"صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين "فسر المسلمون فى دعاءهم الصراط المستقيم بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم وليس صراط المغضوب عليهم أى الضالين ،والذين أنعم الله عليهم هم المسلمون من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا"وأما المغضوب عليهم فهم الكفار الذين انشرحت صدورهم بالكفر مصداق لقوله بسورة النحل"ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضبا من الله" وفسرهم بقوله بسورة النساء"ومن يكفر بالله وملائكته ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيدا"وغضب الله هو لعنته مصداق لقوله بسورة الفتح"وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم "ومن ثم فالمعنى علمنا دين الذين هديتهم غير المعذبين أى غير الكافرين
،إذا فالمسلمون يطلبون من الله أن يعلمهم دين المسلمين السابقين لهم فى الإسلام وليس دين من أديان الكافرين .
وتحدث عن الحكمة من نرك طرق اليهود والنصارى فقط باعتبارهم أشد الناس عداوة فقال :
"الحكمة من الدعاء بمجانبة طريق المغضوب عليهم والضالين
الحكمة من ذلك: أن اليهود والنصارى هم أشد عداء لهذه الأمة وهم بمجموعهم أكثر أهل الأرض وهم دعاة الضلال فما من ذنب عصي الله عز وجل فيه إلا وهو فيهم وما من عقاب عاقب الله عز وجل فيه أمة من الأمم إلا ولليهود والنصارى فيه نصيب وافر؛ ولذلك عظم الله عز وجل جانب هذا الدعاء وجعل الإنسان يتلوه في كل ركعة وجعل تأكيد ذلك أن الإنسان بعده يدعو الله عز وجل الاستجابة فيقول: آمين كما روى أهل السنن وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث وائل بن حجر أن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] قال: آمين يمد بها صوته) وجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا قال الإمام: وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] فقولوا: آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) الملائكة تؤمن والمصلون يؤمنون ويرفع بذلك الصوت وهذا يخرج عن الأصل؛ فإن الإنسان حينما يدعو الله جل وعلا بدعاء لا يعقب لنفسه بدعائه أن يقول: آمين إلا في أضيق الأحوال وهذا منها ويدل على التأكيد والعناية بهذا الدعاء ولم يأت دعاء يدعو الإنسان به ثم يعقب بدعائه بآمين أظهر وأجلى من هذا الدعاء على وجه الإطلاق لا في الكتاب ولا في السنة. وذلك أن الإنسان يسأل الله عز وجل أبواب الخير كلها بسؤاله الصراط المستقيم ويستعيذ من أبواب الشر كلها بالاستعاذة من طريق المغضوب عليهم والضالين وهم اليهود والنصارى. "
قطعا الطريفى هنا يتناسى أن الله وصف بعض النصارى بأنهم ألأقرب للمؤمنين فقال :
"ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون"
وتناسى أن منطوق آية الأشد العداوة ادخال المشركين وهى فرق الكفار الأخرى وهى :
"لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا"
وتحدث عن التعقيب على الدعاء بقول آمين فقال كلاما ليس له قيمة في كتاب الله فقال :
"تعقيب الدعاء بقول آمين
ولذلك أكد الله عز وجل أهمية هذا الدعاء بمؤكدات عدة وجعل جميع السبل التي تجعل الدعاء مستجاباً عند الله سبحانه وتعالى وله الحظوة والمكانة جعلها في هذا الدعاء من التقديم بين يدي الله عز وجل والتقرب بالعبادة التي يتقرب بها الإنسان لله سبحانه وتعالى ويتوسل بها قبل دعائه وكذلك أن يعقب بعد هذا الدعاء بآمين وهو الاستجابة؛ ولذلك الإنسان يدعو لكنه لا يقول: آمين؛ ولذلك موسى عليه الصلاة والسلام كان يدعو ربه بلسان واحد وأخوه هارون يقول: آمين فقال الله عز وجل لموسى: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا [يونس:89] فالمؤمن والداعي كلاهما يدعو فآمين هي الدعاء فيجوز أن يقال: آمين بالمد ويجوز أن يقال: أمين بالقصر. ولذلك يقول: مجنون ليلى: يا رب لا تسلبنّي حبها أبداً ويرحم الله عبداً قال آمينا ويقول الشاعر في قصر كلمة آمين إذا يقال: أمين: تباعد مني فطحل إذ سألته أَمِين فزاد الله ما بيننا بعداً فيجوز للإنسان في حال الدعاء أن يؤمن على دعائه فيما جاء فيه الدليل ويجوز في غيره لكن الأصل لا يؤمن على دعائه؛ لأنه دعا بلفظ الدعاء وباللفظ آكد ومن خلفه لكي لا يتلفظ مع الداعي ولا يكون الدعاء جماعة قال: آمين أي: استجب ولكنه في هذا الموضع يدعو مع قراءته تلك أن الله عز وجل يستجيب له بقوله: آمين؛ ولذلك يعتبر المؤمن داعياً لله سبحانه وتعالى. "
قطعا ليس فى القرآن كلمة آمين وهو ما يعنى أنها زيادة فى الروايات وضعها الكفار فيما وضعوا من أحاديث نسبوها زورا للنبى (ص) ومن المعروف أن أى دعاء من يدعوه يطلب من الله استجابته فلماذا هذا الدعاء وحده خصته الروايات بذلك دون وجود سبب ؟
وكلمة آمين حاليا شبهة من شبهات الكفار ومنهم اليهود والنصارى حيث يدعون أن الكلمة مأخوذة من كتبهم ولغاتهم التى كتبت بها كتبهم المحرفة
|