عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-10-2024, 07:02 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

إذن، نتكلم معهم باعتبارنا عقلاء مثلهم، ونعتبر هذه الصفات الثلاث أيضا في الإمام، ونفترض أن الإمامة تثبت بالإختيار، والإمامة مورد نزاع بيننا وبينهم، فنحن نقول بإمامة علي وهم يقولون بإمامة أبي بكر.
فلنلاحظ إذن، هل هذه الصفات المعتبرة بالإجماع في الإمام، المجوز توفرها فيه لانتخابه واختياره إماما، هل هذه الصفات توفرت في علي أو في أبي بكر، حتى نختار عليا أو نختار أبا بكر، ومع غض النظر عن الكتاب والسنة الدالين على إمامة علي بالنص أو غير ذلك؟
نحن والعقل الذي يقول بأن الرئيس للامة والخليفة عن النبي يجب أن يكون واجدا لهذه الصفات المجمع عليها، ونحن تبع لهذا الإجماع الذي هم يدعونه على هذه الصفات.
وأيضا: نحن نوافق على هذا الإجماع، وإن كنا نقول باعتبار العصمة التي هي أعلى من العدالة، لكن مع ذلك نبحث عن هذه المسألة في هذه الليلة مع غض النظر عن مسلكنا في ثبوت الإمامة وتعيين الإمام.
إذن، يتلخص كلام القوم في الصفات اللازم وجودها في

الإمام بالإجماع في ثلاثة صفات:
أن يكون متمكنا من إقامة الحجج وحل الشبه في العقائد الدينية، لأن أهم مقاصد الإمامة حفظ العقائد وفصل الخصومات، فلابد وأن يكون عالما في الدين بجميع جهاته من أصوله وفروعه، ليتمكن من الدفاع عن هذا الدين إذا ما جاءت شبهة أو توجهت هجمة فكرية.
وأن يكون شجاعا، ليقوى على الذب عن الحوزة والحفظ لبيضة الإسلام بالثبات في المعارك، لأن الإمام إذا فر من المعركة فالمأمومون أيضا يفرون، إذا فر القائد فالجنود يفرون تبعا له، إذا انكسر الرئيس انكسر الجيش كله، وهذا واضح، إذن بنص عبارة هؤلاء يجب أن يكون من أهل الثبات في المعارك.
وأن يكون عدلا غير ظالم ولا فاسق.
فإما تكون هذه الصفات مجتمعة في علي دون غيره، فيكون علي هو الإمام، وإما تكون مجتمعة في غير علي فيكون ذاك هو الإمام، وإما تكون مجتمعة في كليهما، فحينئذ ينظر إلى أن أيهما الواجد لهذه الصفات في أعلى مراتبها، وإلا فمن القبيح تقديم المفضول على الفاضل عقلا، والقرآن الكريم يقول: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي)، من يكون عادلا أولى بأن

يكون إماما أو من يكون فاسقا؟ العالم أولى أن يكون إماما نقتدي به أو من يكون جاهلا؟ وعلى فرض أن يكون كلاهما عالمين فالأعلم هو المتعين أو لا؟ لا بد من الرجوع إلى العقل والعقلاء، ونحن نتكلم على هذا الصعيد.
قالوا: هذه هي الصفات المعتبرة بالإجماع، أما أن يكون هاشميا ففيه خلاف، أما أن يكون معصوما ففيه خلاف، أما أن يكون حرا، ربما يكون فيه خلاف، ربما ينسبون إلى رسول الله أنه أمر بإطاعة من ولي على المسلمين وإن كان عبدا، ربما ينسبون إليه هكذا حديث، لكن هذه قضايا مختلف فيها، فالعصمة تقول بها الشيعة وغيرهم لا يقولون بها، وكذا سائر الصفات فهي مورد خلاف، مثل أن يكون هاشميا، أن يكون قرشيا، أن يكون حرا، وغير ذلك من الصفات المطروحة في الكتب.
أما الصفات المتفق عليها بين الجميع فهي: العلم والعدالة والشجاعة، ونحن نبحث على ضوء هذه الصفات.

الصفة الأولى: العلم:
العلم والتمكن من إقامة الحجج والبراهين على حقية هذا الدين، والتمكن من دفع شبه المخالفين، من الصفات المتفق عليها.
لندرس سيرة علي وسيرة أبي بكر، لندرس ما ورد في هذا وهذا، لندرس ما قاله رسول الله ما قاله الصحابة، ما قاله سائر العلماء في علي، وما قيل في أبي بكر.
ولا نرجع إلى شيء مما يروى عن كل واحد منهما في حق نفسه، فعلي يقول: «علمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح لي من كل باب ألف باب» .
لا نرجع إلى هذا الحديث، وهذا الخبر، لأن المفروض أنه في علي ومن علي، نرجع إلى غير هذه الروايات.

مثلا يقول علي: «سلوني قبل أن تفقدوني» هذا لم يرد عن أبي بكر، أبو بكر لم يقل في يوم من الأيام: سلوني قبل أن تفقدوني، لكن نضع على جانب مثل هذه الروايات الواردة عن علي، وإن كنا نستدل بها في مواضعها، وهي موجودة في كتب أهل السنة."
والرجل هنا يريد دراسة سيرة الاثنين ليطبق شروط البشرى المتكلم لكى يجعلها تنطلق على على وليس على أبو بكر فقال :
"لكنا نريد أن ندرس سيرة هذين الرجلين، أن ندرس سيرة أمير المؤمنين وأبي بكر على ضوء ما ورد وما قيل فيهما عن رسول الله والصحابة والعلماء، لنكون على بصيرة من أمرنا، عندما نريد أن نختار وننتخب أحدهما للإمامة بعد رسول الله على مسلك القوم.
أنا مدينة العلم وعلي بابها:
نلاحظ في كتب القوم أن رسول الله يقول في علي: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».
ونحن الآن نبحث عن الصفة الأولى وهي العلم، والتمكن من إقامة الحجج والبراهين، ورسول الله يقول في علي: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».
هذا الحديث موجود في كتبهم، يرويه:
1 ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
2 ـ يحيى بن معين، الإمام في الجرح والتعديل، مع تصحيحه لهذا الحديث.
3 ـ أحمد بن حنبل.
4 ـ الترمذي.
5 ـ البزار.
6 ـ ابن جرير الطبري.
7 ـ الطبراني.
8 ـ أبو الشيخ.
9 ـ ابن السقا الواسطي.
10 ـ ابن شاهين.
11 ـ الحاكم النيسابوري.
12 ـ ابن مردويه.
13 ـ أبو نعيم الإصبهاني.
14 ـ الماوردي.
15 ـ الخطيب البغدادي.

16 ـ ابن عبد البر.
17 ـ السمعاني.
18 ـ ابن عساكر.
19 ـ ابن الأثير.
20 ـ ابن النجار.
21 ـ السيوطي.
22 ـ القسطلاني.
23 ـ ابن حجر المكي.
24 ـ المتقي الهندي.
25 ـ علي القاري.
26 ـ المناوي.
27 ـ الزرقاني.
28 ـ الشاه ولي الله الدهلوي.
وغيرهم، وكل هؤلاء يشهدون بأن رسول الله قال في علي: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» .

وهل قال مثل هذا الكلام في غير علي؟
أنا دار الحكمة وعلي بابها:
ويقول رسول الله في حق علي: «أنا دار الحكمة وعلي بابها»، وعندما نراجع الكتب نرى هذا الحديث يرويه:
1 ـ أحمد بن حنبل.
2 ـ الترمذي.
3 ـ محمد بن جرير الطبري.
4 ـ الحاكم النيسابوري.
5 ـ ابن مردويه.

6 ـ أبو نعيم.
7 ـ الخطيب التبريزي.
8 ـ العلائي.
9 ـ الفيروزآبادي.
10 ـ ابن الجزري.
11 ـ ابن حجر العسقلاني.
12 ـ السيوطي.
13 ـ القسطلاني.
14 ـ الصالحي الدمشقي.
15 ـ ابن حجر المكي.
16 ـ المتقي الهندي.
17 ـ المناوي.
18 ـ الزرقاني.
19 ـ ولي الله الدهلوي.
وغيرهم.

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس