والخطأ بعث عيسى (ص)بعد موته فى الدنيا لقتل الدجال وهو يخالف منع الله البعث وهو الرجوع للدنيا بقوله بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "ولو كان عيسى (ص)يبعث قبل القيامة لوجب بعث يحيى (ص)لأن القول بسورة مريم "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "فى عيسى (ص)قيل فى يحيى (ص)"والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا "ولا ذكر ليحيى (ص)ومن ثم فهى كاذبة
والعجيب أن البهلال أظهر التناقضات ومع صدق بعض ما قام به القدامى من التوفيق بينهما فقال :
"الحاصل: أن الروايات قد اختلفت _ كما ترى _ فيما يعصم من فتنة الدجال، من حفظ أو قراءة آيات من سورة الكهف، وذلك فيما يزيد على عشر روايات، وإليك مجملها:
1_ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال.
2_ من حفظ من خواتيم سورة الكهف... الخ.
3_ من حفظ خمس آيات من أول الكهف... الخ.
4_ من قرأ عشر آيات من آخر الكهف... الخ.
5_ من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف... الخ.
6_ فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة أصحاب الكهف.
7_ فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف.
8_ من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال.
9_ من قرأ عشر آيات من سورة الكهف... الخ.
10_ من قرأ سورة الكهف كما أنزلت... الخ.
هذا، وقد أشكل علي الجمع بين هذه الروايات، ورأيت بعض المتأخرين حكم بشذوذ رواية: من قرأ العشر الأواخر... الخ، وهذا نصه:
حديث أبي الدرداء من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما، وهو بهذا اللفظ شاذ.
والمحفوظ: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف.
والذي يظهر لي عدم الشذوذ فيها؛ لما يعضدها من الروايات المتقدمة.
ولهذا ترجم الإمام ابن حبان بقوله:
ذكر البيان بأن الذي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف.
ثم ساق حديث شعبة، عن قتادة:
من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال.
وترجم الإمام الحافظ ابن كثير لهذه الأحاديث بقوله:
حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف حفظا عمليا يعصم من فتنة الدجال.
..وقال الإمام الشوكاني:
ولا منافاة بين روايات الثلاث الآيات، والعشر الآيات؛ لأن الواجب العمل بالزيادة، فيقرأ عشر آيات من أولها.
وأما اختلاف الروايات بين أن تكون العشر من أولها، أو من آخرها فينبغي الجمع بينهما بقراءة العشر الأوائل والعشر الأواخر.
ومن أراد أن يحصل على الكمال ويتم له ما تضمنته هذه الأحاديث كلها فليقرأ سورة الكهف كلها يوم الجمعة، ويقرأها كلها ليلة الجمعة"
وفى الفصل التالى ذكر الأحاديث فى فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
الفصل الثاني
في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
عن أبي سعيد الخدري قال:
من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.
أخرجه أبو عبيد والبيهقي _ من طريق سعيد ابن منصور_ وابن الضريس وأبو بكر الخطيب من طريق أحمد بن خلف البغدادي، ثلاثتهم عن هشيم بن بشير، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به، رمز لحسنه السيوطي.
وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف.
قلت: الحديث موقوف صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير أبي عبيد القاسم بن سلام الإمام المشهور المصنف الثقة الفاضل، وغير أحمد بن خلف البغدادي، فقد قال فيه الخطيب البغدادي: هو شيخ غير مشهور.
وقال الحافظ ابن حجر: حديثه مستقيم.
وأخرجه الحاكم والبيهقي مرفوعا من طريق نعيم ابن حماد، ثنا هشيم به، ولفظه:
من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: نعيم بن حماد ذو مناكير.
قلت: نعيم من رجال البخاري، وقد ذكر ابن عدي ما أنكر عليه من الأحاديث وليس هذا الحديث منها، ثم قال: وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما وصححه الألباني.
وقال ابن عراق:
وقد صح الحديث في العصمة من الدجال بحفظ بعض سورة الكهف من غير تقييد بيوم الجمعة رواه مسلم من حديث أبي الدرداء.
فالمستنكر من الحديث ما سوى ذلك والله أعلم.
قلت: الحديث رمز لصحته السيوطي.
وقال المناوي: قال ابن حجر في تخريج الأذكار: حديث حسن، وهو أقوى ما ورد في سورة الكهف.
قلت: ولم يتفرد نعيم برفعه، فقد تابعه يزيد بن خالد ابن يزيد.
قال البيهقي بعد إخراج حديث نعيم: ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد ثم أسنده في موضع آخر: أخبرنا أبو عبدالرحمن السلمي، وأبو نصر بن قتادة، قالا: أخبرنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء، حدثنا أبو منصور سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل البجلي بنهروان، حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد، حدثنا هشيم، فذكره بإسناد مثله مرفوعا إسناده حسن لغيره.
سليمان بن محمد بن الفضل قال فيه الدارقطني: ضعيف ويزيد بن مخلد هو يزيد بن خالد بن يزيد الرملي أبو خالد ثقة قاله الحافظ في التقريب.
والموقوف منه له حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر، ويؤيده المرفوع منه.
فهؤلاء خمسة من أصحاب هشيم بن بشير: أبو عبيد القاسم بن سلام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن خلف، ونعيم بن حماد، ويزيد بن خالد بن يزيد الرملي رووا عنه هذا الحديث بقيد يوم الجمعة، وخالفهم أبو النعمان فرواه عن هشيم بقيد ليلة الجمعة عند الدارمي.
وأبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم، وهو ثقة ثبت إلا أنه تغير في آخر عمره.
فتحصل من هذا رجحان رواية قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لا ليلة الجمعة وذلك للأمور الآتية:
1_ كثرة عدد الذين رووا عن هشيم يوم الجمعة.
2_ سلامة كل واحد منهم من الخدش، ما عدى نعيما.
3_ تفرد أبي النعمان برواية ليلة الجمعة.
4_ كونه تغير في آخره ولم يتميز هل رواها الدارمي عنه قبل تغيره أم بعده؟.
5_ ورود أحاديث مرفوعة جاءت بقيد يوم الجمعة، منها حديث عبدالله بن عمر _رضي الله عنهما_ بلفظ قال:
قال رسول الله":
من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه والضياء المقدسي.
قال المنذري: إسناده لا بأس به.
وقال الألباني: إسناده لا بأس به.
وقال الحافظ ابن كثير: إسناده غريب، وفي رفعه نظر، وأحسن أحواله الوقف.
وقال المناوي:
فيه محمد بن خالد تكلم فيه ابن منده وغيره، وقد خفي حاله على المنذري حيث قال في الترغيب: لا بأس به، ويحتمل أنه مشاه لشواهده.
وذكر الإمام ابن القيم من خواص أعمال يوم الجمعة قراءة هذه السورة، فقال ما نصه:
الخاصة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي":
من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء به يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين."
|