عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-07-2024, 06:25 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,939
إفتراضي

الغريب أنه رغم الانتقادات السابقة للرواية إلا أنهم ناقضوا أنفسهم وجعلوها موثوقة فقالوا :
"وموثوقية هذه الرواية مؤكدة بشكل ملفت للنظر من قبل طرف غير متوقع تقريبا"ص17
وهنا نجد الظلم بين فهما يقولان بكذب رواية المصدر لاستحالتها ومع هذا يؤكدان أنه رواية موثوقة مؤكدة
ونجد أنهما يعتمدان أدلة واهية باعترافهما فى القول التالى :
" فى الموضع الثانى فإن دليلا قاصرا كالذى لدينا والذى يتعلق بالسمات ذات الصلة الهاجرية" ص54
كما نجد انهما يعتمدان وثائق متناقضة فهناك وثيقة تؤكد معرفة محمد (ص) بتاريخ موسى(ص)معرفة يقينية وهناك وثيقة أخرى تؤكد ان معرفته به سطحية وفى هذا قالا :
" تبدل التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز فى الصيغ المتقابلة لعلاقة موسى بمحمد والتى يقدمها لنا تاريخان أرمنيان فالبنسبة لسيبيوس الأبكر تاريخا يبدو أن محمدا مطلع جيدا على قصة موسى فى حين يرى صموئيل الآبى ألأكثر تأخرا أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل "ص32
قطعا لا يمكن أن يكون المصدران موثوقان عند التناقض
تناقض مصادر الكفار :
من بين الوثائق التى اعتمدا عليها المؤلفان وثيقة تسمى عقيدة يعقوب وفيها قالا ناقلين إياها:
"وفى احدى نقاط الجدل يشار إلى حوادث تجرى آنئذ فى فلسطين وذلك على شكل رسالة من يهودى فلسطينى اسمه إبراهيم:
"لقد ظهر نبى كاذب بين السرسنيين إنهم يقولون إن النبى الذى ظهر مقبل مع السرسنيين وهو يعلن عن قدوم الممسوح الذى سيأتى فذهبت أنا إبراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وأحلت إليه المسألة وسألته ما رأيك أيها السيد والمعلم بالنبى الذى ظهر بين السرسنيين أجاب وهو يتأوه للغاية إنه دجال وهل يأتى الأنبياء بسيف ومركبة حربية إن هذه الأحداث اليوم هى حقا هى أعمال فوضى لكن اذهب يا سيد ابراهيم واستعلم عن النبى الذى ظهر وهكذا قمت أنا إبراهيم بتحرياتى وأخبرنى أولئك الذين التقوه ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عن النبى المزعوم سوى إراقة الدماء إما ما تقوله حول امتلاكه مفاتيح الجنة فهو أمر غير قابل للتصديق"ص9
لم يناقش المؤلفان الوثيقة وصدقاها رغم أنها كلام دون لقاء ودون معايشة فإبراهيم كاتب الرسالة سأل رجل عالم عجوز عن الإسلام فأجابه أنه دين حربى أو بألفاظ اليوم إرهابى وطلب منه الاستعلام عن الدين فماذا فعل إبراهيم ؟
لقد قابل بعض الناس الذيم زعموا أنهم قابلوا محمد(ص) فقالوا له عنه أنه رجل قاتل
أين الدليل لا يوجد دليل فلم يقابل إبراهيم(ص) الكاتب خاتم النبيين لا هو ولا أصحابه واكتفى بالعنعنة وهو كلام الروايات
والغريب أن من التقوا النبى الخاتم(ص) عادوا سالمين مع أنه رجل سفاح سافك للدماء كما يقولون
وأما نص المطران سيبوس فقد قالا عنه :
"رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلمهم كيف يعرفون إله إبراهيم لأنه كان مطلعا على قصة موسى وملما بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد فى ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحى الذى كشف ذاته لأبيهم إبراهيم بعد أن هجروا عباداتهم حرم عليهم مهميت أكل أى حيوان ميت شرب الخمر الكذب أو الزنى لكنه أضاف لقد وعد الله بهذه الأرض لإبراهيم ونسله من بعده إلى الأبد لقد عمل بحسب وعده حين أحب إسرائيل .... وجاء كل من بقى من شعوب بنى إسرائيل لينضم إليهم حتى شكلوا جيشا عظيما ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطوار اليونان ليقولوا لقد أعطى الله هذه الأرض إرثا لأبينا إبراهيم ونسله من بعده ونحن أبناء إبراهيم وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية تخل عنها بسلام وسوف لن نغزو بلادك وإلا فسوف نسترد ما أخذت ونزيد عليه "ص16
لم يناقش المؤلفان الرواية بما فيها من أخطاء منها وجود امبراطور يونانى فالمعروف أنه امبراطور بيزنطى أو رومى وأن مقر حكمه لم يكن فى اليونان وإنما فى القسطنطينية والامبراطورية كانت تمتد شرقا أكثر من غربا بكثير ومنها دخول يهود المنطقة كلهم الإسلام ودخولهم فى جيوش المسلمين
والغريب فى الرواية رغمها أنها رواية معادية للإسلام أن المؤلفين لم يصدقاها فى وجود محمد(ص) تاريخيا حيث يعترف سيبوس بوجود مهمين وهو محمد(ص) وهو ما نفاها المؤلفان بأن محمد شخصية لا وجود لها وأن الإسلام تم اختراعه فى القرن الثامن على يد الأمويين وأهمهم عبد الملك بن مروان وفى نفيهما لوجود محمد(ص) والقرآن فى القرن المعروف وهو السابع قالا :
" لا توجد أية إشارة تدل على وجود القرآن قبل نهاية القرن السابع "ص34
وقالا :
" وصار الدين الجديد واثقا كفاية الآن عموما فى بعده عن أصوله اليهودية بحيث يواجه اليهودية على أرضها الوطنية حين بنى عبد الملك القبة التى أذاع فيها رسالة محمد النبوية وضعها على صخرة الهيكل بالذات"ص34
ونجد المؤلفين يقبلان نصين متعارضين عن معرفة محمد(ص) بموسى فأحدهما يصفه بالمعرفة المتأكدة والثانى يصفه بالمعرفة السطحية وهو قولهما :
" تبدل التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز فى الصيغ المتقابلة لعلاقة موسى بمحمد والتى يقدمها لنا تاريخان أرمنيان فالبنسبة لسيبيوس الأبكر تاريخا يبدو أن محمدا مطلع جيدا على قصة موسى فى حين يرى صموئيل الآبى ألأكثر تأخرا أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل "ص32
مكة :
يؤكد المؤلفان على عدم وجود مكة فى كتب التاريخ والجغرافيا فى المصادر اليهودية والنصرانية فى القرن السابع وحتى عندما وجد لها ذكرا فى أحد الأسفار سماه بالمنحول واعتبرا ذكر مكة فيه أمر ثانوى حيث قالا :
" ما من مصدر قديم خارج التقليد الأدبى الإسلامى يشير إلى مكة بالاسم وعلى ما يبدو فإن اقدم الإشارات هى تلك الموجودة فى احدى النسخ السريانية من سفر ميثوديوس القيامى المنحول لكن على رغم أن السفر ذاته يعود إلى نهاية القرن السابع فالاشارات إلى مكة التى تميز هذه النسخة تبدو على الأرجح ثانوية أما الإشارة المسيحية الثانية فترد فى التواصل البيزنطى العربى وهو مصدر يرجع إلى بداية حكم هشام " ص 40
وأحالنا المؤلفين إلى نص الأساطير السامرى الذى يؤكد أن بكة وهى مكة قديمة فقالا :
" مع ذلك فثمة مصدر غير مؤكد التاريخ ألا وهو النص الآرامى السامرى المعروف باسم الأساطير والذى يوحى بأن الاسم بكة قد يكون بقية مرحلة مهجورة من البحث عن حرم هاجرى وبحسب هذا النص فإن أبناء نبايوت بنوا مكة كما هو مكتوب " وأنت آت بكة نحو آشور وكان قد نزل قبالة جميع اخوته ( سفر التكوين 18:25) ص41
ويقرا بأن هناك نص يدل على أن المهاجرية كانوا يصلون للكعبة فى جهة الشرق وهم فى مصر وهو قولهما :
" من الجانب المسيحى لدينا عبارة شهيرة ليعقوب الرهاوى وهو شاهد عيان من ذلك الزمان تقول إن المهغرايه فى مصر كانوا يصلون إلى الشرق نحو الكعبة "ص44
عمر :
نجد المؤلفين يتحدثان عن عمر باعتباره الفاروق أو المسيا المنتظر فيقولا :
"التأكيد المباشر الآخر على مسيانية يعقوب يمكن أن نجده متحجرا فى التراث الإسلامى حيث يكشف لنا عرضيا عن هوية المسيا ذاته إنه عمر الخليفة الثانى وفق الترتيب الإسلامى والذى يحتفظ حتى التقليد الإسلامى بلقب مسيانى له هو الفاروق والذى يعنى المخلص فى الوقت ذاته فإن دخوله القدس هو أداء مناسب لهذا الدور فى حين يبدو ان الأسرار يجعله ينهمك فى مهمة مسيانية موازية ألا وهى اعادة بناء الهيكل"ص12
وقالا :
" لكن ليس لاسماعيل فاد فقد استمتعوا به أيام عمر الفاروق "ص61
وهذا الكلام لا وجود له فى الروايات الإسلامية فلم يطلق لقب الفاروق على عمر ولا أحد قال عنه المخلص أو المهدى ونجد أن بعض الروايات فى كتب المؤرخين المسلمين تؤكد المصادر العدوة فى أن الكتابيين من سموه الفاروق وليس الرسول الخاتم(ص) فأحدى الروايات تقول :
"عن صالح بن كيسان قال قال ابن شهاب بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئا "ابن كثير مسند الفاروق1/29 البلاذرى فى أنساب الأشراف 10/279ابن الأثير أسد الغابة 4/137 ابن سعد الطبقات الكبرى 2/205الطبرى تاريخ الطبرى 4/195 الطبرى المنتخب فى ذيل المذيل 1/11 ابن عساكر تاريخ دمشق 44/51 ابن منظور مختصر تاريخ دمشق 18-277
قطعا الكتاب هدم نفسه بنفسه من خلال تناقض أقواله ولو تحدثنا عن أخطائه من خلال القرآن لقالوا أننا نستخدم الإسلام لهدم النظرية بينما النظرية نفسها هدمتها الوثائق التى استخدمت لاثباتها
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس