إذن، رأينا كيف يصدق الحديث القرآن الكريم، وكيف يصدق القرآن الكريم الحديث النبوي الشريف(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
فهذه هي الجهة الاولى فيما يرتبط بألفاظ حديث الثقلين، وأنه كيف نستكشف الإمامة والخلافة من نفس الألفاظ، بغض النظر عن ذلك اللفظ الذي هو نص صريح بالخلافة بعد رسول الله "
الرجل هنا يخرف فيقول باتفاق القرآن مع الحديث برواياته المتناقضة ولا نعرف كيف يصدق القوم أنفسهم فحتى لو قلنا أن العترة هم أهل البيت فهو كلام لا يتفق مع أن الرجل ليس ذرية رجال كما قال تعالى "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
فحتى لو اعتبرنا أهل البيت لسن النساء زوجاته فستقابلنا معضلة أن الرجل لديه أربع بنات واحدة أنجبت بنت هى إمامة وواحدة أنجبت ابن هو أبان بن عثمان وفاطمة أنجبت ثلاثا فما هو المميز فى فاطمة عن باقى البنات ؟
وإذا اعتبرنا على من أهل البيت فستقابلنا معضلة أخرى وهى انه انجب من فاطمة ومن غير فاطمة فهل نعتبر الأولاد أولادهم كلهم سواء أم لا؟
وإذا اعتبرنا أولاد فاطمة فقط فلماذا خص الحسن والحسين دون البنات؟
فى كل الأحوال هناك مشاكل لا يمكن الخروج منها بجعل فاطمة وعلى هم المقصودين كما ان هناك مصيبة لا يلتفت إليها القوم وهى أن على أخو محمد (ص)كهارون (ص)وموسى(ص) ومن ثم لا يجوز له زواج ابنة أخيه كما أنه فى مستوى واحد وهو أنهما أبناء عمومة ومن ثم فعلى يعتبر أحد أعمام فاطمة
ثم تناول الميلانى الجهة الثانية عنده فقال :
"الجهة الثانية
رواة حديث الثقلين:
إن رواة حديث الثقلين من الصحابة هم أكثر من ثلاثين شخص، على رأسهم:
1 أمير المؤمنين
2 الإمام الحسن السبط
3 أبو ذر الغفاري
4 سلمان الفارسي
5 جابر بن عبدالله الانصاري
6 أبو الهيثم ابن التيهان
7 حذيفة بن اليمان
8 حذيفة بن أسيد أبو شريحة أو سريحة
9 أبو سعيد الخدري
--- الصفحة 18 ---
10 خزيمة بن ثابت
11 زيد بن ثابت
12 عبد الرحمن بن عوف
13 طلحة
14 أبو هريرة
15 سعد بن أبي وقاص
16 أبو أيوب الانصاري
17 عمرو بن العاص
وغير هؤلاء من الصحابة
18 فاطمة الزهراء بضعة الرسول صلوات الله عليها
19 أم سلمة أم المؤمنين
20 أم هاني أخت الإمام أمير المؤمنين
ورواة الحديث من مشاهير الأئمة في مختلف القرون يبلغون المئات، وسأذكر أسامي خمسين رجلا منهم، وهؤلاء أشهر مشاهيرهم عبر القرون المختلفة:
1 سعيد بن مسروق الثوري
2 سليمان بن مهران الأعمش
3 محمد بن إسحاق، صاحب السيرة
4 محمد بن سعد، صاحب الطبقات
5 أبو بكر ابن أبي شيبة، صاحب المصنف
6 ابن راهويه، صاحب المسند
7 أحمد بن حنبل، صاحب المسند
8 ....
43 المتقي الهندي، صاحب كنز العمال
44 علي القاري الهروي، صاحب المرقاة في شرح المشكاة
45 المناوي، شارح الجامع الصغير
46 الحلبي، صاحب السيرة
47 دحلان، صاحب السيرة
48 منصور علي ناصف، صاحب التاج الجامع للاصول
49 النبهاني، صاحب المؤلفات
50 المبارك پوري، شارح صحيح الترمذي
هؤلاء خمسون نفر، وهذا العدد عشر رواة حديث الثقلين من أعلام أهل السنة في القرون المختلفة "
يذكرنى الميلانى هنا فى كلامه هنا عن العدد بكون الصحة تكون بكثرة العدد وهو كلام يناقض أن صحة الكلام تكون بالبراهين وليس بالعدد والقرآن يعتبر الكثرة العددية على ضلال كما فى قوله تعالى " ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
وقوله "ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
ولو اعتبرنا الكثرة العددية دليل صحة فهذا معناه أن دين الله هو دين باطل لأن دين كالنصرانية أكثر أعدادا ودين كالطاوية كذلك
وفى الجهة الثالثة استدل الميلانى بأقوال أهل السنة فى وجوب الانقياد للعترة فقال :
"الجهة الثالثة
دلالات حديث الثقلين:
قد عرفتم بنحو الاجمال دلالة حديث الثقلين على الإمامة في نفس البحث حول ألفاظه فقط، فكان الحديث في بعض ألفاظه نصا على إمامة وخلافة علي أمير المؤمنين ، وهو في ألفاظه الاخرى كلفظ «التمسك» ولفظ «الأخذ» ولفظ «الاتباع» و «الاعتصام» ونحو ذلك يدل على الإمامة والخلافة بالدلالة الالتزامية، من حيث أن هذه الألفاظ تدل على وجوب «الاتباع» و «الانقياد» و«الاطاعة المطلقة»، وهناك ملازمة بين «الاطاعة المطلقة» وبين «الإمامة» و«الخلافة»وإن كنتم في شك فارجعوا إلى شراح الحديث، بإمكانكم أن ترجعوا إلى فيض القدير في شرح جامع الصغير، وإلى المرقاة في شرح المشكاة، وإلى نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض، وإلى شرح المواهب اللدنية، والسراج المنير في شرح الجامع الصغير، وحتى إذا ترجعون إلى الصواعق المحرقة، إلى كتاب جواهر العقدين، وإلى أمثال هذه الكتب، لكي تروا كيف يشرحون حديث الثقلين وينصون على أن هذا الحديث حث وأمر من رسول الله (ص) بالاهتداء بهدي أهل البيت، بالتعلم من أهل البيت، بالاقتداء بأهل البيت:
يقول المناوي: في هذا الحديث تصريح بأنهما أي القرآن والعترة كتوأمين خلفهما وأوصى أمته بحسن معاملتهما، وإيثار حقهما على أنفسهم، والاستمساك بهما في الدين ويقول القاري في شرح الحديث: معنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم ويقول الزرقاني المالكي وهو أيضا محقق في الحديث يقول: وأكد تلك الوصية وقواها بقوله: فانظروا بم تخلفوني فيهما بعد وفاتي، هل تتبعونهما فتسروني أو لا فتسيئوني ويقول ابن حجر المكي: حث (ص) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم وحينئذ، يكون من دلالات حديث الثقلين: أعلمية أهل البيت من غيرهم، والاعلمية المطلقة، وهي تستلزم أفضليتهم، والافضلية مستلزمة للامامة، كما سنقرأ إن شاء الله تعالى ونحقق هذا الموضوع إذن، كل الصحابة كانوا مأمورين بالرجوع إلى أهل البيت، والاقتداء بهم، والتعلم منهم، وإطاعتهم والانقياد لهم
ومن هنا، فقد جاء في بعض ألفاظ حديث الثقلين كما هو عند الطبراني ، وفي مجمع الزوائد ، وعند ابن الاثير في أسد الغابة ، وأيضا في الصواعق المحرقة قال رسول الله بعد: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما» قال: «فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم»، ففي نفس حديث الثقلين توجد هذه الفقرة في رواية القوم
|