عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-10-2024, 06:55 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

قال الإمام ابن كثير: ( أي هو رئيسها ، وكبيرها والحاكم عليها و مؤدبها إذ اعوجت بما فضل الله بعضهم على بعض أي لأن الرجال أفضل من النساء والرجل خير من المرأة ، و لهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ، و كذلك الملك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم : (لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ...) و كذا منصب القضاء ، وغير ذلك ، ( و بما أنفقوا من أموالهم ) أي من المهور ، والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهن في كتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه ، و له الفضل عليها ، والإفضال فناسب أن يكون قيما عليها كما قال الله تعالى : ( و للرجال عليهن درجة ).
و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهم : ( الرجال قوامون على النساء ) (( يعني أمراء عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته ، و طاعته أن تكون محسنة لأهلها حافظة لماله )
و قال الإمام البغوي : ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) يعني الرجال على النساء بزيادة العقل ، والدين والولاية و قيل : بالشهادة ، لقوله تعالى : (فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان و قيل بالجهاد و قيل بالعبادات من الجمعة والجماعة ، و قيل ه والرجل ينكح أربعا . و لا يحل للمرأة إلا زوج واحد و قيل : بأن الطلاق بيده و قيل : بالميراث و قيل : بالدية ، و قيل بالنبوة )
و قال البيضاوي: ( الرجال قوامون على النساء : ( يقومون عليهن قيام الولاية على الرعية وعلل ذلك بأمرين و هبي ، وكسبي فقال : (بما فضل الله بعضهم على بعض ) بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل و حسن التدبير و مزيد القوة في الأعمال والطاعات و لذلك خصوا بالنبوة والإمامة والولاية واقامة الشعائر والشهادة في المجامع القضايا ، و وجوب الجهاد والجمعة و نحوها ، و زيادة السهم في الميراث ، و بأن الطلاق بيده ( و بما أنفقوا من أموالهم في نكاحهن كالمهر ، والنفقة ).
فالإسلام إذا جعل القوامة للرجل على المرأة لم يشرع استبداد الرجل بالمرأة و لا بإرادة الأسرة ولم يرد أن تكون تلك القوامة سيف مسلط على المرأة وانما شرع القوامة القائمة على الشورى ، والتعاون والتفاهم ، والتعاطف المستمر بين الزوج و زوجته ."
قطعا القوامة مفهوما هو :
ان الرجل يقوم بتعليم المرأة وإرشادهم عند عصيانها أوامر الله وليس أوامره هو فالمراد من الكل طاعة الله ومن ثم هو يعظها ويعرفها حكم الله فى المسألة فإن رفضت عاقبها بهجر الفراش مدة فغن لم تعد لطاعة الله عاقبها أخيرا بالضرب
وتحدث عن معاملة الرجال للنساء المطلوبة فقال :
"قال تعالى (( و عاشروهن بالمعروف )) سورة النساء من الآية 19.
و لقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم خير للنساء ولبناته)
و لقوله صلى الله عليه و سلم (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا والطفه بأهله ))(1).
و لقوله صلى الله عليه وسلم ( الصلاة الصلاة و ما ملكت إيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون الله الله في النساء فإنهن عوان بين أيديكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهم بكلمة الله ) .
و لا يمكننا أن ننسى قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم (رفقا بالقوارير ) ."
قطعا المطلوب من المسلمين رجالا ونساء هو العمل بالمعروف وهو أحكام الله وتحدث عما سماه ضوابط القوامة فقال :
"ضوابط القوامة :
إن القوامة في الشريعة الإسلامية لها مدى تقف عنده ، وتنتهي إليه ، فهي لا تمتد إلى حرية الدين ، والمعتقد ، فليس للزوج أن يكره زوجته على تغير دينها إذا كانت كتابية ولا أن يجبرها على اتباع مذهب معين ، أو اجتهاد محدد من الاجتهادات الفقهية إذا كانت من أهل القبلة مادام هذا الرأي لا يعتبر بدعة مضلة ، ولا يخالف الحق واهله .
كما لا تمتد القوامة إلى حرية المرأة في أموالها الخاصة ، و لا في المساواة بينها والرجل في الحقوق التي أراد الله فيها المساواة ، و ليس لها طاعته إذا ارتكب معصية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : لا طاعة لأحد في معصية الله تبارك و تعالى )
فإذا كانت قوامة الرجل لا تمتد إلى الحقوق الأساسية للإنسان فما الذي يخيف دعاة ما يسمى بتحرير المرأة في قوامة الرجل ؟
فماذا يريدون للمرأة افضل ، واكرم من تلك المكانة المرموقة التي بوأها الإسلام إياها إن كانوا حقا ينشدون خيرا للمرأة – كما يزعمون ؟ .
الحقيقة أنهم لا يريدون ذلك بل يريدون تحطيم ذلك الحصن المنيع للمرأة المسلمة المتمثل ( في قوامة الرجل ) الذي جعله الإسلام قلعة لحماية المرأة من عاديات الزمان وتقلباته ، و رجاله ."
كما سبق القول القوامة متعلقة بعصيان المرأة لله وليس بعصيان الزوج فالزوج يبين لها حكم الله لكى تتوب وتستغفر الله
وتحدث اليوسف عن المساواة فى الشرع فقال :
"ذلك أن موضوع تشريع الحقوق ، والواجبات لو اوكل إلى الإنسان لشرع من الحقوق ما لا يناسبه ، و قد يأتي تشريعه تسلطا على الآخرين هذا من جانب ، و من جانب آخر لا توجد الضمانات التي تحمل الآخرين على قبول رأيه و تشريعه للحقوق وهو انسان مثلهم ، وخاصة مثل هذه التشريعات قد تأتي وسيلة للتحكم ، واستغلال الآخرين .
أما عندما تكون من عند الله تعالى يتساوى أمامها الجميع وتبرأ من الشهوة والهوى ، و تحقق الاستقرار ، و تنسخ فكرة أن يتخذ الناس بعضهم أربابا من دون الله إلى جانب ما يمتاز به الحق الذي شرعه الله ، و منحه من القدسية الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة .
( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أ واخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) (البقرة:286) ."
وتحدث عن بدعة التمييز ضد المرأة التى ينشرها الأعداء فى بلادنا فقال :
"كيف تقاوم هذه البدع:
(( بدعة ما يسمى بالقضاء على التمييز ضد المرأة ))
كيف تقاوم هذه البدع التي تريد هلاك النسل ، والحرث ، وخصوصا أن دعاتها كثيرا ما ينفذون ما يريدون ، وفقا لخطة مدروسة ومرسومة ، فنراهم يحددون أهدافهم و يجيدون صناعة ، و صياغة المبررات للإقناع البسطاء ، و من في قلبه هوى .
قال الإمام الشاطبي: ( و لا تجد مبتدعا ممن ينتسب إلى الملة إلا و هو يستشهد على بدعته بدليل شرعي ، فينزله على ما وافق عقله ، و شهوته ))
كما نراهم يثيرون هذه البدع في فترات محددة بتكاتف ، و تجمع مع كل أهل البدع والأهواء ، و ضعاف الدين والعقل .
فحقيق على أهل العلم ، والفضل ، أن يقابلوا هؤلاء بخطط مضادة ، مدروسة وفق منهج علمي سليم يجمع ما بين الاستدلال الشرعي الصحيح ، والعقلي السليم مستفيدين من التجارب السابقة لمقاومة ، و مقارعة أمثال هؤلاء ، لأن أكبر أسباب انتشار و قبول بعض القوم لهذه البدع هو تعدد أساليبهم الإقناعية الخبيثة ، وضعف طرقنا واساليبنا ، و تشتتها مقارنة مع ، وسائل هؤلاء وطرقهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس