ولم يفكر حمدى شفيق فى عامل الوقت فلو قلنا أن الليل طوله 12 ساعة فمن المحال أن يجامع هذا العدد من النساء فى هذا الوقت فمثلا عندما يذهب للحجرة لن يقوم على الفور بغرس قضيبه ثم ينزل المنى فى دقيقة وإنما من آداب الجماع الجلوس والحديث وأكل بعض الطعام وخلع الملابس وبعد انتهاء الجماع يقوم بالاستحمام وارتداء ملابسه لعدم نقل العدوى من واحدى لأخرى وعندما يقوم بالخروج من الحجرة سيكون قد استغرق على الأقل ربع أو ثلث ساعة وهذا معناه أن 12 ساعة÷ 4 فى الساعة =48 ومن الليل لن يكفى للستين أو أى رقم أكثر
على أساس أن الرجل لديه قوة كبيرة
وتحدث حمدى شفيق عن وجود رأى خاص له فى المسألة فقال :
"ولكاتب هذه السطور رأى في سبب آخر لكثرة نساء النبي داود(ص) وابنه سليمان (ص).. لقد كان اليهود مصدرا للفتن والحروب في كل مكان و زمان، بطبيعتهم الإجرامية التي دفعتهم إلى عصيان وقتل الأنبياء، وتدفعهم دائما إلى العدوان على الآخرين، وتسبب هذا في اندلاع صراعات دامية مستمرة بينهم وبين الشعوب الأخرى. و من الثابت – تاريخيا - أن عصر داود ثم ولده سليمان (ص)قد وقعت فيه حروب كثيرة طاحنة وردت أخبار بعضها في التوراة. و حكى القران الكريم في سورة البقرة –من الآية 246 إلى الآية 251 - قصة المعركة بين طالوت وجالوت، التي تمكن خلالها داود (ص)من قتل الطاغية جالوت. ومن البديهي أن يهلك خلال هذه الحروب -المتواصلة عبر الأجيال -مئات الألوف من الجنود على الجانبين، و يحدث خلل اجتماعي خطير بسبب الأعداد الهائلة من الرجال القتلى، إذ يخلف هؤلاء عادة مئات الألوف من الأرامل والأيتام، وهذا هو المشاهد دائما عقب كل الحروب عبر التاريخ. وشريعة كل الأنبياء تحظر زواج المؤمنات من الكفار كما هو معلوم. وعدم إيجاد حل معقول ومقبول لهذه المشكلة معناه- لا محالة- أن تنتشر العلاقات غير السوية والانحلال الجنسي، وهذا أمر لن يسمح به نبي من الأنبياء عليهم السلام، خصوصا إذا كان هو الملك المسئول عن أمن البلاد و مصالح الرعية والأخلاق و الآداب العامة، وكان داود –ثم ابنه سليمان من بعده – ملكا ونبيا في ذات الوقت.
و لأن النبي كالأب للأمة، فمن الضروري أن يضرب- بنفسه الشريفة -المثل والقدوة للقلة النادرة التي بقيت من الرجال المؤمنين في كفالة هؤلاء الأرامل والأيتام، ولا يوجد حل نظيف طاهر يسمح به الدين، وتدعو إليه المروءة
ومكارم الأخلاق سوى اتخاذ هؤلاء الأرامل زوجات شريفات مع كفالة كل الحقوق لهن على قدم المساواة مع الأخريات.
لهذا اضطر كل من داود وسليمان (ص)إلى الاقتران بهذه الأعداد الكبيرة من الزوجات والجواري، كأعباء إضافية مفروضة على كل منهما - باعتباره نبيا وملكا - ليقتدي به أتباعه من الرجال القلائل الذين أفلتوا من الموت في الحروب.
وهذا هو الرأي المنطقي الذي تؤيده حقائق التاريخ، وهو أيضا التفسير الوحيد المقبول الذي يتناسب مع نبل و طهارة و أخلاق الأنبياء الرفيعة ومقامهم السامي.
ومن الضروري أن ننتبه كذلك إلى ما بثه اليهود – قاتلهم الله – من شائعات قبيحة وأكاذيب مفضوحة عن النبي الكريم داود (ص) فقد زعم أعداء الله أن داود (ص)افتتن بزوجة أحد قواده فأرسله إلى جبهة القتال ليموت هناك فيتزوج داود من أرملته التي أعجبه جمالها!! ونلاحظ أن النصارى يشاركون اليهود فى هذه الجرائم النكراء، لأنهم يؤمنون بالتوراة المحرفة باعتبارها العهد القديم عندهم، والعهد الجديد هو مئات الأناجيل التى ينفى بعضها البعض!! وهى فرية دنيئة أكد المفسرون الكبار – ومنهم الإمام ابن كثير – أنها باطلة، ومن الإسرائيليات التي يجب طرحها وعدم الأخذ بها. والإيمان بعصمة الأنبياء (ص)من ثوابت العقيدة، والطعن عمدا في طهارة المرسلين ونبل أخلاقهم هو كفر صريح يخرج صاحبه من الملة والعياذ بالله
لقد كان لداود زوجات كثيرات وعشرات من الجواري، ومن ثم لا يتصور أن تبقى له حاجة إلى غيرهن. وليس نبي الله الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما هو الذي يتحايل ليتخلص من قائده حتى يتزوج بعد ذلك من أرملته!!
ثم افتروا على ابنه سليمان بدوره، زاعمين أنه:"وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه1 Kgs:11:4: 4" .
وحاشا لله أن يميل قلب نبي ورسول عظيم مثل سليمان (ص)عن عبادة ربه مثلما زعم أعداء الله.
ويكفى للرد على تلك الفرية أن نشير إلى قوة سليمان وعزمه وتفانيه في دعوة الآخرين إلى الإسلام، والمثال الواضح هو القصة التي ذكرها القران الكريم في سورة النمل – الآيات من 15 إلى 44 - وهى تحكى قصة سليمان الذي ورث أباه داود في العلم والنبوة والملك أيضا. وتفصل كيف صبر (ص)على دعوة ملكة سبأ وقومها إلى الإسلام – المرة تلو الأخرى - واستمر يظهر لهم الأدلة والمعجزات حتى هداهم الله أجمعين إلى نبذ عبادة الشمس والدخول في عقيدة التوحيد مع سليمان (ص)
ولا عجب في افتراء أحفاد القردة والخنازير على النبيين الكريمين، فلم يسلم منهم نبي قبلهما ولا بعدهما.
ألم يقتلوا يحيى و أباه زكريا و غيرهما عليهم جميعا الصلاة و السلام؟!
ألم يحاولوا قتل هارون وعيسى ومحمد عليهم (ص) ألم يعبدوا العجل ثم تطاولوا على الذات العلية؟! "
قطعا هذا الرأى الذى ذكره شفيق رأى خاطىء فليس السبب فى كثرة الجوارى ونساء الرجلين(ص) هو تعويض قلة عدد المحاربين فهذا يتنافى مع أن النصر لا يعتمد فى الحروب على كثرة العدد ولذا كانت أشهر آية فى قصة طالوت(ص) وجالوت وداود (ص)هى :
" كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله "
وهو أمر ظل يتكرر فى عهود الرسل (ص)المختلفة
النصر فى الحروب لا يكون بكثرة عدد المقاتلين والحروب فى العهد القديم معظمها لا وجود له فالحرب الوحيدة التى ذكرت هى حرب طالوت(ص) وجالوت
وأما سليمان (ص) فلم يحاربه أحد لأنه حسب القرآن كان معه جيش من الجن والإنس والطير وهو جيش لا يهزم بأمر الله كما قال تعالى :
" وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون"
فسبأ مثلا لم تحارب سليمان(ص) مع قوتها ولكنها أسلمت واستسلمت ملكتها
|