وأخرجه الطبراني في الدعاء (ج2ص1122) وابن البناء في فضل التهليل (ص42و43) من طريق عبدالعزيز بن الحصين بن الترجمان عن محمد بن جحادة عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين عن شهر به كذلك، لكن قال عن أبي هريرة بدل أبي ذر، وذكر فيه: «من قال بعد الغداة وبعد المغرب... وكان له بكل واحدة منهن عدل رقبة من ولد إسماعيل».
وإسناده واه فيه عبدالعزيز بن الحصين الترجمان قال عنه النسائي: متروك، وقال البخاري: ليس بالقوي وقال ابن معين: ضعيف، وقال مسلم: ذاهب الحديث.
انظر الميزان للذهبي (ج3ص341) والضعفاء النسائي (ص157) وتاريخ ابن معين (ج4ص266).
وقال الطبراني: وكذا رواه محمد بن جحادة فقال عن أبي هريرة. وخالفه زيد بن أبي أنيسة وغيره فقالوا عن معاذ.
وأخرجه أحمد في المسند (ج4ص227) وابن حجر في نتائج الأفكار (ج2ص307) من طريق همام بن يحيى عن ابن أبي حسين عن شهر عن عبدالرحمن بن غنم مرسلا. وذكر فيه: «من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة الصبح والمغرب» فذكر الحديث نحو ما تقدم.
قال ابن حجر: هكذا أرسله همام... وعبدالرحمن لا تثبت صحبته.
وتابع هماما إسماعيل بن عياش عن ابن أبي حسين وليث عن شهر به، عند عبدالرزاق في المصنف (ج2ص235). لكن إسماعيل ضعيف مخلط في رواية غير أهل بلده الشاميين، وابن أبي حسين مكي. فهي منها.
وأخرجه الفريابي في الذكر كما في نتائج الأفكار لابن حجر (ج2ص306) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين، فخالف الجميع قال: عن شهر حدثني أبو أمامة به. وإسناده ساقط
إسماعيل بن عياش لا يحتج به في غير أهل بلده الشاميين.
وأخرجه أحمد في المسند (ج6ص298) والطبراني في المعجم الكبير (ج23ص339) من طريقين عن عبدالحميد بن بهرام حدثني شهر قال: سمعت أم سلمة تحدث زعمت أن فاطمة جاءت إلى نبي الله (ص)به وفيه: «وإذا صليت الصبح فقولي... الحديث».
قلت: فيتحصل من هذا التفصيل أن الحديث ضعيف مضطرب.
قال الألباني في تمام المنة (ص228) بعدما ذكر الحديث: وقد اضطرب شهر في إسناده ومتنه على ابن غنم: أما الإسناد فمرة يقول: عن ابن غنم مرفوعا.
وابن غنم مختلف في صحبته، فهو مرسل. وهو رواية أحمد (4\227)
ومرة يقول: عنه عن أبي ذر مرفوعا، وهو رواية الترمذي وكذا النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم12).
وتارة يقول: عنه عن معاذ. وهو رواية النسائي (126).
وأخرى يقول: عنه عن فاطمة وهو رواية لأحمد (6\298).
فهذا اضطراب شديد من شهر يدل على ضعفه كما تقدم، ولذلك قال النسائي عقبه: وشهر بن حوشب ضعيف، سئل ابن عون عن حديث شهر؟ فقال: إن شهرا تركوه (أي طعنوا عليه وعابوه)، وكان شعبة سيئ الرأي فيه، وتركه يحيى القطان.
وأما المتن: فتارة يذكر صلاة الفجر دون المغرب، كما في حديث أبي ذر. وتارة يجمع بينهما، كما في حديث ابن غنم المرسل، وحديث فاطمة، وأخرى يذكر العصر مكان المغرب، وذلك في حديث معاذ، وتارة يذكر «يحيى ويميت» وتارة لا يذكرها، وتارة يزيد قبلها «بيده الخير»، وتارة لا يذكرها،
وتارة يذكر: « قبل أن ينصرف ويثني رجليه ». وتارة لا يذكرها. وتارة يضطرب في بيان ثواب ذلك بما لا ضرورة لبيانه الآن. اهـ
قلت: وهذا الاضطراب ذكره الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (ج2ص304و305و306و307و308).
وللحديث شواهد من حديث أبي أمامة وأبي أيوب وأبي هريرة وأبي عياش الزرقي وعمارة بن شبيب وأبي الدرداء.
1– أما حديث أبي أمامة:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج8ص336) والشجري في الأمالي (ج1ص246) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص74) وابن حجر في نتائج الأفكار )ج2ص308) من طريق آدم بن الحكم عن أبي غالب عن
أبي أمامة مرفوعا بلفظ: « من قال في دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد، يحيى ويميت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال».
قلت: وهذا سنده ساقط فيه أبو غالب صاحب أبي أمامة قال عنه ابن سعد: منكر الحديث
وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وضعفه أبو حاتم والنسائي وقال الدارقطني: ثقة، وقال مرة: لا يعتبر به، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
وآدم بن الحكم البصري قال عنه ابن معين: صالح، وفي رواية: لا شيء ، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن أبي حاتم: تغير حفظه انظر تهذيب الكمال للمزي (ج24ص170) ولسان الميزان لابن حجر (ج1ص336) والتقريب له (ص664).
قلت: فمثله حسن في المتابعات والشواهد، ولم أقف هنا على ما يشهد له ويقويه بالتقييد بالمائة في دبر صلاة الغداة.
قلت: فهو منكر بهذا اللفظ.
نعم وقع التقييد بالمائة في الصحيحين والموطأ من حديث أبي هريرة، لكن مطلقا ليس فيه التقييد بصلاة الغداة، ولا الزيادة في الذكر علما أن الحديث ليس فيه شاهد للقيد بعد صلاة الغداة والمغرب بعشر تهليلات كما في الحديث المتقدم. فلا يصح له شاهد.
2- وأما حديث أبي أيوب الأنصاري:
أخرجه ابن حبان في صحيحه (ج3ص236) من طريق علي بن المديني قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبدالله بن يعيش عن أبي أبوب قال: قال رسول الله (ص): « من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بهن عشر حسنات، ومحي بهن عنه عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عتاقة أربع رقاب، وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي، ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح».
قلت: وهذا سنده تالف فيه عبدالله بن يعيش قال عنه الحسيني في الإكمال (ص254): مجهول. وانظر تعجيل المنفعة لابن حجر (ص243).
وذكره ابن حبان في الثقات (ج5ص62). وتوثيق ابن حبان مما لا يوثق به إذا تفرد كما بينه الحافظ ابن حجر في مقدمة لسان الميزان (ج1ص14).
فأورده في الثقات على قاعدته في توثيق المجهولين.
قلت: ولعل أول الحديث يفسر آخره بأن يقال في الصباح والمساء ويؤيده الحديث الآتي.
وأخرجه ابن حبان أيضا في صحيحه (ج3ص236) من طريق علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن عبدالله بن يعيش عن أبي أيوب مرفوعا بلفظ: « من قال دبر صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له... ومن قالهن حين يمسي كان له مثل ذلك حتى يصبح ».
هكذا وقع مطلقا في جميع الصلوات، وفيه أيضا عبدالله بن يعيش وهو مجهول كما تقدم.
وأخرجه أحمد في المسند (ج5ص415) من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي ثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبدالله بن يعيش عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا بلفظ: « من قال إذا صلى الصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كن كعدل أربع رقاب وكتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك ».
قلت: وهذا سنده ساقط أيضا عبدالله بن يعيش وهو مجهول كما تقدم، وسلمة بن الفضل الأبرش قال عنه البخاري: عنده مناكير، وقال علي: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه ، وقال النسائي: ضعيف، وقال
أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف، وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ.
انظر تهذيب الكمال للمزي (ج11ص305) والتهذيب لابن حجر (ج4ص135) والتقريب له (ص248).
قلت: فالحديث منكر وقد تابعه أبو رهم أضراب بن أسيد عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا بلفظ: « من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط الله عنه عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر درجات، وكن له كعشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن، فإن قال حين يمسي فمثل ذلك ».
أخرجه أحمد في المسند (ج5ص420) وابن الجوزي في الحدائق (ج3ص303) من طريق أبي اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رهم به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الألباني في الصحيحة ( ج1ص180): وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات وابن عياش إنما ضعف في روايته عن غير الشاميين، وأما في روايته عنهم فهو صحيح الحديث كما قال البخاري وغيره وهذه منها، فإن صفوانا من ثقاتهم.
قلت: وإن صح الحديث فليس فيه التقييد بصلاة الصبح والمغرب، بل مطلقا في الصباح والمساء. فهو من أذكار الصباح والمساء، فلا يصلح له شاهد للقيد.
|