" وفى السماء رزقكم وما توعدون "
فالجنة عند سدر المنتهى كما قال تعالى :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى "
أنه لا يوجد قبر معروف لأى رسول من رسول الله دون استثناء وحكمة الله فى اخفاء قبورهم هى :
ألا يحولها الناس لمعابد يعبدون فيها من دون الله
ألا يدنسها الكفار
فإذا كان الناس حولوا قبور من سموهم أولياء لمعابد يطوفون بها ويقبلون المقاصير التى فيها ويدعونهم ويطلبون منهم ما يطلبون من الله فكيف سيفعلون بالرسل(ص)؟
إننا أمام حالات معروفة وهى رسول الله المسيح(ص) عيسى بن مريم الذى حولوه هو ورسول الله عزير(ص) لآلهة تعبد من دون الله كما قال تعالى :
"وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون "
هذا مع أنه لا يوجد قبر معروف لعيسى (ص)عند المسلمين وأما القوم وهم النصارى فيعتقد الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين والمشرقيين منهم بأنه دفن في كنيسة القيامة في القدس الشرقية في فلسطين بينما يعتقد بعض البروتستانت والإنجيليين أنه دفن في قبر الحديقة في القدس في فلسطين
الأنبياء (ص) كلهم دفنوا فى الأرض ولكن حرص المؤمنون الذين دفنوهم على اخفاء أماكن تلك القبور حرصا على ألا تتحول القبور إلى أضرحة وحرصا على ألا يقوم الكفار بتدنيس تلك القبور إذا علموا بمكانها
وقد أخبرنا الله ان قوم أهل الكهف انقسموا فيما يصنعون بهم بعد موتهم إلى فريقين :
الأول طالب بدفنهم
الثانى وهم من غلبوا الفريق الثانى بنوا على قبورهم مسجدا مخالفين أمر الله
وفى هذا قال تعالى :
"وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا"
والبنيان كلمة تطلق على الحفرة المعدة للدفن كما تطلق على البيت وغيره فقد قال الكفار من قوم إبراهيم (ص) عند إرادتهم حرقه :
ابنوا له بنيانا أى احفروا له حفرة واشعلوا فيها الحطب وألقوه فيها وفى هذا قال تعالى :
"قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه فى الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين"
قطعا المحرقة لابد أن تحفر فى الأرض لأن احراق الأخشاب على سطح الأرض أو فيما بعد السطح يجعل الهواء يبعثرها وأما حفر حفرة وجعل الوقود المشتعل فيها فيحفظ النار داخلها
قطعا الدفن لا يجوز فى مكان حياة الأحياء منعا لانتشار الأمراض وشم الروائح النتنة التى تخرج نتيجة تحلل الجثث كما لا يجوز المشى فوقهم أو الجلوس فوقهم ولو للصلاة لأن الله نهى جعل للقبور مكان وللبيوت مكان أخر فيه السكن وهو الراحة للناس فقال :
" والله جعل لكم من بيوتكم سكنا "
وقد سمى الله المساجد بيوتا فقال :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
ووجود الموتى فى المكان يقل راحة النوام لأنهم قد يفزعون نتيجة الكوابيس التى يأتونهم فيه أو نتيجة التخيلات والأوهام
كما أن الله لم يسم القبور بيوتا
|