عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2024, 07:42 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

هذا عن العنصر الأول، ونظرا إلى ضيق الوقت حسبما يتبين أحاول أن أختصر في بقية العناصر."
وتحدث عن العنصر الثانى مركزا على أسماه الطب النبوى فالنبى(ص) لم يكن طبيبا جسديا ولا الوحى نزل عليه بالطب وإنما نزل عليه بأحكام التعاملات فقال :
"العنصر الثاني: عن الأطباء المسلمين وما ساهموا به في مجال الطب.
نحن نرى أولا وقبل كل شيء أن رأس الأطباء إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأحاديث النبوية حافلة بالطب النبوي، وفيها من الإعجاز العجب العجاب. حديث الذبابة تنكر له من تنكر ولكن تجلى بعد ذلك أن الحديث معجز، وقد شرح إعجازه نقلا عما قاله الأطباء الأستاذ سعيد حوى في كتابه ( الرسول (ص)). وكذلك نجد أن الحديث النبوي الشريف يدل على أن الحمى من فيح جهنم، وأن علاجها بإبرادها بالماء، وهذا مما وقعت فيه بنفسي، فقد مرت علي فترة أصبت فيها بحمى شديدة، وكنت أحس ببرد شديد، ولما دخل علي الطبيب بدلا من أن يوافق على أن أبقى تحت الدثار أزال الدثار عني، وجاء بالماء البارد وصبه علي، فكان في ذلك علاجا لهذه الحمى، وأيقنت إعجاز هذا الحديث الشريف، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي تدل على أن النبي (ص)كان على رأس الأطباء. على أن هذه المهارة الطبية لم تكن بدراسة عند أطباء، ولم تكن أيضا بممارسة، إذ لم يكن النبي (ص) بنفسه يمارس المهنة الطبية، وإنما ذلك بإعلام الله تبارك وتعالى إياه " إن هو الا وحي يوحى * علمه شديد القوى * ".

وعلى أي حال نحن نرى لو أن المسلمين وقفوا عند إرشاد الأحاديث النبوية إلى الأمور الطبية لكان في ذلك قطعوا شوطا بعيدا، ولكن كما ذكرنا اغتروا ببعض ما قاله الأطباء الآخرون، فلذلك سرى إلى كتبهم ما سرى من الأوهام، وأثر ذلك حتى على كتابات المفسرين كما ذكروه في تفسير سورة البقرة في تفسير قول الله تبارك وتعالى: " ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما " فقالوا بأن المنافع هي هذه المنافع المذكورة، مع أن ما ذكر ليس بمنفعة قط، وإنما كانت المنافع منافع مادية بحتة، وهي ضرر أكثر منها منفعة، فلذلك ألغاها الإسلام ولم يعتبرها. "
قطعا معظم ما ينسب للنبى (ص) من أقوال فى الطب هو كذب عليه فحديث كون الحمى من فيخ جهنم كذب لتعارضه مع كتاب الله والخطأ فيه أن الحمى من النار ويخالف هذا أن الحمى فى الدنيا وأما النار ففى الغيب فكيف يكون شىء غيبى فى عالم الشهادة أليس هذا جنونا ؟
كما أن الحمى لو كانت من النار لكانت نار الحر فى الدنيا تساوى حر نار جهنم ولكن الحادث هو أن نار جهنم أشد حرا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون"
وحديث الذبابة لا يمكن اثباته تجريبيا ففى تجارب متعددة لى مع الشاى الذى يسقط فيه الذباب مرات أصبت بمغص وإسهال ومرات لم أصب بشىء ومن ثم يجب استبعاد هذا الطب المنسوب كذبا إلى النبى(ص) ولو صح بعض منه فهو نتيجة الطب الشعبى السائد فى بيئته كما الحال مع الطب البدوى الحالى وغيره
وتحدث عن كتب طبية وأطباء فقال :
"ومع هذا فإن للمسلمين إسهاما في علم الطب، وحسبنا أن ( القانون ) لابن سينا كان إلى عهد قريب مرجعا للأطباء في أوروبا ، وكذلك ما كتبه الفخر الرازي، وما كتبه ابن رشد، وما كتبه غيرهم من الأطباء.
ونحن عندما ننظر أيضا إلى التأريخ العماني نجد أن هنا الكثير من الأطباء المهرة، وحسبنا عندما ننظر إلى الأطباء من أسرة ابن هاشم، فقد تسلسل فيهم الطب جيلا بعد جيل، ودام الطب في هذه الأسرة أكثر من قرنين من الزمن، كان فيهم الأطباء المهرة. ومن العجيب أنه في تلكم المرحلة المبكرة استطاعوا أن يشخصوا كثيرا من طبيعة العين الغامضة، فرسموا العين، ووضحوا كيف علاقة شؤون العين بالجسم توضيحا عجيبا، كان ذلك في مرحلة مبكرة؛ وأحدهم قام بعملية لأحد من الناس نطحه ثور فأخرج أمعاءه، فرد الطبيب هذه الأمعاء إلى باطنه وشك جلده وعادت كما كانت وعادت الصحة إليه. وكان لهم اتصال بأطباء فارس في ذلك الوقت، كانوا يراسلون أطباء فارس ويتبادلون بينهم المعلومات."

وتحدث عن أهمية وجود الطبيبة المسلم والطبيبة المسلمة فى مجتمعاتهم حفاظ على عورات المسلمين واسرار بيوتهم فقال :
"العنصر الثالث: أهمية وجود الطبيب والطبيبة المسلم والمسلمة
أي أهمية وجود الطبيب المسلم والطبيبة المسلمة

نعم..المسلم لا يطمئن إلى أحد طمأنينته إلى من شاركه في العقيدة، ووثق بدينه وأمانته، ولربما قال الطبيب المسلم: ما بك من مرض يقتضي أن تستمر على الإفطار ولا تصوم شهر رمضان...وهنا عندما يتمكن من مراجعة الطبيب المسلم الذي يثق بدينه وأمانته لا ريب أن إقدامه على ذلك يكون إقداما على بينة من الأمر وبصيرة، فلذلك كانت الضرورة داعية إلى الطبيب المسلم. أما بالنسبة إلى الطبيبة المسلمة فإن المرأة يجب أن تصون نفسها، والنص القرآني يأمر المرأة أن لا تبدي زينتها إلا لطائفة من الرجال، ثم بعد ذلك قال: " أو نسائهن " أي النساء المؤمنات؛ ومعنى ذلك أن المرأة عليها أن تستر نفسها عند غير المسلمة، أو عند الفاسقة ولو كانت منتسبة إلى الإسلام، لعدم أمن غير المسلمة والفاسقة من المسلمات أن تحدث بما تخبئه المرأة ولا تحب أن يتحدث عنه من محاسنها، فلذلك كان صون المرأة أمرا ضروريا، ومن هنا تأتي ضرورة وجود الطبيبات المسلمات اللواتي يقمن بالاكتشاف على أمراض النساء ويعالجن النساء."
وفى العنصر التالى تحدث عن أن دراسة الطب تثبت الإيمان بالله ولا تؤدى للإلحاد فقال :
"والعنصر الرابع: أن دراسة الطب لا تتعارض مع الدين الإسلامي..
وكيف تتعارض دراسة الطب مع الدين، مع أن الدين هو الذي يحث على العلاج ويأمر به، وهذه الدراسة تؤدي إلى قوة هذا الدين ورسوخه، ورسوخ معتقداته في النفس؟! فكيف مع هذا يقال بأن هذه الدراسة تتصادم مع الدين؟!

لا ريب أن هذه الدراسة تقوي جانب الدين. على أن المؤمن القوي كما ذكرنا حسبما جاء في الحديث الشريف خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والقوة كما تكون قوة مادية تكون أيضا قوة معنوية، فالخبير لا ريب أنه قوي، العالم بالشيء هو اقوى من الجاهل به، فالطبيب العالم هو اقوى ممن يجهل الطب، فإذن هو خير وأحب إلى الله ممن يجهل الطب من هذه الناحية. على أن الأمة المسلمة مطالبة بأن تكون أمة مستقلة في شؤونها، عليها أن تسعى إلى استقلالها حتى لا تفتقر إلى غيرها في شيء، ومنهج الرسول (ص)في تربية الأمة دل على ذلك؛ فهو عندما هاجر إلى المدينة المنورة وكانت الناحية الاقتصادية في أيدي اليهود، حرص على أن تكون للمسلمين سوق، وأن تكون تجارة مستقلة للمسلمين حتى لا يقعوا تحت تأثير اليهود. وهكذا كل مجال من المجالات ينبغي للمسلمين أن يكونوا مستقلين فيه لا يحتاجون إلى عدوهم، ومن بين هذه المجالات التي يفرض فيها الاستقلال لهذه الأمة الطب، فكم هي منفعة الأمة عندما يكون فيها الأطباء المهرة، وعندما يكونون غير محتاجين إلى مهارة غيرهم في الطب! مع ما ذكرناه من أن الطب قربة إلى الله تبارك وتعالى، لأن الطبيب المسلم الذي هوموصول بالله تعالى بحبل الإيمان يحرص دائما أن تكون أعماله قربة إلى الله، ومن بين هذه الأعمال ما يقوم به من علاج، فهو عبادة يتقرب بها إلى الله ينوي به طاعة أمره، والله تبارك وتعالى يقول: " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "، جعل للنفس البشرية هذه الحرمات العظيمة بحيث يكون من أحياها كمن أحيا الناس جميعا، أوليس ذلك دليلا على عظم شأن الطب، ورفعة قدر الطبيب وعظم أجره الذي يناله من الله سبحانه وتعالى عندما يخلص لله تعالى عمله، وينضبط عمله بضوابط الشريعة الإسلامية بحيث لا يتجاوز حدود الله؟!"
وتحدث عن أن الطبيب المسلم نتيجة أحكام دينه يتمتع بمميزات ليست فى غيره فقال :
"العنصر الخامس: صفات الطبيب المسلم وما يميزه عن غير المسلمين..
نعم..الطبيب المسلم يمتاز بما يجب أن يمتاز به المسلمون، ومن بين هذه المزايا الصدق في الحديث، والأمانة في المعاملة، وغض البصر، وضبط النفس،والحرص على الإخلاص لله تبارك وتعالى في كل التصرفات وفي كل الأعمال، وجعل هذا العمل الذي يعمله قربانا يتقرب به إلى الله عز وجل، مع الرحمة والشفقة فإن ذلك من صفات المؤمن، والله تعالى قد كتب الرحمة على كل شيء، ولذلك يؤمر المسلم أن يكون رحيما حتى في مقاتلته لعدوه، ( فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة )..."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس