عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-08-2024, 07:11 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

ـ رواية موسى بن عقبة بسنده عن سالم بن عبد الله بن عمر: حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي (ص)لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي (ص)الوحي فقدمت إلى النبي (ص)سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وان زيدا بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وانزل لها من السماء الماء وانبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له .
وأورد البخاري وابن عبد البر هذه الرواية عن موسى بن عقبة باختلاف في الألفاظ وفي المعنى، وسنأتي إلى بيان هذا الأمر عند مناقشة الروايات غير المباشرة أخبرني سالم انه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله (ص)انه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذاك قبل أن ينزل على رسول الله (ص)الوحي فقدم إليه رسول الله (ص)سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه) "

والرواية الثالثة تثبت أكل النبى(ص) من الطعام المذبوح الأصنام وهى :
3 ـ رواية نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حدثنا يزيد ثنا المسعودي عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله (ص)بمكة هو وزيد بن حارثة فمر زيد بن عمرو بن نفيل فدعوه إلى سفرة لهما، فقال: يا بن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال: قلت: فما رؤي النبي (ص)بعد ذلك أكل شيئا مما ذبح على النصب)

فى الروايات الثلاث السابقة من مع الرسول(ص)هو زيد وهو ما يناقض أنه من كان معه يأكل أبو سفيان بن الحارث وهى :
4 ـ أورد ابن عبد البر رواية عن نوفل بن هشام بن سعيد عن ابيه عن جدة قال ومر بالنبي (ص)ـ يعني زيد بن عمرو بن نفيل ـ ومعه أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سفرة لهما فدعواه إلى الغداء فقال يا بن أخي إني لا آكل ما ذبح على النصب قال فما روى عن النبي (ص)من يومه ذلك يأكل مما ذبح على النصب حتى بعث صلى الله عليه وسلم)

والرواية الخامسة تبين أن النبى(ص) تعلم عدم أكل ذبائح الأصنام من زيد بن عمرو بم نفيل وهى :
5 ـ أوردت مصادر أخرى رواية عن هشام بن عروة وخرج من حديث عبد الله بن محمد بن يحيى بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (ص)سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يعيب أكل ما ذبح لغير الله، فما ذقت شيئا ذبح على النصب حتى أكرمني الله بما أكرمني به من رسالته) ."

وتحدث عن أن الروايات المباشرة هى نفسها الروايات غير المباشرة بألفاظ مختلفة ولكن المضمون واحد
وتجب الشرهانى من تصديق المصادر التراثية لتلك الروايات دون ان تناقشها أو تحللها وأما من عرفوا بكونها شرك فحاولوا تبريرها بأساليب واهية فقال :

"والعجيب في كل هذا ان مصادر المسلمين المعتمدة نقلت هذه الروايات من دون أن تناقشها او تحاول تحليلها، وكأنها متفقة مع الرواة الذين نقلوا هذه الروايات التي نسبت الشرك للرسول (ص)، وحتى من حاول مناقشة هذه الروايات لم يرفضها بصورة مطلقة بل حاول تبريرها او وضع شروح لها لا تتناسب مع المعنى الصريح الذي أشارت إليه، وقد يعود السبب في ذلك ان السند الذي نقلت عنه الروايات كان سندا معتبرا عند هؤلاء والطعن في هذه الروايات يعني عدم دقة رواتها وهم من الرواة المعتبرين في كتب الحديث الإسلامية، الأمر الذي يقود الى التدقيق في الكثير من الروايات الأخرى، لذلك فضل الكثير من الكتاب المسلمين شرح الروايات وتبريرها بدلا من رفضها، والمؤسف في هذا أن هذه الروايات أساءت لشخص النبي (ص) بعد أن نسبت له الشرك أو على أقل تقدير أشركته مع غيره في الذبح للأنصاب، ومن المؤكد أن مكانة النبي (ص) اهم من أي راو مهما كانت منزلته، لذلك فالأولى ان يدافع الكتاب المسلمون عن النبي (ص) ويرفضوا أي اساءة له، بدلا من الدفاع عن أي راو نقل رواية موضوعة لا يؤيدها العقل والمنطق لأسباب عاطفية او تحزب لأسرة او مذهب او جماعة، وهذا الدفاع عن الرسول (ص) ليس دفاعا عاطفيا فقط، بل ان كل الوقائع تبين أن الرسول (ص) كان القمة في التكامل الأخلاقي والعقلي، وهذا ما يخبرنا به الله تعالى في كتابه فيقول: وانك لعلى خلق عظيم) ."
ثم ذكر لنا نماذج من تبريرات الفقهاء فقال :
"ومن نماذج التبريرات التي حاولت الدفاع عن الروايات، ما نقله العيني في كتابه عمدة القاري من آراء للسهيلي والخطابي وهما يدافعان عما جاء في رواية موسى بن عقبة، لكن محاولة العيني هذه ركزت على تفاصيل هذه الرواية فقط دون الخوض في الروايات الأخرى التي تناولت هذا الموضوع: وقال السهيلي: إن قلت كيف وفق زيد ترك اكل ذلك وسيدنا اولى بالفضيلة في الجاهلية لما ثبت من عصمته، قلت: عنه جوابان احدهما انه ليس في الحديث انه (ص)اكل منها وانما فيه ان زيدا لما قدمت له السفرة أبى، وثانيهما ان زيدا إنما فعل ذلك برأي رآه لا بشرع متقدم، وانما تقدم شرع ابراهيم بتحريم الميتة لا بتحريم ما ذبح لغير الله، وإنما نزل تحريم ذلك في الإسلام، وقال الخطابي: امتناع زيد من اكل ما في السفرة انما هو من اجل خوفه ان يكون اللحم الذي فيهما مما ذبح على الأنصاب، وقد كان رسول الله (ص)ايضا لا ياكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لاصنامهم فاما ذبائحهم لمأكلهم فلم نجد في الحديث انه كان يتنزه عنها، وقد كان بين اظهرهم مقيما ولم يذكر انه كان يتميز عنهم الا في اكل الميتة لان قريشا كانوا يتنزهون أيضا في الجاهلية عن اكل الميتة مع انه اباح الله لنا طعام اهل الكتاب والنصارى يذبحون ويشركون في ذلك الله تعالى) ، على الرغم من أن هذه الآراء فيها الكثير من الجوانب الصحيحة، ولاسيما ما يخص ظن زيد في أن اللحم الذي قدم له قد يكون مذبوحا للأصنام، لكن لا يخفى أن الرأيين لم يناقشا القضية الرئيسية التي شكلت اساءة للنبي (ص) وهي اعتقاده بالأنصاب والنحر والتقرب لها، إذ ركزا على مناقشة الرواية الأولى التي أوردها البخاري وغيره عن موسى بن عقبة، وتركا الرواية الثانية التي نقلها البخاري عن نفس الراوي والتي تذكر أن الرسول (ص) هو الذي قدم السفرة لزيد لكنه رفض أن يأكل منها، كذلك تركا بقية الروايات التي أوردتها المصادر الأخرى، والتي أشارت مباشرة وبصراحة إلى أن الرسول كان ينحر للأنصاب خرج رسول الله (ص)وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب فذبحنا له شاة، ثم صنعناها له حتى إذا نضجت جعلناها في سفرتنا) ،
وحتى تبرير السهيلي لما جاء في رواية موسى بن عقبة من أن الرسول (ص) لم يأكل من الطعام الذي في السفرة، فهذا أمر غير مقبول لأنه كان يحمل اللحم في سفرته ـ حسب ما تذكر الرواية الثانية عن عقبة ـ أي إنه ينوي الأكل منها، كذلك فإن قوله بأن زيدا امتنع عن الأكل برأي رآه وليس لهذا الأمر وجود في شرع إبراهيم فهو أمر ظني افتراضي، وهو لا يمكنه الجزم بأن شرع إبراهيم ليس فيه تحريم ما ذبح لغير الله، لأنه لا يعرف عن هذا الأمر كثيرا حسب ما أورده في رأيه المتقدم،
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس