عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-10-2024, 06:44 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,970
إفتراضي

"كان ناسٌ مِن أهل المدينةِ يعيشون لا يدرون من أينَ كان معاشُهم، فلمّا مات عليّ بن الحسين فقَدوا ذلك الذي كانوا يُؤتَونَ بالليل فعلِموا أنه منه، ولهذا قيل: كان يعول مائةَ أهل بيتٍ من المدينة"، وعن شعبةَ رحمه الله قال: "لما توفِّي الزبير لقِيَ حكيم بنُ حزام عبدَ الله بن الزّبير فقال: كم ترك أخي من الدّين؟ فقال: ألفَ ألفٍ، قال: عليَّ منها خمسمائة ألف."
قطعا الثواب فى كتاب الله ثابت العمل المالى فيه أكثر حسنات كما قال تعالى :
"مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
والعمل غير المالى بعشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "

ومن ثم الحاجات المقضية إن كانت غير مالية كإصلاح متخاصمين فهلا بعشر حسنات وإن كانت مالية كنفقة طعام فهى بسبعمائة حسنة أو ألف وأربعمائة حسنة
وتحدث عن ادخال السرور على المسلمين فقال :
"الوقفة الثالثة: أنَّ من الخصال التي حثَّ عليها هذا الحديثُ ورغَّب فيها الحرصَ على الشديد على إدخالِ السرور والسعادةِ على المسلمين بتطييبِ خواطرهم بكلمةٍ طيّبة أو مساعدةٍ ممكِنة بالمال أو الجاه أو بمشارَكةٍ بمشاعِرَ طيّبةٍ في أوقاتِ الحزن وعند التعرُّض لما يعكِّر الصّفوَ، فقد جاء في هذا الحديث: ((أحبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تدخِله على مسلم))، وفي الحديث عن أنسٍ رضي الله عنه عن النبيّ أنه قال: ((من لقيَ أخاه المسلم بما يحبّ ليَسُرّه بذلك سرَّه الله جلّ وعلا يومَ القيامة)) رواه الطبراني بإسنادٍ حسن. ولهذا ذكَّر نبيُ الرّحمة نبيّ الأخلاق صلوات الله وسلامه عليه ذكَّر أمّتَه بالاتِّصاف بكلِّ مَظهر يوجِب السرورَ وبكلّ مسلَك يدخِل على الآخرين السّعادةَ والحبور، يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا تحقِرَنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلق)) رواه مسلم، ويقول أيضًا: ((تبسّمُك في وجه أخيك صدَقة)) رواه الترمذيّ وابن حبّان والبيهقيّ وإسناده حسن.
وقد التزَمَ سلَف هذه الأمّة وهم خِيارها بتِلك الأخلاقِ الفاضلة والقِيَم العظيمة، فكان بكر بن عبد الله المزني يلبَس كسوتَه وهو يعيش عيشَ الأغنياء، يلبس كسوتَه ثم يجيء إلى المساكين يجلِس معهم ويحدّثهم ويقول: "لعلّهم يفرحون بذلك"."
وقد سبق بيان كون السور ليس أحب الأعمال لله وتحدث عن كطم الغيظ فقال :
"الوقفة الرابعة: مِنَ القيَم العالية التي حثَّ عليها هذا الحديثُ وبيَّن عظيمَ أجرِها التحلِّي بالصبر عند الغضَب وعند ثورانِه والاتِّصاف بكظمِ الغيظِ عند اشتداده، فالصبر عند الغضب وكظمُ الغيظ عند وجودِه خَصلة من خصال الصالحين وصفةٌ من صفاتِ المتّقين، وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:133، 134]. قال الطبريّ: "الكاظِمين الغيظَ يعني: الجارعين الغيظَ عند امتلاء نفوسِهم منه، يقال: كظم فلانٌ غيظَه إذا تجرّعه فحفِظ نفسَه أن تمضِيَ ما هي قادرةٌ على إمضائه باستنكارِها ممن غاظَها وانتِصارها ممن ظلمها"، ويقول القرطبي: "كظم الغيظ ردُّه في الجوف والسّكوت عليه وعدم إظهاره لا بقولٍ ولا بفعل مع قُدرة الكاظمِ على الإيقاع بعدوِّه".
ورسولنا يبيِّن عظيمَ فضل كظم الغيظِ فيقول: ((من كظمَ غيظًا وهو قادِر على أن ينفذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق حتى يخيِّره من الحورِ ما شاء)) رواه الترمذيّ وأبو داود وسنده حسن، وعند ابن ماجه: ((ما من جُرعَة أعظم أجرًا عند الله من جرعَةِ غيظٍ كظمها عبدٌ ابتغاءَ وجهِ الله))، قال في الزوائد: "إسناده صحيح ورجاله ثقات"."
وحديث التخيير فى الحور بسبب كظم الغيظ لم يقله النبى(ص) فالتخيير يقع بين المسلمين والمسلمات وهن الحور العين لتزويج بعضهم البعض حيث أن بعض النساء كامرأة فرعون فى الجنة تكون بلا زوج ومثلا المرأة التى تزوجت عدة رجال بعد تركلها من كل منهم أو بعد طلاقها من بعضهم
وتحدث عن سوء الخلق وحسن الخلق ذاكرا بعض الأحاديث أيضا فقال :
"الوقفة الخامسة والأخيرة: أنّ في هذا الحديث ذمًّا لسوء الخلُق وبيانًا لعاقِبتِه الوخيمة، ذلكم أنّ الأخلاقَ السيّئة سمومٌ قاتلة ومُهلكات واقِعة ورذائل واضحة، روى الطبرانيّ وغيره عن أنسٍ رضي الله عنه عن النبيّ قال: ((إنَّ العبدَ ليبلُغ بحُسن خلُقه عظيمَ درجات الآخرة وشرفَ المنازل وإنّه لضعيفٌ في العبادة، وإنَّ العبدَ ليبلُغ مِن سوءِ خلُقه أسفَلَ درَك جهنّم))، قال الحافظ العراقيّ: "سنده جيد"، وعند الترمذيّ وقال: "حديث حسن صحيح": ((ما مِن شيءٍ أثقَلُ في ميزانِ المؤمِن يومَ القيامة من خلُق حسَن، وإنَّ الله يبغِض الفاحشَ البذيء)) صحيحٌ عند المحقِّقين.
قال بعضُ السّلف: "سوءُ الخلُق سيّئةٌ لا تنفَع معها كثرةُ الحسنات، وحُسن الخلق حَسنةٌ لا تضرّ معها كثرةُ السيّئات"، كيف وقد روى أحمدُ والبزّار وابن حبان في صحيحِه بسندٍ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسولَ الله، إن فلانة تكثِر من صلاتها وصيامِها وصدقتها غيرَ أنها تؤذِي جيرانها بلِسانها، قال: ((هي في النار))، قال: يا رسول الله، إنّ فلانة تذكُر من قِلّةِ صلاتها وصِيامها وإنها تتصدّق بالأثوارِ مِن الأقِط ولا تؤذي جيرانها، قال: ((هي في الجنة))."
قطعا حسن الخلق وسوء الخلق مفاهيم هنا خاطئة لأنهما يعنيان الكفر والإسلام وليس غيرهما ولا يوجد فى الميزان خلق حسن وإنما هى الأعمال كما قال تعالى :
" ووفيت كل نفس ما عملت"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس