عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-11-2024, 07:45 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

وتحضرني هنا مقولة لابن عباس :" توشك السماء أن تمطر حجارة .. أحدثكم عن رسول الله (ص) فتقولون قال فلان وفلان؟!! ".قال هذا عندما ذكر حديثا فرد عليه أحد الحاضرين بأن فلانا قال كذا وغيره قال كذا ..
ترى. . لو كان الحبر ابن عباس حيا بيننا الآن، وسمع بأذنيه- مثلا -من يكذبون الأحاديث الصحيحة، أو آخرين يطعنون في السنة المطهرة بأكملها، ويقولون نأخذ بالقران الكريم فقط؟!!! ماذا كان سيقول؟!!
يقول العهد القديم – التوراة- أنه كان لسيدنا داود (ص) مائة زوجة وكثير من الجواري. كما ورد - بالتوراة - أنه كان لابنه سليمان ثلاثمائة زوجة وسبعمائة جارية. وذكروا أيضا أن رحبعام بن سليمان تزوج 18 وكانت له ستون جارية أي كانت له 78 حليلة!
و نشير أولا إلى أن هذه الأرقام يجب أن تؤخذ بحذر شديد، لما هو معلوم من أن نصوص التوراة والأناجيل قد تعرضت للتحريف والتبديل عبر العصور.
و مع هذا فإن تعدد زوجات وجواري سليمان (ص)ثابت عندنا بحديث شريف صحيح، لكن العدد أقل بكثير مما ذكرته التوراة المحرفة. .ونص الحديث:" عن أبي هريرة قال: " قال سليمان بن داود (ص)لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي (ص):"لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته" صحيح البخاري رقم 4944 في كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي"
وأخرجه أيضا في كتاب الأنبياء باب" ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب"
رقم3242
وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير باب من طلب الولد للجهاد
رقم 2664
وأخرجه في كتاب الأيمان والنذور- يعني الحلف-
باب كيف كانت يمين النبي (ص) رقم 6263
وأيضا في كتاب كفارات الأيمان باب الاستثناء في اليمين 6341
وفي كتاب التوحيد أخر كتاب في البخاري باب في المشيئة والإرادة " وما تشاءون إلا أن يشاء الله" رقم 7031
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (6 - 460)
"فحاصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون و مائة ".انتهى.
وقد اعترض البعض على الحديث قائلا:" وفي هذا أيضا نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قويا، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان (ص)بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبدا.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (ص)أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك، وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء إلى الله والإدلاء عليه، وإنما يتركه الغافلون عن الله عز وجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم (ص)لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى إنهن مائة كما سمعت، وتارة روى إنهن تسعون، وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون ... )
و قد أجاب شارحو الحديث من علماء السلف من على تلك الشبهات.
ففي الرد على الشبهة الأولى: قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ": والجمع بينها أن الستين كن حرائر وما زاد عليهن كن من السرارى أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التسعين، فمن قال تسعون ألغى الكسر ومن قال مائة جبره ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر. وأما قول بعض الشراح ليس في ذكر القليل نفى الكثير وهو من مفهوم العدد، وليس بحجة عند الجمهور، فليس بكاف في هذا المقام، وذلك أن مفهوم العدد معتبر عند كثيرين والله أعلم
وقال الحافظ ابن حجر في الرد على الشبهة الثانية:
"فيه ما خص به الأنبياء من القوة على الجماع الدال ذلك على صحة البنية وقوة الفحولة وكمال الرجولة مع ما هم فيه من الاشتغال بالعبادة والعلوم. وقد وقع للنبي (ص) من ذلك أبلغ المعجزة لأنه مع اشتغاله بعبادة ربه وعلومه ومعالجة الخلق كان مقللا للأكل والمشارب المقتضية لضعف البدن على كثرة الجماع، ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في ليلة بغسل واحد وهن إحدى عشرة امرأة وقد تقدم في كتاب الغسل .. ويقال إن كل من كان أتقي لله فشهوته أشد لأن الذي لا يتقي يتفرج بالنظر ونحوه"
وقال الحافظ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري:" ... خرق الله تعالى لهم العادة في أبدانهم كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم فحصل لسليمان عليه الصلاة والسلام من القدرة أن يطأ في ليلة مائة امرأة ... الخ".انتهى ...
و أما الشبهة الثالثة حول الحديث الشريف فانه لا يمتنع أن ينسى النبي سليمان (ص)، فالأنبياء يحتمل أن يحدث النسيان منهم كبشر كما ورد في القران الكريم.
ففي سورة الأعلى يقول الله لنبيه الكريم {سنقرئك فلا ننسى} [الأعلى /6]، وقال عز وجل: {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظلمين}، [الأنعام 68من الآية]
وقال عز وجل:
) واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) [الكهف /24.
وقال عز وجل: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) [الكهف /60 - 61]، ومثل هذا في القرآن الكريم كثير .."
قطعا ما ذكره شفيق هو أدلة عليه وليس له فلو كان الحديث صحيحا لوقفنا على رقم واحد وليس أربعة أرقام متناقضة
ولو كان حديثا صحيحتا ما تناقضت الرواية فى كونهن نساء أو كونهم جوارى ومن المعروف حرمة جماع الجوارى وهى السبيات دون زواج لقوله تعالى :
" فأنكحوهن بإذن أهلهن"
وقد اعتبر الله السبى تعذيب فقال :
وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
فهل يبيح الله تعذيب النساء وأهلهم بالاغتصاب ؟
وأما حكاية أن الله يعطى الرسل(ص) معجزة كقوة الجماع فيناقض أن المعجزات تعطى للناس لكى يؤمنوا والناس لم يروا أى رسول وهو يقوم بجماع زوجاته ويقموا بالفرجة
ولذا قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ومن ثم تلك المعجزة المزعومة لا يمكن رؤيتها من أحد لحرمة النظر إلى الفروج والجماع ومن ثم يجب قفل حجرة الزوجية
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس