عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-08-2024, 12:41 PM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,887
إفتراضي

وتحدث عن أضرار المزاح الباطل فقال :
"أما مفاسد المزاح فكثيرة من أعظم المفاسد :
.1تعدي حدود المولى ( جل وعلا ) : نعم المزاح إذا فرط فيه تعدى به الشخص حدود الله تعالى وانتهكت الحرمات وسخر من الدين وهذا كله محرم كذلك .
.2ذهاب الهيبة : هذه مفسدة من مفاسد المزاح الناس دائما يتوجهون بالاحترام إلى الشخص الذي يعرفون فيه الجد والوقار والسكينة ومن جانب آخر الناس ينظرون نظرة استقلال أي قلة واستحقار لأولئك الأشخاص الذين لا يعرفون إلا العبث في حياتهم ولا يتوجهون إلا إلى الهزل ، فالشخص الذي يعرف بكثرة ضحكه وكثرة مزاحه نجد أن الناس أصلا لا يلتفتون إليه في معاني الأمور التي يطلبونها بل يكون معهم من سخط المتاع ، ولذلك تجد بعض العبارات من بعض الأشخاص اتجاه أولئك الذين رضوا بأن يجعلوا أنفسهم في تلك المنزلة يقول الواحد منهم : هيا مع فلان يضحكنا وإلا قوم مع فلان نسمع نكتتين فيقصد لماذا ؟ للهزل - مثل الآلة التي يطلب منها عمل معين ثم تنتهي الفائدة منها بعد أن يتحصل على ما أريد تحقيقه من العمل - وهكذا بعض الأشخاص فالمزاح يذهب الهيبة للشخص الذي يمازح كثيرا ويتخذ ذلك مذهبا تنحط هيبته عند الناس وتقل ثقتهم به تبعا لذلك .
.3موت القلب : لأن المزاح في الغالب يجر إلى الضحك وكثرة الضحك تميت القلب هذه بعض المفاسد التي تترتب على المزاح . ... ... ... ... ... ..."
وتحدث عن حكم المزاح فى الإسلام مبينا أن بعضه مباح وبعضه محرم فقال :
"المحور الثالث : حكم المزاح :
على كل حال المزاح لا يخلو من حالتين :
.1إما أن يكون مزاحا معتدلا :
يحسن به القصد وتتوجه النية بفعله إلى الخير ثم يكون منضبطا بالضوابط الشرعية التي سوف نبينها وهذا مزاح مباح قد فعله رسول الله ( (ص)) لأجل تحقيق مصالح ذكرنا بعضها .
ونوع آخر أوحال أخرى يكون فيها المزاح منهي عنه

.2وذلك حينما يكون مزاحا مفرطا :
بحيث أنه تنتهك به الحدود ولا تراعى فيه الضوابط الشرعية ويكثر منه أيضا فهذا مزاح منهي عنه . وعلى كل حال سوف تبين هذه الأمور بعد أن نعرض شيئا من المزاح النبوي ومزاح الصالحين ونعرض كذلك شيئا من مزاح العابثين ثم نذكر الضوابط الشرعية للمزاح ."
وعرض الباحث فى المحور الرابع بعض ما روى من المزاح المباح عن النبى(ص) ومن معه فقال ذاكرا بعض تلك المواقف :
"المحور الرابع : صور من المزاح النبوي :
والآن آن لنا أن نعرج إلى سماء البهاء والصفاء ، آن لنا أن نرتقي إلى القدوة والمثل الأعلى الذي أكرمنا الله تعالى به " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ".
كيف كان تعامل رسول الله (ص) مع مسألة المزاح ؟ هل كان (ص)مزاحا ؟ حاشاه وإنما كان عليه أفضل الصلاة والسلام يمزح في النادر من أحواله ، ويكون مزاحا بهدف نبيل ويكون مزاحه منضبطا بالضوابط الشرعية ، فرسول الله (ص) قدوة في هذا الأمر ، وليت المسلمين يقتدون برسول الله (ص)في هذا الأمر وفي غيره من الأمور إذا لحسنت حالهم ولصلح أمرهم . كان رسول الله (ص) يمازح أتباعه نعم وكانوا يعرفون ذلك منه ، وكانوا يقولون له (ص) والله يا رسول الله إنك لتداعبنا فيقول: نعم ولكن لا أقول إلا حقا .
ومما ورد عنه (ص) في هذا المقام ما ورد عن أنس أن رسول الله (ص) كان يناديه فيقول له : يا ذا الأذنين تعال يا ذا الأذنين وهو فعلا فيه أو يحمل أذنين ، كان (ص)يداعبه بذلك .
وقد ورد عن أنس أنه قال : بأن رسول الله (ص) يداعب أخا صغيرا له يسمى أبا عمير ، كان أبوعمير هذا يحمل طائرا صغيرا في يده يلعب به ، فكان رسول الله (ص)كلما لقيه داعبه قائلا له : يا أبا عمير ما فعل النغير يعني (ص)الطائر الصغير الذي كان يحمله ."
ورواية أبو عمير لا يمكن أن تكون صحيحة لأنها تعلم الطفل تعذيب الطيور حتى من كثرة جره بالقوة مات ومن ثم ليست هذه الرواية فى المزاج وإنما باطلة
وأما الرواية الثالثة فهى :
"وورد عنه (ص) أن رجلا جاءه يستحمله يعني يطلب منه أن يعطيه راحلة لأجل أن يركبها فقال (ص): أحملك على ولد الناقة . فتعجب الرجل وقال : سبحان الله يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة ؟ فيقول (ص): وهل تلد الإبل إلا النوق ؟ أو كما قال (ص).
ويروى أنه (ص)جاءته في يوم من الأيام امرأة تقول له : إن زوجي يدعوك . فقال لها (ص)ممازحا: من زوجك ؟ الذي في عينيه بياض ، قالت : والله يا رسول الله ما في عينيه بياض .
قال لها : في عينيه بياض فإرتاعت المرأة وذهبت إلى زوجها تفتش عينيه ، وقال لها: ما بك ؟ فقالت : قال رسول الله حينما أخبرته بأنك تدعوه من زوجك الذي في عينيه بياض ؟ فقلت له : ما عهدت أن في عينيه بياضا ، فقال لها الرجل : أو ما تعلمين بأن كل عين فيها بياض وسواد .
وورد أنه (ص)جاءته في يوم من الأيام امرأة عجوز تسأله أن يدعو الله لها بأن يدخلها الجنة فقال لها (ص) لا تدخل الجنة عجوز . فمضت العجوز تولول وتبكي فأرسل إليها- (ص) من يخبرها بأن الجنة لا تدخلها عجوز وإنما يكن( أبكارا عربا أترابا ) .
وورد عن عوف بن مالك ( رضي الله تعالى عنه ) أنه قال : جئت رسول الله (ص) في تبوك وقد نصبت له قبة من جلد كانت قبة صغيرة ، فاستأذنت على رسول الله (ص)فقال : أدخل ، قلت : يا رسول الله أأدخل كلي -لأنها لا تسع كلي أدخل وإلا أدخل رأسي بس - فقال له (ص) : أدخل كلك يعني أدخل بأكملك.
وورد أنه عليه الصلاة والسلام كان يأتيه رجل في البادية اسمه زاهر وكان رسول الله (ص)يحبه وكان يقول : زاهر باديتنا ونحن حاضرته . جاءه (ص)في يوم من الأيام وكان زاهر يبيع متاعا في السوق فجاءه (ص)من خلفه واعتنقه وقال : من يشتري العبد ؟ وكان ذميم الخلقة من يشتري العبد ؟ وزاهر يريد أن يلتفت ولا يعرف هذا الذي احتضنه فحينما علم أنه رسول الله (ص) تحرى أن يلصق ظهره في صدر النبي - (ص)- ثم قال : والله يا رسول الله إذا تجدني كاسدا ( أي من يشتريني أنا ) فقال له (ص) : ولكنك عند الله لست بكاسد .أو كما قال (ص)فمازحه قائلا من يشتري العبد وهوعبد لله على كل حال.
هذه بعض الصور من مزاح النبي (ص)وإنكم لترون بأنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان لا يقول إلا حقا في مزاحه وكان يتحرى بمزاحه تطييب النفوس وجلب الأفئدة إليه (ص)وهكذا فليكن المزاح ."
بالقطع هذا الصور العديد منها مباح ولكن هل حدثت أم لا ولكن ما أعرفه هو أن أى مزاح أدى إلى ارتياع أى خوف وحيرة يكون محرما
وفى المحور التالى ذكر لنا حكايات مضحكة من بطون الكتب وقطعا فى الغالب لا أصل لها لأن تاريخنا ككل تواريخ العالم كذب ولكن تبقى الفائدة من الحكاية هل هى حلال أم حرم فى أفعال أهلها
قال الرجل :
المحور الخامس : صور من مزاح الصالحين :
فالصالحون كانوا يتمازحون أيضا ، ولكن كان مزاحهم منضبطا ، فليس هنالك تعد لحدود الله ، وليس هناك انتهاك لحرمات الله تعالى ، وهم أفضل من فهم الدين عن رسول الله (ص)- ورد أن صحابة الرسول (ص) في بعض الأخبار أنهم كانوا يتقاذفون فيما بينهم بالبطيخ تمازحا ،ولكن في ساعة الجد يكونوا كالجبال الشماء .
وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة ( رضوان الله تعالى عليها ) أنها قالت : أنها صنعت في يوم من الأيام طعاما وكان معها رسول الله- (ص) وسودة ( رضوان الله تعالى عليها ) أم المؤمنين وكانت سودة لا تحب ذلك الطعام فقالت لها عائشة وكانت تحبها كلي . فقالت لها : لا أحبه . قالت لها : كلي وإلا لطخت وجهك به ، فقالت : ما أنا بباغيه قالت عائشة فتناولت شيئا من ذلك الطعام ولطخت به وجهها ، ورسول الله (ص) ينظر ثم خفض رسول الله (ص)لها ركبته وطلب منها أن تفعل بعائشة كمثل ما فعلت بها . قالت: فتناولت شيئا منه ولطخت به وجهها ."

الروايتان كاذبتان لكون أحداثهما نوع من الإسراف فى تضييع القوت الذى خلقه الله برميه وقذفه على الأرض أو تلطيخ الجلود والملابس به وفى تحريم الاسراف وهو التبذير قال تعالى :
" ولا تبذر تبذيرا "

ومن ثم تلك الحكايات لم تقع
ثم قال الرجل :
"وقد ورد عن أحد التابعين بأنه دخل في يوم من الأيام في مكان للاغتسال فرأى أحد أصحابه وهو عار من غير إزار فأغمض عينيه ودخل فلما دخل صاحبه قال له : منذ متى أصابك العمى يا فلان ؟ فقال له : منذ أن هتكت سترك .
ويروى أن بعض الصالحين أو اثنان منهم زارا صديقا لهما وكان صالحا ووضع له خبز شعير وملح جريشا ، فقال أحدهم : لو كان مع هذا الملح زعتر لكان أفضل فأحضره لنا وصاحب البيت ليس معه زعتر فرهن الإناء الذي يتوضأ منه ؛ لأجل أن يشتري لهما زعترا ، واشترى الزعتر وجاء به ووضعه لهما وبعد أن انتهى صاحباه من الأكل قال طالب الزعتر : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا ، قال له : لو كنت قانعا بما رزقك لما كانت مطهرتي مرهونة وهو مازحا .

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس