو إسرائيل قد تمت إزالتهم ؟
وتحدث عن عودة المسيح(ص) وهو أمر ليس فى القرآن وإنما فى كتب التراث كالكتاب الذى يسميه عرائس المجالس فقال
وورد في الأحاديث أنه لما ينزل المسيح من السماء يقيم في هذه الحياة الدنيا أربعين سنة ويتزوج (انظر »عرائس المجالس« (ص 554) وكل من له اطلاع على التوراة والإنجيل يعرف منشأ هذا الخطأ، فقد ورد في سفر الرؤيا 19: 7 و9 »لنفرح ونتهلل ونعطه المجد، لأن عرس الحمل قد جاء، وامرأته هيأت نفسها، وأُعطيت أن تلبس بزاً نقياً بهياً لأن البز هو تبررات القديسين وقال لي: اكتب طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الحمل« ومن المعلوم أن »الحمل« هو أحد ألقاب المسيح وهنا ذُكر صريحاً عرسه عند رجوعه إلى الأرض ولكن إذا سأل سائل: من هي العروس؟ وما معنى هذه الآيات؟ قلنا: إنه ورد في سفر الرؤيا 21: 2 »وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيَّأة كعروس مزينة لرجلها« وأورشليم الجديدة تعني الكنيسة المسيحية المكملة المطهرة كما في أفسس 5: 22-32 هي العروس التي يقترن بها المسيح، أي التي يقبلها ويضمها عند رجوعه والمقصود بقوله »يتزوجها« الإشارة إلى المحبة الكاملة والاتحاد التام بين المخلِّص والمخلَّصين ومن هنا نرى أن هذه القصة الواردة في الأحاديث نشأت عن عدم فهم أقوال العهد الجديد أما قولهم إن المسيح يقيم في هذه الدنيا أربعين سنة بعد رجوعه فناشئ عن قول أعمال الرسل 1: 3 ومعناها أنه أقام مع تلاميذه أربعين يوماً بعد قيامته أما ما ورد في الأحاديث والتفاسير من أن المسيح يموت بعد رجوعه فمبنيٌّ على ما ورد في سورة آل عمران 3: 54 »يا عيسى إني متوفيك« لكنا لا نجزم بأن هذا معنى الآية الحقيقي، لأن هذا التعليم يناقض نصوص الكتاب المقدس الصريحة، فقد ورد في سفر الرؤيا 1: 17 و18 قول المسيح: »أنا هو الأول والآخِر، والحيُّ، وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت« غير أن أصل ما ورد في الأحاديث بخصوص هذا الأمر عبارة وردت في كتاب »نياحة أبينا القديس الشيخ يوسف النجار« (فصل 31) بخصوص النبيين أخنوخ وإيليا اللذين صعدا إلى السماء بدون أن يذوقا الموت »ينبغي لأولئك أن يأتوا إلى العالم في آخر الزمان في يوم القلق والخوف والشدة والضيق ويموتوا« وورد كذلك في كتاب قبطي عنوانه »تاريخ رقاد القديسة مريم« »أما من جهة هذين الآخَرين (أي أخنوخ وإيليا) فينبغي أن يذوقا الموت أخيراً«
وبما أن أنصار محمد وأصحابه سمعوا هذا القول من الذين اطلعوا على هذين الكتابين الساقطين، قالوا بطريق الاستنتاج إن المسيح لابد أن يذوق الموت أيضاً مثل أخنوخ وإيليا، لأنهم توهَّموا أنه صعد إلى السماء مثلهما بدون أن يذوق الموت، فلا بد أنه سيموت بعد مجيئه ثانيةً وفسروا آية سورة آل عمران 55 حسب هذا الزعم، فقوله في سورة العنكبوت 29: 57 »كل نفس ذائقة الموت« ومثلها في سورة آل عمران 3: 185 هو مبني على هذا المذهب (ما عدا حادثة موت المسيح بعد رجوعه) الذي منشأه أصحاب البدع والضلالة"
قطعا القرآن ليس فيه أى دليل على عودة المسيح(ص) المزعومة ولا على قيامته مرة أخرى فى الدنيا
|