وعن أنس، عن النبي (ص)، عن جبريل (ص)، عن ربه تعالى وتقدس قال:" يَقول الله تَعالى : مَن أَهَان لي وَلياًّ فَقد بَارَزني بِالمحاربةِ ، وَإِنِّي لأ سرع شَيءٍ إِلى نصرةِ أَوليَائي إِني لأَغضب لَهم كَمَا يَغضَب اللَّيث الحَرب ، وَما تَرددت عَن شَيءٍ أَنا فَاعِله تَرددي عَن قَبضِ روحِ عَبدي المؤمِنِ وهو يَكره المَوتَ وَأَكره مَساءته وَلا بدَّ لَه مِنه ، وَما تَعبَّدَ لي عَبدي المؤمن بِمثلِ الزّهدِ في الدّنيَا ، وَلا تَقربَ عَبدِي المؤمن بِمثلِ أَداءِ مَا افترضت عَليهِ ، ولاَ يَزال عَبدي يَتقرب إِليَّ بِالنوافِلِ حَتى أحبه ، فَإذا أَحببته كنت له سَمعاً وَبَصراً وَيداً وموئلاً ، إِنْ سَأَلني أَعطيته ، وإِنْ دَعاني أَستجيب له ، وإِن من عِبادي المؤمنينَ لَمَن يَسأَلني البَابَ مِنَ العِبادةِ فَأَكفه عَنه ، وَلو أَعطيته إِياه لَدَاخله العجب وَأَفسده ذلِكَ ، وَإِنَّ مِن عِبادي المؤمنينَ لَمَن لاَ يَصلح له إلا الغِنىَ وَلو أَفقرته لأَفسده ذلِكَ ، وَإِنَّ مِن عِبادي المؤمنينَ لَمَن لاَ يَصلح له إِلا الفَقر ، ولو أَغنيته لأَفسده ذلكَ ، وإِنَّ مِن عِباديَ المؤمنينَ لَمَنْ لاَ يصلحه إِلا الصحة وَلو أَسقمته لأَفسده ذلِكَ وإِنَّ منْ عِباديَ المؤمِنينَ لَمَن لاَ يَصلح لَه إلاَّ السّقم وَلو أصححته لأَفسده ذلِكَ ، إِني أدبَّر عِبادي بِعلمِي بِقلوبهِم ، إِني عَليمٌ خَبيرٌ " أخرجه أبو نعيم في الحلية
وعن ميمونة زوج النبي (ص) أن رسول الله (ص) قال : « قال الله عز وجل : من آذى لي وليا فقد استحق محاربتي ، وما تقرب إلى عبد بمثل أداء فرائضي ، وإنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها ، ويده التي يبطش بها ، ولسانه الذي ينطق به ، وقلبه الذي يعقل به ، إن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موته ، وذاك أنه يكرهه وأنا أكره مساءته »أخرجه أبويعلى .
وعن عبدة بن أبي لبابة ، حدثني زِرّ بن حبيش ، سمعت حذيفة يقول : قال رسول الله - (ص) - : (( إنَّ الله تعالى أوحى إليَّ : يا أخا المرسلين ، ويا أخا المنذرين أنذر قومك أنْ لا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد عندهم مظلِمَة ، فإني ألعنه ما دام قائماً بين يديَّ يصلِّي حتى يَردَّ تلك الظّلامة إلى أهلها ، فأكونَ سمعه الذي يسمع به ، وأكونَ بصره الذي يبصر به ، ويكون من أوليائي وأصفيائي ، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة )) أخرجه أبونعيم في الحلية ."
قطعا الحديث ملىء بالأخطاء والتناقضات وهى :
التناقض الأول:
ما يتقرب به إلى الله فمرة أداء الفرائض فى قول رواية" وما تقرب إلى عبد بمثل أداء فرائضي " ومرة النصيحة فى قول رواية "وما اقترب إلي عبدي بأفضل من النصيحة " ومرات النوافل فى قول معظم الروايات " مَا يَزَال عَبْدِي يَتَقَرَّب إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه"
وقطعا الفرائض غير النوافل غير النصيحة
التناقض الثانى نجد الله تعالى عن ذلك سمع وبصر الولى فى قول روايات :
أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ "
وَهو ما يناقض كونه لسان وقلب الولى فى قول رواية :
وَلِسَانَه الَّذِي يَنْطِق بِهِ، وَقَلْبَه الَّذِي يَعْقِل بِهِ بهما "
وأما الأخطاء فهى:
والخطأ الأول هو أن الله سمع وبصر ويد ورجل وليه
ودعونا نتساءل كيف يكون الله أعضاء وليه ؟
إن هذه الخرافة أى كون الله أعضاء وليه هى الحلول والإتحاد بين الإله والمخلوق ومن المعلوم أن الله كان ولا مكان فكيف يكون فى مكان هو جسد الإنسان ؟
أليس هذا تناقضا ؟
ثم كيف يكون المحب أعضاء وليه وهو يصيبه فيها بالأمراض ؟
ألم يعمى الله يعقوبا (ص)ويصيب أيوبا (ص)بالعلل فى الأعضاء؟
لو كان الله هو تلك الأعضاء وهو محال ما أصابها المرض أبدا
والخطأ الثانى أن الله يتردد فى أمر إماتة المؤمن ويتعارض هذا مع أن أمر الله فورى ليس فيه تردد مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "
ولو كان الله يتردد لشابه مخلوقاته فى ترددها وهو ما يناقض قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "
والخطأ الثالث وجود مكان لله فى قول رواية:"وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَعلوِّي وَبَهَائِي وَجَمَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي"
وهو ما يخالف ان الله لا يشبه خلقه فى كونه فى مان وهو ما يعنى الجهة والحلول وهو ما يخالف قوله تعالى :
"ليس كمثله شىء "
وتحدث الشحود عن صحة الحديث مؤكدا صحته رغم أن البعض شكك فيه وفى إسناده وتكلموا فى خالد بن مخلد وعبد الواحد بن ميمون
الغريب أن أسانيده كل منها متكلم فيه وهو ما يعنى أن ضعيف ولكن القوم عندهم جمع ضعيف وضعيف وضعيف هو صحيح وليس ضعاف وفى هذا قال :
"حول صحَّةِ الحديثِ وما قيل فيه والجواب عنه :
قال الشيخ ناصر الدين الألبانى : كنت برهة من الزمن متوقفا فى صحة هذا الحديث ، ثم تتبعت طرقه ، فتبين لى أنه صحيح بمجموعها ، وقد صححه جمع "
قلت : كان ينبغي عليه عدم التسرع في تضعيف هذا الحديث الصحيح ،لأنه في صحيح الإمام البخاري وكفى .
وقال في الصحيحة مبيناً ذلك :
" قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وهو من الأسانيد القليلة التي انتقدها العلماء على البخاري رحمه الله تعالى ، فقال الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد هذا وهو القطواني بعد أن ذكر اختلاف العلماء في توثيقه وتضعيفه وساق له أحاديث تفرد بها هذا منها : " فهذا حديث غريب جدا ، ولولا هيبة " الجامع الصحيح " لعددته في منكرات خالد بن مخلد ، وذلك لغرابة لفظه ، ولأنه مما ينفرد به شريك ، وليس بالحافظ ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد . ولا أخرجه من عدا البخاري ، ولا أظنه في مسند أحمد وقد اختلف في عطاء ، فقيل : هو ابن أبي رباح ، والصحيح أنه عطاء بن يسار " اهـ
وقال الحافظ ابن حجر ردًّا عليه :
" قلْت : لَيْسَ هو فِي مسْنَد أَحْمَد جَزْمًا ، وَإِطْلَاق أَنَّه لَمْ يرْو هَذَا الْمَتْن إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ مَرْدودٌ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَشَرِيكٌ شَيْخ شَيْخِ خَالِدٍ فِيهِ مَقَالٌ أَيْضًا ، وَهو رَاوِي حَدِيث الْمِعْرَاج الَّذِي زَادَ فِيهِ وَنَقَصَ وَقَدَّمَ وَأَخَّرَ وَتَفَرَّدَ فِيهِ بِأَشْيَاءَ لَمْ يتَابَعْ عَلَيْهَا كَمَا يَأْتِي الْقَوْل فِيهِ مسْتَوْعَبًا فِي مَكَانِهِ ، وَلَكِنْ لِلْحَدِيثِ طرقٌ أخْرَى يَدلّ مَجْموعهَا عَلَى أَنْ لَه أَصْلًا ، مِنْهَا عَنْ عَائِشَةَ أَخْرَجَه أَحْمَد فِي " الزّهْد " وَابْن أَبِي الدّنْيَا وَأَبو نعَيْم فِي " الْحِلْيَة " وَالْبَيْهَقِيّ فِي " الزّهْد " مِنْ طَرِيق عَبْد الْوَاحِد بْن مَيْمون عَنْ عرْوَة عَنْهَا ، وَذَكَرَ اِبْن حِبَّانَ وَابْن عَدِيٍّ أَنَّه تَفَرَّدَ بِهِ ، وَقَدْ قَالَ الْبخَارِيّ إِنَّه منْكَر الْحَدِيثِ ، لَكِنْ أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ مِنْ طَرِيقِ يَعْقوب بْن مجَاهِد عَنْ عرْوَة وَقَالَ : لَمْ يَرَوْه عَنْ عرْوَة إِلَّا يَعْقوب وَعَبْد الْوَاحِد . وَمِنْهَا عَنْ أَبِي أمَامَةَ أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي " الزّهْد " بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ . وَمِنْهَا عَنْ عَلِيٍّ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مسْنَد عَلِيٍّ ، وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ وَسَنَدهمَا ضَعِيفٌ ، وَعَنْ أَنَس أَخْرَجَه أَبويَعْلَى وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ أَيْضًا ، وَعَنْ حذَيْفَةَ أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ مخْتَصَرًا وَسَنَده حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَعَنْ معَاذِ بْن جَبَلٍ أَخْرَجَه اِبْن مَاجَهْ وَأَبونعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَة " مخْتَصَرًا وَسَنَده ضَعِيفٌ أَيْضًا ، وَعَنْ وَهْب بْن منَبِّهٍ مَقْطوعًا أَخْرَجَه أَحْمَد فِي " الزّهْد " وَأَبونعَيْم فِي " الْحِلْيَة " وَفِيهِ تَعَقّبٌ عَلَى اِبْن حِبَّانَ حَيْث قَالَ بَعْدَ إِخْرَاج حَدِيث أَبِي هرَيْرَة : لَا يعْرَف لِهَذَا الْحَدِيث إِلَّا طَرِيقَانِ يَعْنِي غَيْر حَدِيث الْبَاب وَهمَا هِشَامٌ الْكِنَانِيّ عَنْ أَنَس وَعَبْد الْوَاحِد بْن مَيْمون عَنْ عرْوَة عَنْ عَائِشَة وَكِلَاهمَا لَا يَصِحّ ، وَسَأَذْكر مَا فِي رِوَايَاتِهِمْ مِنْ فَائِدَةٍ زَائِدَةٍ ."
قلت :
كان الشيخ ناصر يسلك مسلك المتشددين في الجرح والتعديل ، كما فاته بعض الطريق التي لم يجدها كحديث البزار وغيره مما ذكرته من قبل .
وأما قول الإمام الذهبي في الميزان والسير: فهو مردود على الذهبي ، فليس هذا الحديث غريبا كما زعم !!
وخالد بن مخلد إذا كان له مناكير لا يعني أن يكون هذا الحديث منها أصلا ، لأن الإمام البخاري روى له ما لم ينكر عليه ،وقد ذكر ابن عدى في ترجمته ما أنكر عليه ،ولم يذكر هذا الحديث وقال : قد اعتبرت حديثه ما روى عنه من الكوفيين محمد ابن عثمان بن كرامة ، ومن الغرباء أحمد بن سعيد الداري وعندى من حديثهما صدر صالح ، ولم أجد فى كتبه أنكر مما ذكرته ، فلعله توهما منه أو حملا على الحفظ وهوعندي إن شاء الله لا بأس به " اهـ .
وقد حدَّث عن خالد كبار أهل العلم منهم البخاري ومسلم وابن أبى شيبة وأبو داود في مسند مالك والترمذي والنسائي وابن ماجه ..
|