عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-11-2024, 08:09 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,978
إفتراضي

"أما »اسطهر« وهو اسم الصبية الواردة في القصة اليهودية فهي ذات »عشتاروت« إحدى الآلهة الكاذبة التي كان يعبدها عبَدة الأصنام القدماء، وهي الزهرة، أي الكوب السيار التي ورد اسمها في الأحاديث التي ذكرناها آنفاً وكان أهل بابل في قديم الزمان يعتقدون أن هذا الكوكب السيار إلهة، فكان كل سكان بابل وسوريا يعبدونها، لأنهم زعموا أنها رئيسة التوليد وإنتاج الذرية، وتوهموا أيضاً أنها كانت تفرح من كل أنواع الفسق والفجور ووجدت كلمة »أشتر« وهو اسمها منقوش في قوالب أجر قديمة اكتُشفت في بلاد ما بين النهرين، ووجدت كتابة منقوشة بالأحرف الأشورية الأثرية القديمة على قوالب اللِّبن المشوي، فإن بعض هذه القوالب كانت عند القدماء بمنزلة كتبهم، ووُجدت فيها روايات كثيرة عن »أشتر« أي الزهرة وهاك ترجمة قصة منها، تُرجمت من اللغة البابلية القديمة، فأفادتنا عن شخص وهمي لا وجود له اسمه »جلجميش« عشقته »أشتر« ولكنه لم يمل إليها:
» لبس جلجميش تاجه ولما أرادت الإلهة أشتر أن تستميله إليها قالت له: قبِّلني يا جلجميش، ويا ليتك تكون عريسي أعطني ثمرك عطية، وليتك كنت بعلي وأنا زوجة لك فكنت أركب عربة من لازورد وذهب وعجلتاها من ذهب وعريشاها من الماس، وكنا نقطر البغال العظيمة إليها يوماً فادخل إلى بيتنا مع عطر السرور غير أن جلجميش استهزأ بأشتر وأنَّبها ولم يرضَ أن يتخذها زوجة له« ثم ذكر في هذه القوالب باقي القصة ونصها:
» فاغتاظت الإلهة أشتر وصعدت إلى السموات ومثلت أمام الإله أنو» وهو إله السماء الذي كان يعبده البابليون، وكانوا يعتقدون أن اشتر هي ابنته"
ويتحدث الرجل رافضا أى تفسير إلا تفسيره هو وهو أن المراة هى نفسها هنا أو هناك ذاكرا أساطير الهند فقال :
من الواضح أن هذه القصة القديمة المتداولة بين عبدة الأصنام البابليين ذكرت صعود “أشتر” (أي الزهرة) إلى السماء، كما ذُكر صعودها في الأحاديث الإسلامية وفي التفسير اليهودي الذي استشهدنا بعبارته وليس ذلك فقط بل ورد في الكتاب الهندي المكتوب بلغة سانسكريت القديمة واسمه “المهابهارته” ما يشبه هذه الخرافة، إذ قيل فيه إن روحين اسمهما »سُند« و»أُبْسُند« نالا في قديم الزمان من الإله “برهما” فضلاً واستحقاقاً بواسطة تقشفهما وزهدهما فتسلطا على السماء والأرض واستوليا عليها استيلاء فداخل هذا الإله الجزع لئلا تخرج جميع أملاكه من يده ما لم يقتل خصميه اللذين شاطراه الملك وليتوصَّل إلى إهلاكهما خلف حورية اسمها “تلوتما” ووهبها لهما ولما شاهدها هذان الأخان أخذها “سند” من يدها اليمنى وأخذها “أبسند” من يدها اليسرى، ورغب كل منهما أن يتَّخذها قرينة له فنشأ عن ذلك بين الأخين العداوة والبغضاء، واستفحل الشر حتى اقتتلا فقُتلا، فبارك الإله »برهما« الحورية »تلوتما« وأثنى عليها ثناءً جميلاً، وقال لها: ستحيطين بجميع الدنيا التي تشرق عليها الشمس، ولا يمكن لأحد أن يفتح عينيه فيك لعظم بهائك وسنا أشعة زينتك وتفوُّق جمالك الرائع الباهر (كتاب “المهابهارته” في باب رواية “سُند وأُبسند وباكهيانم” أي قصة سند وأبسند"
ولا يزال الرجل مصرا على أن كل الحكايات فى أساطير الأديان واحدة بقوله :
"فنرى أنه ورد في هذه الخرافة ذكر الصعود إلى الفلك، والحورية التي كان جمالها رائعاً وباهراً، ولو أنها تختلف اختلافاً قليلاً عن الزهرة وأشتر، فالزهرة أشتر (حسب الرواية اليهودية والأحاديث الإسلامية) كانت على الأرض قبل صعودها إلى الفلك ولكنها حسب الرواية الهندية البابلية كانت ذات صلة بالسماء من أول الأمر، لاعتقادهم أن أشتر كانت إلهة، وكذلك “تلوتما” الحورية وهنالك اختلاف آخر وهو أن الروحين في الرواية الهندية اللذين عشقاها كان أولاً على الأرض، ولكنهما في الرواية اليهودية والإسلامية هبطا من الفلك وقال الهنود إن هذين الأخين تناسلا من إلهة اسمها »دتي« فيكون أصلهما حسب الرواية الهندية أيضاً من السماء والحاصل أن جميع هذه القصص تشبه بعضها من وجوه كثيرة، وكانت سائدة بين الوثنيين في الأزمنة القديمة"
ووسط كل هذه الصفحات التى خطها الرجل ضاع أصل الموضوع وهو التشابه بين الحكاية اليهودية والقصة الإسلامية
كل ما أشار له الرجل هو أن المرأة واحدة والتى سخطت إلى كوكب الزهرة كمل يزعمون
بينما الحقيقة أنه لا يوجد تشابه بين القصة فى القرآن إطلاقا وبيم حكاية المدراش أو حتى حكاية كتاب التراث فالقصة فى القرآن تتحدث عن ملكين من الملوك لأن الملائكة لا تنزل الأرض وتعيش فيها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ولا يوجد أى ذكر للمرأة فى قصة القرآن ولا أيا من الذنوب المرتكبة
حتى حكاية ما قال المفسرون مختلفة ما مع ذكره المدراش فى التالى :
أولا فى حكاية التراث زنوا بالمرأة كما تقول الحكاية:"وذلك أنه اختصمت إليهما ذات يوم »الزهرة« وكانت من أجمل النساء قال عليٌّ: كانت من أهل فارس، وكانت ملكة في بلدها فلما رأياها أخذت بقلبيهما، فراوداها عن نفسها فأبت فقالا: الصلاة لغير الله أمر عظيم، وقتل النفس عظيم، وأهون الثلاثة شرب الخمر فشربا الخمر فانتشيا ووقعا بالمرأة وزنيا بها، فرآهما إنسان فقتلاه قال الربيع بن أنس: وسجدا للصنم فمسخ الله الزهرة كوكباً زنوا بالمرأة وفى حكاية المدراش لم يزنوا بها وإنما زنوا بنساء البشر الجميلات معهم وهو قول حكاية المدراش :
" فنظر شمحزاي صبية واسمها إسطهر (أستير) فشخص وقال لها: أطيعيني فقالت له: لا أصغي لك ما لم تعلمني الاسم المختص (بالله) الذي في ساعة ذكرك إياه أصعد إلى الفلك فعلمها إياه، فذكرته وصعدت إلى الفلك أيضاً ولم تدنِّس عرضها واجعلوها بين السبعة الكواكب لتكونوا طاهرين من جهتها إلى الأبد فوُضعت بين الثريا ...وتنجَّسا مع بنات آدم اللواتي كنَّ جميلات ولم يقدرا على قمع شهوتهما"
ثانيا اسم الملكين هاروت وماروت فى حكاية التراث عزا زعزابيا فى قولهم :
"وكانا من أصلح الملائكة وأعبدهم قال الكلبي: قال الله: اختاروا ثلاثة منكم فاختاروا عزا وهو هاروت وعزابيا وهو ماروت وعزرائيل وإنما غيَّر اسمهما لما اقترفا من الذنب" بينما عند حكاية المدراش شمحزاى وعزائيل فى قوله حكاية المدراش" اسمه فقام مَلَكان شمحزاي وعزائيل وقالا بحضرته: يا رب العالم، ألم نقل لك بحضرتك لما خلقت عالمك"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس