عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-09-2024, 06:33 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,887
إفتراضي

فهو ثقة له أفراد ،وقد اعتمد حديث الولي وقواه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، بل وسائر كتبه وفتاواه . وذكره في الفتاوى الكبرى واحتج به في مواضع عديدة ، وفي الصارم المسلول
وأفرده العلامة الشوكاني بكتاب ضخم تخريجاً وشرحاً في كتابه النفيس ( القطر الجلي شرح حديث الولي)
بل هو مما تلقته الأمة بالقبولِ ، واحتجَّ به جميع الأئمة دون نكير ، فيكون إجماعاً على صحَّتهِ"
والرجل رغم كل الكلام الذى قيل فى خالد بن مخلد وعبد الواحد بن ميمون وهشام الكنانى وغيرهم يصر على اجماع الأمة على قبوله مع أن لم يجمعوا بقول الكثير منهم عن طرقه ضعيفة وتشكيكهم فى صحة الحديث
وتحدث الشحود عن سبعة إشكالات فى الحديث وحاول أن يجيب عنها فقال :
"الجواب عن الإشكالات السبعة في هذا الحديث
في هذا الحديث إشكالاتٌ سبعةٌ:
أحدها أن يقالَ كيف يعادي الإنسان الأولياء ،والأولياء قد تركوا الدنيا وانفردوا عن الخلق ،فإن جهل عليهم جاهل حلموا ،والعداوة إنما تكون عن خصومة ؟
والإشكال الثاني قوله (فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ) ) وكيف يتصور الحرب بين الخالق والمخلوق والمحارب مناظر؟ وهذا المخلوق في أسر قبضة الخالق . والإشكال الثالث (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْت عَلَيْهِ) )، والعادة قد جرت بأن التقرب يكون بما لا يجب؛ كالهدايا إلى الملوك دون أداء الخراج، فإن مؤدي اللازم لا يكاد يحمَد وإنما يشكر من فعل ما لا يجب.
والرابع أن يقال: إذا كانتِ الفرائض أفضلَ القربات فكيفَ أثمرتِ النوافل المحبةَ ولم تثمرها الفرائض؟ والخامس قوله (فَإِذَا أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ ، وَيَدَه الَّتِى يَبْطش بِهَا وَرِجْلَه الَّتِى يَمْشِى بِهَا) ) فما صورة هذا ؟.
والسادس قوله (وَإِنْ سَأَلَنِى لأعْطِيَنَّه ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأعِيذَنَّه) ) وكم قد رأينا من عابدٍ وصالحٍ يدعوويبالغ ولا يرى إجابة ؟.
والسابع قوله (وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِله تَرَدّدِى عَنْ نَفْسِ الْمؤْمِنِ) ) والتردد إنما يقع إذا أشكلتِ المصلحة في العواقبِ وذلك ينشأ عن ضعفِ التدبيرِ، والحقّ عز وجلَّ منزَّهٌ عن ذلك؟.
والجواب:
أمَّا الإشكال الأول ،فإنَّ معاداةَ الأولياءِ يقع من أربعةِ أوجهٍ:
أحدها أنْ يعاديهم الإنسان عصبيةً لغيرهم ،كما يعادي الرافضيّ أبا بكرٍ وعمر.
والثاني مخالفةٌ لمذهبهِم ،كما يعادي أهل البدعِ أحمدَ بنَ حنبلٍ.
والثالث احتقاراً لهم، فيكون الفعل بهم فعلَ الأعداءِ ،كما كان بعض الجهَّالِ يحصب أويساً القرنيَّ. والرابع أنه قد يكون بينَ الولي وبينَ الناس معاملات وخصوماتٌ، وليس كلّ الأولياءِ ينفردونَ في الزوايا فربَّ وليٍّ في السوقِ.
وأمَّا الإشكال الثاني فإنَّ الإنسانَ إنما خوطبَ بما يعقل، ونهاية العداوة الحرب، ومحاربة الله عز وجل للإنسان أنْ يهلكَه ،وتقدير الكلام فقد تعرَّضَ لإهلاكي إياه.
وأمَّا الإشكال الثالث: فإنَّ في أداءِ الواجباتِ احتراماً للأمرِ وتعظيماً للآمرِ، وبذلك الإنقياد تظهر عظمة الربوبيةِ، ويبين ذلّ العبوديةِ .
وأمَّا الرابع، فإنه لمَّا أدَى المؤمن جميعَ الواجباتِ ثم زادَ بالتنفّلِ وقعتِ المحبَّة لقصدِ التقرّبِ، لأنَّ مؤدَّى الفرضِ ربَّما فعله خوفاً منَ العقابِ ،والمتقرِّب بالنَّفلِ لا يفعله إلا إيثاراً للخدمةِ والقربِ، فيثمر له ذلك مقصوده.
وأمَّا الخامس فإنَّ قوله (فَإِذَا أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ ، وَيَدَه الَّتِى يَبْطش بِهَا وَرِجْلَه الَّتِى يَمْشِى بِهَا) ) مثَلٌ وله أربعة أوجهٍ:
أحدهما كنت كسمعِه وبصرهِ في إيثارهِ أمري، فهو يحبّ طاعتي ،ويؤثر خدمَتي ،كما يحبّ هذه الجوارحَ.
والثاني أنَّ كليتَه مشغولةٌ، فلا يصغي بسمعِه إلَّا إلى ما يرضيني ولا يبصر إلا عن أمري.
والثالث أنَّ المعنى أني أحصِّل له مقاصده كما يناله بسمعِه وبصرهِ .
والرابع كنت له في العونِ والنّصرةِ كبصرهِ ويدهِ اللذَينِ يعاونانِهِ على عدوِّهِ.
وأمَّا السَّادس فإنه ما سئلَ وليٌّ قطّ إلا وأجيبَ، إلا أنه قدْ تؤخَّرالإجابة لمصلحةٍ، وقد يسأل ما يظنّ فيه مصلحةً، ولا يكون فيه مصلحةٌ، فيعوَّض سواه.
وأمَّا السابع فجوابه منْ وجهينِ :
أحدهما أنْ يكونَ التردّد للملائكةِ الذين يقبضونَ الأرواحَ، فأضافَه الحقّ عزَّ وجلَّ إلى نفسِه لأنَّ ترددَهم عن أمرهِ كما قالَ تعالى : {وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَه مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبّكَ نَسِيًّا} (64) سورة مريم ،وتردّد الملائكةِ إنما يكون لإظهارِ كرامةِ الآدميِّ كما تردَّدَ ملك الموتِ إلى آدمَ وإبراهيمَ وموسى ونبيِّنا {(ص)} .
فأمَّا أنْ يكونَ التردد للهِ فمحالٌ في حقِّهِ ،وهذا مذهب الخطابيِّ، فإنِ اعترِضَ على هذا، فقيل: متَى أمِرَ الملَك بقبضِ الرّوحِ لم يجزْ له التردد، فكيفَ يتردد؟
فالجواب منْ وجهينِ:
أحدهما أن يكونَ إنما ترددَ فيما لم يجزَمْ له فيه على وقتٍ، كما روي ( ( أنه لما بعث ملك الموت إلى الخليل قيل له تلطف بعبدي ) ).
والثاني أن يكون ترددَ رقَّةٍ ولطفٍ بالمؤمنِ، لا أنه يؤخر القبضَ، فإنه إذا نظرَ إلى قدْرِ المؤمنِ منِ احترمَه فلم تنبسطْ يده لقبضِ روحِه ،وإذا ذكرَ أمرَ الإلهِ لم يكنْ له بدٌّ في امتثالهِ .
والثاني أنه خطابٌ لنا بما نعقل وقدْ تنزهَ الربّ عزَّ وجلَّ عن حقيقتهِ كما قال (وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْته هَرْوَلَةً) ) كما أنَّ أحدَنا يتردد في ضربِ ولدهِ فيأمره التأديب بضربهِ وتمنعه المحبَّة، فإذا أخبرَ بالترددِ فهمْنا قوةَ محبتِه له بخلافِ عبدهِ، فإنه لا يتردد في ضربهِ، فأريدَ تفهيمنا تحقيقَ المحبَّة للوليِّ بذكرِ الترددِ، ومنَ الجائزِ أنْ يكونَ تركيب الوليِّ يحتمل خمسينَ سنةً ،فيدعوعندَ المرضِ فيعافَى ويقوَى تركيبه فيعيش عشرينَ أخرَى، فتغيير التركيبِ والمكتوبِ منَ الأجلِ كالترددِ، وذلك ثمرة المحبَّةِ ." "
قطعا تلك الاجابات هى مجرد ترقيع للخروم التى فى متن الحديث وهى لا تجيب حقيقة عن الاشكالات فمثلا يقول بوجود اربع أوجه لتفسير كون الله أعضاء الولى وبوجود وجهين فى التردد فإذا كان الرجل لا يعرف المعنى الحقيقى من الأربع ومن الاثنين فكيف يجيب وهو لا يعلم أى المعانى هو الصحيح
والحديث اتهام مباشر لله تعالى عن ذلك بعقيدة البداء وهى العقيدة التى يعيبونها على الشيعة فالتردد يعنى تغيير القرار والقضاء لا يتغير كما قال تعالى :
" وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس