بحسب أعظم فأن الضفدع حمل الفأر على ظهره حتى أوصله بأمان إلى ضفاف البركة هناك نزل الفأر واختفى بسرعة بين الأحراش فيما غاب الضفدع مجددا تحت سطح الماء ذهب الفأر والضفدع وبقي المصور أعظم يقف هناك على ضفاف البركة فاغرا فاه من شدة التعجب كالأبله! ولحسن الحظ فقط تمكن من التقاط بعض الصور التي أدهشت الناس حول العالم وجعلتهم يتساءلون بحيرة: " هل الحيوانات غبية فعلا كما نظن؟ أم أننا أغبى من أن ندرك ذكاءها وروعتها""
والحكاية لا تعدو أن تكون ان الفأر والضفدع نشأوا وهم صغار مع بعضهم دون أن يكون معهم أحد من الكبار ومن ثم ظلوا يساعدون أحدهما الأخر ومن ثم لم يعرفوا ما يعرفه الكبار للصغار من كونهم نوع والأخرين نوع لا يجب الاقتراب من بعضهم البعض
والحكاية الثالثة عن صداقة بين أسد وكلب وفيها قال :
"أسود بولدغير والكلب ميلو
الأسد الذي اتخذ من الكلب صديقا بنظر معظم بني البشر فإن الأسد هو الحيوان الأكثر شراسة وقوة بين جميع الوحوش ولهذا استحق لقب ملك الغابة وغني عن القول بأن الأسد هو فعلا حيوان متوحش ومفترس بامتياز أعني لو صادفت يوما أسدا طليقا فلا تتوقع أن يصبح صديقك ويلاعبك بل على الأرجح سيمزقك إلى أشلاء ويزدردك لذا أطلق ساقيك للريح ودع عنك كل ما ستقرئه من قصص في هذا المقال لأنها قصص نادرة وحالات فريدة من نوعها لا تحدث على الدوام وإحدى تلك القصص النادرة والفريدة هي عن صداقة غريبة نشأت وتوثقت عراها بين أسد أسمه بولدغير ويزن 225 كيلوغراما وكلب صغير أسمه ميلو لا يزن أكثر من 5 كيلوغرامات تلك الصداقة لم تكن طارئة بل يمتد عمرها لسنوات منذ أن كان بولدغير شبلا رضيعا واليوم يقضي الاثنان معظم وقتهما معا يلعبان ويمرحان ويستلقيان تحت أشعة الشمس الدافئة ومن دون أن يتعرض الكلب الصغير لأي نوع من الأذى فعلاقته بالأسد وثيقة إلى درجة أنه يقوم أحيانا بإدخال رأسه الصغير إلى فم بولدغير المدجج بالأنياب القاطعة لينظفها من بقايا الطعام!
قد يقول قائل بأن الأسد بولدغير نشأ في مزرعة خاصة وهو لم يتعلم الصيد والافتراس لأن لا حاجة له بهما فطعامه جاهز على الدوام وعليه فما من داعي لالتهامه الكلب وقد يكون هذا الكلام صحيحا لكن ما رأيك بأسد شاب في البرية يمسك بغزال صغير وبدل أن يأكله يقوم بملاعبته وملاطفته لا بل ويحميه من بقية الأسود! وما رأيك بلبوة تتبنى ظبيا صغيرا في البرية وترعاه كأنه شبلها! هذه أمور تحدث وهي موثقة بالصورة والصوت فحتى الأسد المتوحش والقاتل بالفطرة يمكن أن تتسلل الرحمة إلى قلبه في بعض الأحيان"
كما سبق القول أن الحيوانات المختلفة الأنواع إذا نشأوا بعيدا عن الآباء والأمهات والاخوة فإنها لا تكتسب صفات الافتراس أو العداوة وإنما تكتسب صفات أخرى نتيجة تكرار نفس الأفعال المغايرة فالأسد هنا تعود على أن يأكل لحم يقدم له في مواعيد محددة ومن ثم لم يتعلم أنه يفترس ومن ثم صاحب الكلب وظلت الصداقة بينهما لأنهما نشأ في بيئة علمتهم أفعال أخرى
وأما حكاية رحجمة الحيوانات المفترسة لبعضهم الأنواع التى تعودت على أكلها فهذا ليس رحمة فيبدو أن شريعتها عدم أكل الحيوانات المريضة كما يبدو أنها تعتقد أن الصغير أحد أولادها أو أنها شريعتها عدم أكل الصغار
وحكى حكايات عن نوع يقوم بتربية صغار نوع أخر فقال :
"حيوانات ذات قلب كبير
القطة تبنت افراخ البط مع صغارها مثلما هناك بشر يتبنون أطفال بشر آخرين هناك أيضا حيوانات تتبنى صغار حيوانات أخرى وهو أمر يبعث على الحيرة فنحن نزعم بأن الحيوانات بلا عقل وأنها تتصرف بوحي الغريزة فقط وكوني أربي الحمام وكنت أربى دجاجا في السابق فأنا أعلم علم اليقين بأن الأكلة المفضلة لمعظم القطط هي صغار الحمام والدجاج والبط متى ما وجدت إليها سبيلا فكيف إذن لقطة أن تتبنى أفراخ دجاج أو بط؟ أليس في ذلك مدعاة للدهشة؟
ذات يوم تفقد أحد المزارعين الايرلنديين قن الدجاج والبط ليجد بأن بعض أفراخ البط الصغيرة مفقودة طبعا كان المتهم الأول باختطاف هذه الأفراخ هي قطة العائلة التي كانت قد وضعت صغارها قبل بضعة أيام ظن المزارع بأن القطة التهمت تلك الأفراخ واحدا تلو الآخر فذهب ليتفقد وجارها وليجد نفسه أمام مفاجأة صادمة فالقطة كانت قد اختطفت الأفراخ فعلا لكنها لم تأكلهم بل تبنتهم مع صغارها المزارع أستدعى زوجته لترى المنظر الغريب القطة تحتضن صغار البط مع صغارها وتعاملهم بكل محبة ورحمة والعجيب هو أن علاقة الأمومة الغريبة ما بين القطة والأفراخ استمرت حتى بعد أن تحولت تلك الأفراخ إلى بطات بالغة
القطة السويدية تبنت افراخ الدجاج
وبعيدا عن أيرلندا في مزرعة أخرى تقع بالسويد حدثت واقعة مشابهة لكن هذه المرة القطة تبنت أفراخ الدجاج والعجيب أنها لم تكن حديثة الولادة أو لديها صغار
الدجاجة مابل تبنت جراء الكلب!
وما رأيكم بتبني دجاجة لجراء كلب! هذه الواقعة حدثت في إحدى مزارع انجلترا حيث أن الدجاجة مابل استغلت فرصة غياب والدة الجراء لكي تحتضنهم بنفسها كأنهم فراخها"
فيما يبدو أن الأنواع المختلفة تقوم بتربية صغار أنواع أخرى لأنهم وجدتهم بجوارها فاكتسبوا رائحة أولادها و كثير من الحيوانات تعتمد حاسة الشم في معرفة أولادها كالقطط ومن ثم لا تطرد الأولاد الأخرين والحيوانات المرباة من قبل الناس تكتسب صفات أخرى غير صفاتها المعروفة في البرية مثل أنها تجد طعامها موجود ومن ثم فهى لن تبحث عن عداوة الأنواع الأخرى لأن الطعام الذى يتم التنازع عليه موجود ومن ثم تتغير في معاملة الأنواع ألأخرى صغارا أو كبارا
وتحدث العطار عن حكاية مشتهرة من عقود عن فتاتان من البشر ربتهما ذئبة وهو ما يعيدنا لحكاية حى بن يقظان الذى ربته ظبية فقال :
"وهناك قصص أكثر غرابة عن تبني الحيوانات لصغار البشر مثل قصة الفتاتان الهنديتان أمالا وكمالا حيث زعم الشخص الذي رعاهما بأنه عثر عليهما في وجار أنثى الذئب وأن أنثى الذئب هي من أرضعتهما وأعتنت بهما بعد أن هجرهما والديهما وقيل بأنها كانتا تتصرفان كالذئاب تماما فتمشيان على أربع وتأكلان اللحم النيئ ولا تتكلمان لغة البشر بل تعويان كالذئاب تماما "
قطعا السبب في حدوث تلك الحكايات الغريبة هو واحد من التالى :
الأول تعليم الإنسان فقد اخبرنا الله أن الإنسان يعلم الكلاب الصيد وتطيعه فقال :
ومن ثم في معظم الحكايات نجد أن الحيوانات السابقة وجدت في بيئة الإنسان من حيث التربية والعادات وأهمها أن الإنسان يقدم الطعام بوفرة لتلك الحيوانات ومن ثم ينسى الحيوان نتيجة ذلك افتراس غيره أو مهاجمته لأنه شبعان وليس بحاجة للأكل أو البحث عنه
الثانى التعود بمعنى نشأة الحيوانين معا ومن ثم يعتمدان على بعضهما البعض وهناك صداقات اجبارية بين أنواع مختلفة كما يقال فهناك طائر يقول علماء الحيوان كثيرا ما نجده في فم التمساح ومع هذا لا يمسه التمساح بسوء لأنمه يقوم له بتنظيف أسنانه
الثالث أن في شريعة الحيوانات المفترسة عدم أكل الحيوانات المريضة والصغيرة
واختتم العطار مقاله بأن لديه حكايات كثيرة ولكنه اكتفى بما سبق فقال :
"ختاما
هناك قصص أخرى كثيرة عن غرائب الصداقة والألفة والمحبة بين الحيوانات المتضادة الطباع والأنواع لكننا ارتأينا الاختصار لأن التطويل يوجب الملل فاقتصرنا على هذه النماذج الرائعة التي تدل بما لا يقبل الشك على أنه حتى الحيوان الأعجم يمتلك في قلبه بعض الرحمة والشفقة لا بل أن معظم الحيوانات حتى تلك المفترسة هي أرحم من بعض البشر ذلك أنها حين تقتل وتأكل فأنها تفعل ذلك لكي تعيش وليس من أجل متعة القتل المحضة بينما الكائن الوحيد على هذا الكوكب الذي يقتل من أجل المتعة العبثية هو الإنسان"
|