عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-07-2024, 06:35 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,847
إفتراضي

"الدون سباستيان ظل حاضرا في المخيلة الشعبية عند البرازيليين حتى بعد مرور قرون على وفاته كان آخرها في سنة 1930 م، بعد مرور 352 سنة على تغييبه حسب اعتقادهم، حدثت أزمة تموين في المدن وخرج أنبياء يبشرون برجوع الدون سيباستيان وهم يرددون:
بعد ليلة النار سيظهر دون سيباستيان
وعندها ستفتح الخزائن ثانية، وستمتلئ بالمؤن
وبفضل الملك، سيعم الرخاء
وسيظهر دون سيباستيان ثانية
شعار الثوار: " لا توجد انتخابات. الدون سباستيان سيعود " .."
وظهرت نفس الأكذوبة فى البرتغال عندا غزا نابليون البرتغال وفيه قال :
"وتشير المصادر أيضا أنه حين احتلال نابليون للبرتغال سنة 1807 .. صاح الجنود البرتغال وهم في أوج المعركة "يعيش الدون سيباستيان" .. وكان حينها قد مر على وفاته 229 سنة!!
للإشارة فقط، فأسطورة (الملك الذي سيعود في صباح يوم ضبابي) لا زالت شائعة إلى يومنا هذا كإرث ثقافي لغوي."
وكما هى العادة فى ظاهرة العودة ادعى الكثيرون أنهم العائد لاصلاح الأمور ومن هؤلاء برازيلى جمع الناس حوله وادعى أنه سيباستيان كما هو الحال فى منطقتنا الحالية فهناك أكثر من عشرة كلهم يدعى أنه المهدى ولكن هذا المدعى البرازيلى انكسف أمره بسبب الفارق السنى بينه وبين سيباستيان الميت وفيه قال :
"سيباستيان البرازيلي المزعوم
ومن الأمور الطريفة لهذه الأسطورة ظهور العديد من المغامرين والمدعين اللذين زعم كل واحد فيهم أنه الملك المختفي!
ففي سنة 1584 ظهر رجل في بينماكور، وهي قرية صغيرة تقع على الطريق الرابطة بين سلمانك ولشبونة، ادعى أنه الملك دون سيباستيان .. كان راهبا وابن عشرين سنة، كان هذا الراهب قد تعرف على أرملة رجل قضى في المعركة واعتنت به، بدأ أمره بالتجوال في الأرياف مدعيا أنه نفسه شارك في المعركة، ثم شرع بالرطن بكلام يقول لمستمعيه أنها لهجة مغربية حفظها من وطيس المعركة!
بعض السذج ظنوا أنه ربما يكون الملك الذي اختفى! فاتفق أولا مع شخصين ليصحباه وليمثلا حاشية الملك الغائب، كان أحدهم يقول بأنه "كريستوفار دا تافورا" الحاجب المقرب لدون سيباستيان، وادعى الآخر أنه الأسقف "غاروا"
وصلت أخبار ما يقوم به هذا الثلاثي الكاذب إلى سلطات لشبونة، وتعرفوا على الدعي بسهولة، لأن الدون سيباستيان كان عمره في حدود الثلاثين، طويل القامة وأبيض البشرة وشعره أشقرا، بينما الدعي في العشرين من عمره بقامة متوسطة وبشرة سمراء، وقد ألقي القبض عليه هو وصاحبيه وأرسل إلى لشبونة التي دخلها وهو راكب على حمار بشكل مقلوب " حيث أدار وجهه لعقب الحمار " إلا أنه أصر أمام التحقيق أنه لم يدع قط أنه الملك دون سيباستيان، وإنما الناس هم اللذين كانوا يطلقون عليه ذلك، اقتنعت المحكمة بعد مقارنة شهادته مع شهادة غيره وحكمت عليه بالأشغال الشاقة إلا أن صاحباه، لم تسعفهما شهادة الشهود فأعدما."
وأما المدعى الثانى فقد هاحم العاصمة ولقى مصرعه ايضا كما يقوزل الرجل :
"الدون سباستيان الثاني عرف باسم " ملك إيرسرا " كان ناسكا متعبدا، استقر في ذلك المرفأ الصغير الموجود عند مصب نهر الطاج، حيث كان يكفر عن خطاياه السالفة، منتظرا العودة إلى أهله، وبعد أن انضمت إلى قضيته جماعة كبيرة من المتعصبين عزم على الزحف إلى لشبونة ليتوج بها ملكا وقد أرسلت لمواجهته قوة عسكرية يترأسها القاضي "ديوغودا فانسيكا"
في كل الديانات والثقافات هناك شخصية المخلص الغائب التي ينتظرها جميع المؤمنين .. وقد استغل الكثير من الدجالين هذه القصص ليزعموا بأنهم هم المنقذ الغائب ألقي القبض على " ملك إيريسرا" وحوكم وأعدم شنقا يوم 14 يونيو1585 مع بعض أتباعه وقد احتفظ بإسمه الحقيقي وهو ماتيوس ألباريس."
" وظهر مدعى ثالث يقول فيه الرجل :
الدون سباستيان الثالث .. ويعد أشهر من انتحل شخصية الملك المختفي، ظهر سنة 1594 ولكن ليس في البرتغال وإنما في قلب قشتالة نفسها، وقد عرفه التاريخ لنا بإسم "جبرائيل إسبينوزا حلواني مادريكال" الذي حير طوال شهور عديدة قضاة الملك الكاثوليكي، وحين كشفت الخدعة حكم عليه بالإعدام وقد قدم نفسه ليعدم دون أن ينكر أو يصرح بحقيقة هويته."
وادعى رابع نفس الأمر وأعدم ايضا فيما قال الرجل :
"الملك المزيف الرابع .. رأى النور في يونيو1598 في مدينة البندقية، وبناء على أقواله فإنه هزم في المغرب وفر منه، والتحق بعد ذلك بصقلية ثم بغلايري، وبعد أن أقام بالبندقية مدة عامين انتقل إلى توسكاني حيث ألقى القبض عليه الدوق الأكبر، وسلمه إلى السلطات الإسبانية بنابولي، وقد حكمت عليه هذه الأخيرة بالأشغال الشاقة في شهر مايو1601 م، لكن بما أنه استمر في استمالة الأتباع داخل السجن فقد نقل إلى سان لوكاردي براميدا حيث أجري التحقيق في قضيته من جديد وحكم عليه بالإعدام شنقا هو وأربعة عشر من أتباعه في 29 شتنبر 1603، ولعل الرجل كان أحد رهبان مدينة كلايري وترك الرهبانية وكان يسمى ماركو توليو كاتيرون."
وتحدث الرجل عن أن الشعر والروايات عملت على تجذير العقيدة الكاذبة فقال :
"قد يتبادر إلى أذهاننا أن قصة عودة ملك -ميت أصلا -سواء مات وقت المعركة أوبعدها هي ضرب من الجنون خاصة عندما نعلم أن المؤمنين بهذه النظرية اعتقدوا بصحتها وقد مضى على اختفاء الملك مئات السنين .. ولكن إن تأملنا قليلا سنجد أن للأسطورة جذور قديمة، فقد ألف الشاعر ثاباتيرو باندارا ما بين 1530و1546 قصائد غنائية تتنبأ بظهور الملك الذي سيخلص العالم من المآسي وسيعلي شأن البرتغال على المستوى العالمي، وبذلك فإن أسطورة عودة سيباستيان الذي توفي سنة 1578 تندرج ضمن هذا السياق، وساهمت أفكار ثاباتيرو وأبياته الغنائية في رؤية أهل البرتغال في ملكهم سيباستيان ذلك البطل المرغوب والمخلص، فهم لم يتقبلوا فكرة مقتله بتلك الطريقة المخزية فانتشر اعتقاد شعبي يقضي بعودته يوما ما، بل ظن البعض أنه قد عاد بالفعل وأنه ينتظر مرة على ظهر سفينة ومرة في جزيرة معزولة ومرة أخرى على نهر التاج."
وتحدث عن قيام الساسة المعارضين للحكومة فى البرتغال باستخدام الأكذوبة لانتقادها فقال :
"ظاهرة السيباستيانيزم في وقتنا الحالي
يستخدم السبستيانيزم من قبل بعض المثقفين والسياسيين في البرتغال لانتقاد المجتمع البرتغالي بصفة عامة، وفي مجالات معينة كالاقتصاد بصورة خاصة، قائلين أننا دائما ننتظر حلول سحرية وجاهزة لحل مشاكلنا تماما مثلما ننتظر عودة سباستيان."
وتحدث ان الشعراء والأدباء البرتغال بعضهم ساعد على انتشار الأكذوبة من خلال تأليف القصائد وغيرها فقال :
"أخيرا ..
السيباستيانيزم ليست ظاهرة سياسة فقط بل هي ظاهرة ثقافية أيضا كان لها روادها في الأدب والشعر والمسرح حيث كتب الأديب البرتغالي "لويس دوكامويس" وهو معاصر للملك سباستيان قصيدة شعرية أهداها لروح الملك المفقود بعنوان " Os Lus ي adas" (Les Lusiades ).
وأيضا من أهم الأعمال المنساقة في فكر حركة السيباستيانيزم نجد كتاب "رسالة" للكاتب البرتغالي الشهير "فرناندو بيسوا "وهو شاعر وأديب وناقد أدبي ومترجم وفيلسوف .. خلد هذا الشاعر اسم "دون سيباستيان " بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه ترجمها للعربية نزار اغري:
الدون سبستيان ملك البرتغال
مجنون .. نعم مجنون لأني اشتهيت العظمة
هذه التي لا يمنحها القدر
لم أستطع احتواء يقيني داخلي
ولهذا وحيث يقوم الشاطئ الرملي.
ومؤخرا في سنة 2002 صدر مؤلف للبرازيلي "ايدانوغوريز" مؤلفا في هذا الشأن وكذلك كتابا لسونيا لوغو، وقصة الملك المختفي استأثرت أيضا على اهتمام الفرنسيين وكتب المسرحي الفرنسي بول فوشير عام 1839 مسرحية بعنوان " théâtre "Don Sébastien de Portugal ""
قطعا صدور هذه الأعمال هو أمر مقصود سواء من خلال الشخص نفسه لايمانه بالعقيدة الكاذبة أو من خلال من يوحى لهم بالكتابة عنه وغالبا ما يكون من يوحى بهذا هم المخابرات
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس