عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-08-2024, 06:31 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,887
إفتراضي

أما الشراح فيوضحون هذه الناحية أيضا، مثلا يقول القاري في المرقاة: الأظهر هو أن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح أن يكونوا عدلا لكتاب الله سبحانه، كما قال تعالى: (يعلمهم الكتاب والحكمة)
وإذا راجعتم الصواعق لوجدتم هذه العبارة بالنص يقول: وفي قوله (ص): «فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» في قوله هذا دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره
فتكون هذه الفقرة الدالة على وجوب التعلم منهم دالة على إمامتهم وتقدمهم على غيرهم وهذه أيضا من دلالات حديث الثقلين"
الميلانى يفهم من النصوص التى نقلها فهما أخر فهو يفهم أنهم يقرون لكل أهل البيت بالإمامة مع أنهم يقرون بإمامة العالم منهم فيقول مثلا القاري في المرقاة: الأظهر هو أن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته"
والغريب أن الميلانى يذكر أسماء كتاب شروح الحديث السنية ولا يذكر لنا النصوص التى فهم منها ما فهمه وننقل منها التالى:
"قال الحكيم : والمراد بعترته هنا العلماء العاملون إذ هم الذين لا يفارقون القرآن أما نحو جاهل وعالم مخلط فأجنبي من هذا المقام وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل فإذا كان العلم النافع في غير عنصرهم لزمنا اتباعه كائنا ما كان ولا يعارض حثه هنا على اتباع عترته حثه في خبر على اتباع قريش لأن الحكم على فرد من أفراد العام بحكم العام لا يوجب قصر العام على ذلك الفرد على الأصح بل فائدته مزيد الاهتمام بشأن ذلك الفرد والتنويه برفعة قدره (تنبيه) قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض"فيض القدير ج3ص20
"زاد في رواية أحدهما أكبر من الآخر ( كتاب الله ) القرآن ( حبل ) أي هو حبل ممدود ما ) زائدة ( بين السماء والأرض ) قيل أراد به عهده وقيل أراد به السبب الموصل لرضاه ( وعترتي ) بمثناة فوقية ( أهل بيتي ) تفصيل بعد إجمال بدلا أو بيانا وهم أصحاب الكساء يعني أن علمتم بالقرآن واهتديتم بهدى عترتي العلماء لم تضلوا ( وإنهما لن يفترقا ) أي الكتاب والعترة ( حتى يردا على الحوض ) الكوثر يوم القيامة وقيل أراد به بعترته العلماء العاملين لأنهم الذين لا يفارقون القرآن أما نحو جاهل وعالم مخلط فلا وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل فكما أن كتاب الله فيه الناسخ والمنسوخ المرتفع الحكم فكذا ترتفع القدوة بالمخذولين منهم "التيسير بشرح الجامع الصغير ج1ص744
والمفهوم هنا أن العترة تطلق على كل عالم سواء كان من أقارب النبى(ص) أو غيرهم
وقد استنتج الرجل ما لا يستنتج وهو العصمة والإمامة فى كل الأزمان فقال:
"وفي قران أهل البيت بالقرآن دلالة على عصمة أهل البيت، وعلى وجود الإمام من أهل البيت في كل زمان، يصلح للإمامة، ولان يكون قدوة للناس، ولان يتعلم منه الناس جميع العلوم الإسلامية وجميع الامور المحتاج إليها، لابد وأن يكون موجودا في كل زمان مادام القرآن موجودا"
فلا يوجد عصمة لأحد من الذنوب لأن الرسول(ص) نفسه ليس معصوما لقوله تعالى " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
والميلانى يقول بوجودهم فى كل الأزمان مع أنه فى زمانه هذا ليس له إمام ومع أنه مذهبه يسمى الاثنا عشرية وقد انتهى زمن أخرهم منذ حوالى ألف عام ولا ندرى كيف يقول بهذا القول
ونجد الميلانى يحدثنا عن أن معنى حديث الثقلين يؤكد على ما أكده حديث غدير خم فيقول:
"المطلب الأول: اقتران حديث الثقلين بأحاديث أخرى
لقد اقترن حديث الثقلين في كثير من ألفاظه وموارده بأحاديث أخرى، تلك الأحاديث هي بدورها من الأدلة المعتبرة على إمامة أمير المؤمنين ففي بعض الألفاظ عن ابن جرير الطبري، وابن أبي عاصم، وأمالي المحاملي الذي هو محدث كبير من المحدثين عند القوم وقد صحح المحاملي هذا الحديث، ويرويه عنهم صاحب كنز العمال: قال رسول الله (ص)، وهو آخذ بيد علي في يوم الغدير: «أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأن الله ورسوله مولاكم ؟» قالوا: بلى، قال: «فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي»
واقتران حديث الثقلين بحديث الغدير المتواتر الدال على إمامة أمير المؤمنين ومجيئهما في سياق واحد، يدل على دلالة حديث الثقلين أيضا على نفس مدلول حديث الغدير، والسياق كما قلنا قرينة يؤخذ بها ما لم يكن في مقابلها نص قاطع، وليس هنا في المقابل نص قاطع يمنعنا من الأخذ بهذا السياق ومن مصادر اقتران الحديثين: المعجم الكبير للطبراني، ومسند ابن راهويه ، والمستدرك ، ونوادر الاصول للحكيم الترمذي ، والاصابة ، وأسد الغابة ، والسيرة الحلبية ولقد اقترن حديث الثقلين بحديث الغدير وحديث المنزلة أيضا، فأصبح ثلاثة أحاديث في سياق واحد، في رواية ابن حجر في كتاب الفتاوي الفقهية وكل منها يدل على إمامة أمير المؤمنين بالاستقلال"
مشكلة الميلانى وغيره من الشيعة والسنة أنهم يتركون كتاب الله ويذهبون للروايات التى تخالف كتاب الله فكل مسلم هو مولى لله ورسوله (ص) كما قال تعالى :
"وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير"
وقال :
" ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا"
فكل الصحابة الذين آمنوا هم أولياء الله وليس واحد منهم
وذكر الميلانى وجود روايات أخرى فقال :
المطلب الثاني: تكرار الوصية بالكتاب والعترة في عدة مواطن
قد ثبت أن النبي (ص) كرر هذه الوصية، أي الوصية بالكتاب والعترة، في موارد عديدة:
المورد الاول: عند انصرافه (ص) من الطائف، وهذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة، وعنه ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة
المورد الثاني: في حجة الوداع، وفي عرفة بالذات، وقد أخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة كما في كنز العمال ، والترمذي في صحيحه ، والطبراني في المعجم الكبير ، وابن الاثير في جامع الاصول ، وغير هؤلاء
المورد الثالث: في يوم غدير خم، وفي الخطبة، وقد أخرج هذا الحديث أحمد في المسند ، الدارمي في السنن ، البيهقي في السنن الكبرى ، وابن كثير في تاريخه ، وغيرهم
المورد الرابع: في مرضه (ص) الذي توفي فيه، قاله وقد امتلات الغرفة أو الحجرة بالناس، أخرجه ابن أبي شيبة ، والبزار، وابن حجر المكي ، وغيرهم وربما يكون هناك موارد أخرى لقول رسول الله (ص): «إني تارك فيكم الثقلين» "
والمفترض أن يذكر الميلانى تلك الروايات التى ذكر الكتب الواردة بها وبمراجعة تلك الكتب فليس هناك روايات أخرى فهى روايات حديث غدير خم المختلفة
وبعد هذا حدثنا الميلانى عن الوحدة الإسلامية فقال :
"المطلب الثالث: مسألة الدعوة إلى الوحدة الإسلامية على ضوء حديث الثقلين
كان جدنا السيد الميلاني يحدثنا عن مبادرة بعض أعلام النجف الاشرف إلى التفاهم والتقارب مع بعض علماء السنة في ذلك الزمان، كان يقول: كنا نقترح عليه وعلى غيره: إن السبيل الصحيح السليم للتقارب بين المذاهب الاسلامية، هو الأخذ بحديث الثقلين، لان المفروض أنه حديث صحيح عند الطرفين إن لم يكن متواترا وهو متواتر قطعا، حديث مقبول عند الطرفين، ودلالته واضحة
فحينئذ إذا كان هناك شيء عن رسول الله نفسه وهو صحيح سندا ودلالته تامة، ويصلح لان يكون جامعا بيننا، لماذا نتركه ونتوجه إلى نظريات واقتراحات ومشاريع أخرى، قد لا تفيدنا ولا نصل عن طريقها إلى الهدف
كان رحمة الله عليه يقول: كنا نصر على هذا المعنى، وكان بعض أعلام النجف الاشرف الذي كان يقود فكرة التقريب له اقتراح آخر
حتى أنه عاد واعترف بأن الطريقة الصحيحة ليست إلا هذه الطريقة، ولا علاج لهذه المشكلة إلا الرجوع إلى هذا الحديث وأمثاله
وتلخص: إن النبي (ص) قد أخبر عن دنو وفاته وقرب رحيله، وأخبر الامة بأنه تارك بينهم أعز الأشياء عنده وأثمن الأشياء وأغلاها عنده، إنه تارك بين الامة القرآن والعترة، حتى لا يضلوا من بعده، وكلمة «لن» تدل على التأبيد، وهذه موجودة في ألفاظ الحديث: «ما إن تمسكتم بهما»، أو «ما إن أخذتم بهما لن تضلوا»ثم إنه (ص) أكد عليهم أنه سيسألهم عند الحوض عن معاملتهم مع الثقلين، وأنهم كيف خلفوه فيهماولعله أراد أن يشير بهذا الموعد والملتقى إلى أن أمير المؤمنين هو الساقي على هذا الحوض، وهو الذي يذود المنافقين عنه وأيضا: لعله كان يريد الاشارة إلى حديث الحوض الشهير الذي قال (ص) كما في الصحاح: «سيرد علي أصحابي وأنهم يذادون عن الحوض وأقول: يا رب هؤلاء أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك»
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس