عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-11-2024, 07:38 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,975
إفتراضي

ويقر تسدل أن معجزات المسيح(ص) كلها حقيقية فى القرآن عدا معجزات المهد فقال :
"غير أن باقي معجزات المسيح المذكورة في القرآن هي حقيقية وحدثت فعلاً، ما عدا معجزة المائدة التي ادَّعى القرآن أن المسيح أنزلها من السماء فقد ذكر القرآن أنه طهَّر البرص وأقام الموتى وأعطى بصراً للعميان، وهذا يطابق ما ورد في البشائر الأربع الصحيحة"
قطعا تسدل لم يلاحظ أن هناك معجزات لم تذكر فى العهد الجديد وإنما وجدت فى القرآن والإخبار بما يأكلون والإخبار بما يدخرون فى بيوتهم وهى قوله تعالى :
" وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم"
وتحدث عن معجزة المائدة فقال أنها مسروقة مع التحوير فقال :
"أما ما ورد في القرآن بخصوص المائدة (في سورة المائدة 5: 112-115):
»إذ قال الحواريون: يا عيسى ابن مريم، هل يستطيع ربك أن يُنزل علينا مائدة من السماء؟ قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين قالوا: نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صَدَقتنا ونكون عليها من الشاهدين قال عيسى ابن مريم: اللهم ربنا أنزِل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأوَّلنا وآخرنا، وآيةً منك، وارزُقنا وأنت خير الرازقين قال الله: إني مُنزلها عليكم"
« ولم ترد هذه المعجزة في أي كتاب من الكتب المسيحية، ولا شك أنها لم تحدث، ولكننا نرى أنها نشأت عن عدم فهم بعض عبارات واردة في العهد الجديد مثلاً ورد في إنجيل متى 26: 20-29 وإنجيل مرقس 14: 17-25 وإنجيل لوقا 22: 14-30 وإنجيل يوحنا 13: 1-30 ذكر العشاء الرباني الذي اشترك فيه المسيح مع الحواريين في آخر ليلة من وجوده بالجسد في هذه الحياة الدنيا وذلك قبل يوم صلبه ومن ذلك الوقت إلى يومنا يمارس المسيحيون الحقيقيون العشاء الرباني حسب أمره تذكاراً لصلبه وقد ورد في إنجيل لوقا 22: 30 بخصوص مائدة المسيح: »لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر« فإذا سأل سائل: لماذا يقول المسلمون إن هذه المائدة نزلت من السماء؟ قلنا: ربما توهموا أن لهذا علاقة بما ذكر في أعمال الرسل 10: 9-16 وهو: »ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض، وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء وصار إليه صوت: قم يا بطرس اذبح وكُل فقال بطرس: كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً فصار إليه أيضاً صوت ثانية: ما طهَّره الله فلا تدنِّسه أنت وكان هذا على ثلاث مرات، ثم ارتفع الإناء أيضاً إلى السماء« غير أن هذه كانت رؤيا فقط، ولا شك أن عدم فهم الكتاب المقدس حق الفهم هو منشأ حكاية المائدة في القرآن"
قطعا لا يمكن أن تكون القصص متشابهة فمائدة العشاء أرضية بشرية صنعها أحد التلاميذ بينما المائدة فى القرآن سماوية ولم يذكر ما فيها ولم يذكر الخمر وتناول الكئوس وخيانة يهوذا بينما فى القرآن المائدة من يكفر بها يعذب عذابا لا يعذبه من الناس
ولو راجعنا حكايات العشاء الأخير لوجدناها متعارضة فى الأسفار الأربعة مثل :
الاستعداد للفصح :
ورد بمتى (17:26-19)ومرقس(12:14-16؟)ولوقا (7:22-13)والفروق هى
-اتفق مرقس ولوقا على أن حمل الفصح يذبح فى عيد الفطير وعبارة لوقا "وجاء يوم الفطير الذى كان يجب أن يذبح فيه حمل الفصح (7:22).
-اتفق مرقس ولوقا على قصة الإعداد وهى عند مرقس "فأرسل اثنين من تلاميذه قائلا لهما اذهبا إلى المدينة وسيلاقيكما هناك رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه وحيث يدخل قولا لرب البيت إن المعلم يقول أين غرفتى التى فيها سآكل الفصح مع تلاميذى 000 فانطلق التلميذان ودخلا المدينة ووجدا كما قال لهما وهناك جهزا للفصح(13:14-16)واختلفا فى ذكر لوقا لإرسال بطرس ويوحنا بينما لم يذكر اسميهما عند مرقس .
عشاء الفصح :
ورد بمتى (20:26-35)ومرقس(17:14-25)ولوقا (14:22-23)والفروق هى
-انفرد متى بذكر سؤال يهوذا ليسوع عن مسلمه وعبارته "فسأله يهوذا مسلمه هل أنا هو يا معلم ؟أجابه أنت قلت (15:26).
-اتفق متى ومرقس على نصين هما الأول وهو عند متى "وعند المساء اتكأ مع الإثنى عشر وبينما كانوا يأكلون قال الحق أقول لكم إن واحدا منكم سيسلمنى 0000ولكم الويل لذلك الرجل الذى على يده يسلم ابن الإنسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد (20:26-24)والثانى والعبارة لمرقس "وقال لهم يسوع كلكم ستشكون لأنه قد كتب سأضرب الراعى فتتشتت الخراف ولكن بعد قيامتى سأسبقكم إلى الجليل (27:14-28).
-ذكر متى ومرقس زمن الإتكاء وهو المساء والفقرة الأخيرة عند متى ومرقس غير موجودة عند لوقا فى النص المشار له بالملحق ووردت فى (31:22-34)وإن كان بها اختلاف بسيط يتمثل فى عبارة غربلة التلاميذ من الشيطان كغربلة القمح .
وتحدث عما جاء فى القرآن من نفى كل مذاهب النصارى فى عيسى(ص)إلا مذهب التوحيد فقال :
"ونتقدم الآن إلى بعض ما ورد في القرآن عن المسيح وأمه مريم العذراء، فمن ذلك سورة المائدة 5: 116 »إذ قال الله: يا عيسى ابن مريم، أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟« وورد في سورة النساء 4: 171 »يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمِنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً« وورد في سورة المائدة 5: 73 »لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا منهم عذاب أليم«
فيتضح من هذه الآيات أن محمداً سمع (كما قال جلال الدين ويحيى) من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة حسب وهمهم، هم الله سبحانه، ومريم، وعيسى فردَّ القرآن على آراء أصحاب البدع الكفرية وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد وكل من له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي،
فقد ورد في التوراة (تثنية 6: 4) »اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا إله واحد« وفي إنجيل مرقس (12: 29) استشهد المسيح بهذه الآية وأيَّد صحتها بغاية التأكيد ولم يقل مسيحي حقيقي إن مريم هي إله نعم إنه مما يحزن القلب أن عبادة مريم دخلت بعض الكنائس، ولكنها في الحقيقة عبادة أصنام تناقض وصايا الله وتعاليم التوراة والإنجيل، إلا أنها موافقة لبعض الكتب الموضوعة التي اقتبس منها محمد القصص المذكورة عن مريم العذراء فقد ورد في سورة النساء 4: 157 و158 أن اليهود قالوا »إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً«
فتعليم القرآن في هذه العبارة منافٍ على خط مستقيم لجميع كتب الأنبياء والإنجيل، ولكنه يطابق غاية المطابقة مذاهب بعض أصحاب البدع الضالين، لأن إيرينيوس (أحد علماء المسيحيين القدماء) قال إن باسليديس (أحد زعماء أصحاب البدع في الأزمنة القديمة) كان يعلّم أتباعه أن المسيح »لم يتألم، وأن شخصاً اسمه سمعان من قيروان التزم أن يحمل صليبه لأجله، وأن هذا الرجل هو الذي صُلب جهلاً وخطأً، فإن المسيح غيَّر شكل هذا الرجل ليتوهَّموا أنه هو عيسى نفسه«
فمن هنا يظهر أن محمداً اتخذ هذا المذهب عن أتباع باسليديس ومع ذلك فكل من ينكر أن المسيح صُلب حقيقة ومات على الصليب يناقض تعاليم الأنبياء والإنجيل، لأن الأنبياء سبق أن تنبأوا أنه لا بد أن المسيح الموعود به يبذل حياته الكريمة ليكفِّر عن خطايا جميع البشر وشهد تلاميذ المسيح أنهم شاهدوا بأعينهم مخلِّصهم مصلوباً، ولكن محمداً لم يدرِ أن إنكار باسيليديس الزائف لصلب المسيح هو بدعة مبنية على ضلالة من ضلالاته، فإنه قال إن المسيح لم يتَّخذ طبيعة بشرية حقيقية، ولكنه اتخذ شِبه جسد لا وجود له حقيقة، وإنه كان لا يمكن أن يولد أو يتألم أو يُصلب، ولكنه خدع الناس وأغراهم على التصديق بأنه تألم وصُلب ولكن هذا المذهب الضال ينافي كل ما في الإنجيل والقرآن، فكان لابد أن ينهار بناؤه وأركانه وإن كانت أصوله كاذبة فكيف تثبت فروعه التي هي أقل قيمة من أساسه؟ ولكن محمداً قبِل الفروع ودوَّنها في قرآنه، وصرف النظر عن الأصل والمبدأ!"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس