عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-10-2024, 07:41 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,887
إفتراضي

وأخرج ابن المنذر في تفسيره عن الحسن البصري أنه قرأ قوله تعالى فروح وريحان بالضم وقال الروح الرحمة وقد تقدم في حديث أنس أن الصلاة تدخل عليه(ص) في قبره كما يدخل عليكم بالهدايا والمراد ثواب الصلاة وذلك رحمة الله وانعاماته.
ثم ظهر لي جواب ثالث عشر وهو أن المراد بالروح الملك الذي وكل بقبره بلغه السلام والروح يطلق على غير جبريل أيضا من الملائكة قال الراغب إشراف الملائكة تسمى أرواحا انتهى.
ومعنى رد الله إلى روحي أي بعث إلى الملك الموكل بتبليغي السلام هذا غاية ما ظهر والله أعلم.
تنبيه: وقع في كلام الشيخ تاج الدين أمران يحتاجان إلى التنبيه عليهما أحدهما أنه عزا الحديث إلى الترمذي وهو غلط فلم يخرجه من أصحاب الكتب الستة إلا أبو داود فقط كما ذكره الحافظ جمال الدين المزي في الأطراف، الثاني أنه أورد الحديث بلفظ رد الله على وهو كذلك في سنن أبي داود ولفظ رواية البيهقي رد الله إلي وهي ألطف وأنسب فإن بين التعديتين فرقا لطيفا فإن رد يعدى بعلى في الإهانة وبإلى في الأكرام قال في الصحاح رد عليه الشيء إذا لم يقبله وكذلك إذا خطاه ويقول رده إلى منزله ورد إليه جوابا أي رجع وقال الراغب من الأول قوله تعالى يردكم على أعقابكم ردوها علي ونرد على أعقابنا ومن الثاني فرددناه إلى أمه ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا. ثم يردون إلى عالم الغيب والشهادة ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق. (فصل) قال الراغب من معاني الرد التفويض يقال رددت الحكم في كذا إلى فلان أي فوضته إليه قال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ولو ردوه إلى الرسول والى أولى الأمر منهم) انتهى.

ويخرج من هذا جواب رابع عشر عن الحديث وهو أن المراد فوض الله إلي روحي السلام عليه على أن المراد بالروح الرحمة والصلاة من الله الرحمة فكان المسلم بسلامه تعرض لطلب صلاة من الله تحقيقا لقوله(ص) من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا والصلاة من الله الرحمة ففوض الله أمر هذه الرحمة إلى النبي(ص) ليدعو بها للمسلم فتحصل إجابته قطعا فتكون الرحمة الحاصلة للمسلم إنما هي ببركة دعاء النبي(ص) له وسلامه عليه وينزل ذلك منزلة الشفاعة في قبول سلام المسلم والإثابة عليه وتكون الإضافة في روحي لمجرد الملابسة ونظيره قوله في حديث الشفاعة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ينتهي إلى محمد وفي حديث الإسراء لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى عيسى، والحاصل أن معنى الحديث على هذا الوجه إلا فوض الله إلي أمر الرحمة التي تحصل للمسلم بسببي فأتولى الدعاء بها بنفسي بأن انطق بلفظ السلام على وجه الرد عليه في مقابلة سلامه والدعاء له.
ثم ظهر لي جواب خامس عشر وهو أن المراد بالروح الرحمة التي في قلب النبي(ص) على أمته والرأفة التي جبل عليها وقد يغضب في بعض الأحيان على من عظمت ذنوبه أو انتهك محارم الله والصلاة على النبي(ص) سبب لمغفرة الذنوب كما في حديث أذن تكفي همك ويغفر ذنبك فأخبر(ص) أنه ما من أحد يسلم عليه وأن بلغت ذنوبه ما بلغت إلا رجعت إليه الرحمة التي جبل عليها حتى يرد عليه السلام بنفسه ولا يمنعه من الرد عليه ما كان منه قبل ذلك من ذنب وهذه فائدة نفيسة وبشرى عظيمة وتكون هذه فائدة زيادة من الاستغراقية في أحد المنفى الذي هو ظاهر في الاستغراق قبل زيادتها نص فيه بعد زيادتها بحيث انتفى بسببها أن يكون من العام المراد به الخصوص.
هذا آخر ما فتح الله به الآن من الأجوبة وإن فتح بعد ذلك بزيادة ألحقناها والله الموفق بمنه وكرمه. ثم بعد ذلك رأيت الحديث المسؤول عنه مخرجا في كتاب حياة الأنبياء للبيهقي بلفظ إلا وقد رد الله على روحي فصرح فيه بلفظ وقد فحمدت الله كثيرا وقوى أن رواية إسقاطها محمولة على إضمارها وإن حذفها من تصرف الرواة وهو الأمر الذي جنحت إليه في الوجه الثاني من الأجوبة وقد عدت الآن إلى ترجيحه لوجود هذه الرواية فهو أقوى الأجوبة ومراد الحديث عليه الأخبار بأن الله يرد إليه روحه بعد الموت فيصير حيا على الدوام حتى لو سلم عليه أحد رد عليه سلامه لوجود الحياة فيه فصار الحديث موافقا للأحاديث الواردة في حياته في قبره وواحدا من جملتها لا منافيا لها البتة بوجه من الوجود ولله لحمد والمنة وقد قال بعض الحفاظ لو لم نكتب الحديث من ستين وجها ما عقلناه وذلك لأن الطرق يزيد بعضها على بعض تارة في ألفاظ المتن وتارة في الإسناد فيستبين بالطريق المزيد ما خفي في الطريق الناقصة والله تعالى أعلم."

والكتاب من أوله لأخره يناقض القرآن فى التالى :
موت كل الناس ومنهم الرسل(ص) كما قال تعالى :
" كل نفس ذائقة الموت "
وقال :
" إنك ميت وإنهم ميتون"
ومن ثم لا يصح وصف الرسل(ص) بكونهم أحياء فى أرضنا وهى القبور لكونهم موتى
أن كل الموتى أحياء ولكن ليس فى الأرض كما قال السيوطى وغيره اعتمادا على أحاديث كاذبة وإنما فى السماء حيث الجنة والنار الموعودتين كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون "
والجنة فى السماء عند سدرة المنتهى كما قال تعالى :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى "

فالمسلم وهو الطيب يدخل الجنة حيث تستقبله الملائكة كما قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
والملائكة لا تتواجد إلا فى السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات "
وقال :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وأما حديث رد روح النبى (ص)السلام بعد بلوغه إياه فخطأ ولو سلمنا بهذا القول لكنا مجانين لأن النبى (ص)يصلى عليه المسلمون فى كل يوم ملايين الصلوات وهذا يعنى أن أنه لن يجد دقيقة واحدة لشىء غير رد السلام وهذا ما يخالف التالى أن المسلمين فى الجنة لا يشغلهم شىء سوى التمتع بالنعيم مصداق لقوله تعالى بسورة الزخرف "الذين أمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون "والنبى (ص)لو ظل يرد السلامات فسوف ينشف ريقه ولن يجد أى وقت لراحة للسانه ولا الأكل ولا الشرب ولا غير ذلك من متع الجنة ويتعارض القول مع أقوالهم "إن الله وكل بقبره ملكا يبلغه سلام من سلم على من أمته "رواه النسائى وقولهم "إن الله ملائكة سياحين فى الأرض يبلغوننى عن أمتى السلام "رواه ابن حبان والحاكم فهنا الموصل للسلام ملك بقبر النبى (ص)وفى الرواية الثانية ملائكة سياحين فى الأرض بينما فى القول النبى (ص)نفسه هو الذى يبلغه السلام مباشرة دون وسيط .
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس