إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة عليهما السلام ومحاربة لهم؟! ـ مع ما قد فرض الله من مودتهم وأوجب على العباد من محبتهم ـ.
وما أحسن قول عمر الهيتي في ذلك:
بأية آية يأتي يزيد * * غداة صحائف الاعمال تتلا
وقام رسول رب العالمين يتلو * * ـ وقد صمت جميع الخلق ـ: (قل لا)
يعني قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).
أما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالحسين منه، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الاسباط»، رواه الترمذي وابن ماجة، والبخاري في الادب المفرد، وأحمد والحاكم
الحديث كاذب لكونه اتهام مباشر للنبى(ص) بزنى المحارم مع ابنته والعياذ بالله
ثم قال :
"وأما علي وفاطمة فذلك معلوم بالضرورة والوجدان، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذى عليا فقد آذاني»، رواه أحمد، والبخاري في (تاريخه) وابن حبان في (صحيحه)، وابن مندة، والحاكم في (المستدرك).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك»،
رواه الحاكم عن علي عليه السلام وأبو يعلى والطبراني، وأبو نعيم في فضائل الصحابة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»، رواه البخاري ومسلم والترمذي والحاكم.
قال الشريف السمهودي: ومعلوم أن أولادها بضعة منها، فيكونون بواسطتها بضعة منه صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر: فيه تحريم أذى من يتأذى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بتأذيه، فكل من وقع منه في حق فاطمة 3 شيء تأذت به فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأذى به بشهادة هذا الخبر.
قال: ولا شيء أعظم من إدخال الاذى عليها من قبل ولدها، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة (ولعذاب الآخرة أشد) انتهى.
قلت:
ويلحق بذلك وجه إلزامي، وهو أن يزيد ـ لعنه الله ـ آذى الصحابة بقتل الحسين عليه السلام، وإيذاء كل واحد منهم إيذاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ عند القوم ـ
ولا خلاف في أن إيذاءه صلى الله عليه وآله وسلم موجب لاستحقاق اللعن.
أما الصغرى فظاهرة، وأما الكبرى فقد أخرج الترمذي في (سننه) عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه».
5 ـ وقوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم).
وقد كان اللعين منافقا ظاهر النفاق، دلت على ذلك أقواله وأفعاله وأحواله.
فقد اشتهر عنه أنه لما جاءه رأس الحسين جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزبعرى المشهورة:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * * جزع الخزرج من وقع الاسل
فأهلوا واستهلوا فرحا * * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم * * وعدلناه ببدر فاعتدل
قال الامام أحمد ـ في ما حكاه عنه القاضي أبو يعلى في كتاب الوجهين والروايتين ـ: إن صح ذلك عن يزيد فقد فسق.
وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر، وهما قوله ـ فض الله فاه ـ:
لست من خندف إن لم أنتقم * * من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا * * خبر جاء ولا وحي نزل
قال مجاهد: نافق.
وقال الزهري: لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره على جيرون، فأنشد لنفسه:
لما بدت تلك الحمول وأشرقت * * تلك الشموس على ربى جيرون
نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح * * فلقد قضيت من الغريم ديوني
وإلى ذلك أشار عبد الباقي العمري في الباقيات الصالحات بقوله:
نقطع في تكفيره إن صح ما * * قال للغراب لما نعبا
قال ابن عقيل ـ من الحنابلة ـ: ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالالحاد، وأبان عن خبث الضمائر وسوء الاعتقاد، فمنها قوله في قصيدته التي أولها:
علية هاتي أعلني وترنمي * * بذلك أني لا أحب التناجيا
حديث أبي سفيان قدما سما بها * * إلى أحد حتى أقام البواكيا
ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة * * تخيرها العنسي كرما وشاميا
إذا ما نظرنا في أمور قديمة * * وجدنا حلالا شربها متواليا
وإن مت يا أم الاحيمر فانكحي * * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا
فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا
ولا بد لي من أن أزور محمدا * * بمشمولة صفراء تروي عظاميا
ومما يعزى إليه، قوله:
معشر الندمان قوموا * * واسمعوا صوت الاغاني
واشربوا كأس مدام * * واتركوا ذكر المغاني
أشغلتني نغمة العيدان * * عن صوت الاذان
وتعوضت عن الحور * * خمورا في الدنان
ومنها قوله:
ولو لم يمس الارض فاضل بردها * * لما كان عندي مسحة في التيمم
وذكر ابن أبي الدنيا أنه لما نكت بالقضيب ثنايا الحسين أنشد لحصين بن الحمام المري:
صبرنا وكان الصبر منا سجية * * بأسيافنا تفرين هاما ومعصما
نفلقن هاما من رؤوس أحبة * * إلينا وهم كانوا أعق وأظلما
قال مجاهد: نافق فيها، ثم والله ما بقي في عسكره أحد إلا تركه، أي عابه وسبه.
قال ابن أبي الدنيا: وكان عنده أبو برزة الاسلمي، فقال له: يا يزيد! ارفع قضيبك، فوالله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل ثناياه.
وهذا كله كفر بواح، ونفاق صراح، وإنكار للرسالة والبعث والمعاد، وتناه في ضروب الزندقة والالحاد.
وقد أجمع أصحابنا الامامية ـ أعلى الله كلمتهم ـ تبعا لائمة العترة الطاهرة على كفره وخروجه عن ربقة الاسلام، وقطع بذلك بعض أئمة الجمهور ـ كما تقدم ويأتي إن شاء الله تعالى ـ.
6 ـ وقوله تعالى: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين).
ويزيد ظالم غشوم بلا شبهة، فيشمله اللعن الوارد في الآية، بل هو من أتم مصاديق الظالم، والله العالم.
وقد تبين لك ـ بما قررنا ـ أن الآيات بإطلاقها وعمومها تدل على جواز لعن هذا اللعين وأضرابه من الفاسقين، كما ذهب إليه الامام أحمد وغيره من جهابذة المحققين.
جواز لعن يزيد من السنة
هذا، وقد دلت السنة المطهرة أيضا على جواز لعن يزيد ـ لعنه الله ـ وهي أحاديث:
منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسنين: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم».
أخرجه الامام أحمد في مسنده عن أبي هريرة، وروى الترمذي عن زيد بن أرقم: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم».
وقد دل الحديث على أن محاربة الحسين عليه السلام محاربة لجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو كفر بالاجماع، فيكون فاعله مستحقا للعن والعذاب الاليم.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستة لعنتهم، لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت فيعز من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي»، رواه الحاكم عن عائشة.
قال المناوي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم «والمستحل من عترتي ما حرم الله»: يعني من فعل بأقاربي ما لا يجوز فعله من إيذائهم أو ترك تعظيمهم، فإن اعتقد حله فكافر، وإلا فمذنب.
قال: وخص الحرم والعترة باللعن لتأكد حق الحرم والعترة وعظم قدرهما بإضافتهما إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.انتهى.
قلت:
لا يرتاب من كان له مثقال حبة من خردل من إنصاف في أن يزيد ومن خرج لقتال الحسين إنما استحلوا منه ما حرم الله، فهم كفرة بمقتضى هذا الحديث، وعلى فرض التنزل فإنهم فسقة مذنبون، فاللعن مسجل عليهم على كلا التقديرين، والله تعالى أعلم.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أخاف أهل المدينة أخافه الله عز وجل، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا»، رواه أحمد ومسلم.
وأخرج الطبراني من حديث السائب بن خلاد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»، ورواه الطبراني أيضا في الاوسط والكبير عن عبادة بن الصامت بإسناد جيد ـ كما قال الحافظ المنذري.
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من آذى أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل».
قال الامام أحمد: أليس قد أخاف أهل المدينة؟!.
قلت:
لا خلاف أن يزيد أخاف أهل المدينة وظلمهم وآذاهم، وذلك في وقعة الحرة، وما أدراك ما وقعة الحرة!
ذكرها الحسن البصري مرة فقال: والله ما كاد ينجو منهم، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم.
وحكى المدائني في كتاب الحرة عن الزهري، قال: كان القتلى يوم الحرة سبعمائة من وجوه الناس من قريش والانصار والمهاجرين ووجوه الموالي، وأما من لم يعرف من عبد أو حر أو امرأة فعشرة آلاف، وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامتلات الروضة والمسجد.
قال مجاهد: التجأ الناس إلى حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره والسيف يعمل فيهم. انتهى.
وأبيحت المدينة أياما بأمر يزيد لعنه الله ـ كما قال الحافظ ابن حجر ـ وبطلت الجماعة من المسجد النبوي أياما، واختفت أهل المدينة أياما، فلم يمكن أحدا دخول مسجدها حتى دخلته الكلاب والذئاب وبالت على منبره صلى الله عليه وآله وسلم، وافتض فيها نحو ألف بكر، وحمل فيها من النساء اللاتي لا أزواج لهن نحو من ألف امرأة، وقيل: عشرة آلاف امرأة، وكان الرجل بعد ذلك إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلها افتضت في وقعة الحرة.
ولم يرض مسلم بن عقبة المري ـ أمير ذلك الجيش ـ إلا بأن يبايعوه ليزيد على أنهم خول له، إن شاء باع وإن شاء أعتق، فذكر له بعضهم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب عنقه.
ثم سار الجيش إلى قتال ابن الزبير، فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار.
فأي شيء أعظم من هذه العظائم الموبقة التي وقعت في إمرته ناشئة"
وكل ما حكى الرجل من ألأدلة ليس فى يزيد وإنما فيمن ارتكب الذنوب وكل من ارتكب ذنبا لم يتب منه جائز لعنه لكونه كفر ككفر الكفار حيث استمروا فى كفرهم وقد سبق القول أن كل هذه الروايات لا صحة لها ولم يحدث منها شىء فكلها تاريخ كاذب وضعه الكفار لتفريق الناس وابعادهم عن القرآن منشغلين بخلافات لم تحدث إلا فى بطون كتب الروايات
|