ثم إنّ عميرا أتى المسجد فصلى الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من صلاته نظر إليه، فقال له: أقتلت ابنة مروان؟ قال نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله فانظروا إلى عمير، فلما رجع عمير إلى منزل بني خطمة وجد بنيها في جماعة يدفنونها، فقالوا: يا عمير أنت قتلتها؟ قال:
نعم فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون: والذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت لأضربنكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم، فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، وكان يخفي إسلامه من أسلم منهم، لكن جاء في رواية أنها كانت تلقي خرق الحيض في مسجد بني خطمة فليتأمل.
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم لما أهدر دم عصماء نذر عمير إن رد الله رسوله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة سالما ليقتلنها، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة عدا عليها عمير رضي الله تعالى عنه فقتلها. وفي كلام السهيلي أن الذي قتل عصماء بعلها.
الرواية الثانية :
مُسند الشهاب للقُضَاعِي ج2 ص48
((8588 – أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التُّسْتَرِيُّ ، وَذُو النُّونِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، نا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أنا الْوَاقِدِيُّ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ فَضْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: كَانَتْ عَصْمَاءُ بِنْتُ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَكَانَ زَوْجُهَا يَزِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيُّ ، وَكَانَتْ تُحَرِّضُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَتُؤْذِيهِمْ ، وَتَقُولُ الشِّعْرَ ، فَجَعَلَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ نَذْرًا أَنَّهُ لَئِنْ رَدَّ اللَّهُ رَسُولَهُ سَالِمًا مِنْ بَدْرٍ لَيَقْتُلَنَّهَا ، قَالَ: فَعَدَا عَلَيْهَا عُمَيْرٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَتَلَهَا ، ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَصَفَّحُهُمْ إِذَا قَامَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ ، فَقَالَ لِعُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ: «قَتَلْتَ عَصْمَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ عَلَيَّ فِي قَتْلِهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» ، فَهِيَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))
الرواية الثالثة
سيرة ابن هشام
وغزوة عمير بن عدي الخطمي عصماء بنت مروان ، وهي من بني أمية بن زيد ، فلما قتل أبو عفك نافقت ، فذكر عبد الله بن الحارث بن الفضيل [ ص: 637 ] عن أبيه ، قال : وكانت تحت رجل من بني خطمة ، ويقال له يزيد بن زيد فقالت ، تعيب الإسلام وأهله
الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٦ - الصفحة ٣٦ :
قتل العصماء بنت مروان:
فلما قتل أبو عفك، تأففت العصماء بنت مروان (وهي من بني أمية بن زيد، وزوجة يزيد الخطمي) من قتله، فصارت تعيب الاسلام وأهله، وتؤنب الأنصار على اتباعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتقول الشعر في هجوه (ص)، وتحرض عليه، واستمرت على ذلك إلى ما بعد بدر.
فجاءها عمير بن عوف ليلا لخمس بقين من شهر رمضان المبارك، فوجدها نائمة بين ولدها، وهي ترضع ولدها - وعمير ضعيف البصر - فجسها بيده، فوجد الصبي على ثديها يرضع، فنحاه عنها، ثم وضع سيفه في صدرها حتى أخرجه من ظهرها، ثم ذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له (ص): أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم.
قال (ص): لا ينتطح فيها عنزان. أي لا يعارض فيها معارض
هكذا زعم المؤرخون: وان كنا نشك في صحة ذلك، إذ لا يعقل ان ينحى ولدها عنها ولا تلتفت إليه، وتبقى ساكنة ساكتة، حتى يضع سيفه في صدرها.
هذا، قد جاء في شواهد النبوة: أن عمير بن عدي الخطمي سمع أبياتها التي قالتها حين كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدر، والتي قالتها في ذم الاسلام والمسلمين، وكان ضريرا، فنذر: لئن رد الله رسوله سالما من بدر ليقتلنها. ففي ليلة قدومه (ص) ذهب إليها عمير فقتلها، فلما رآه النبي (ص) قال له: أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم.
فأقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على الناس، وقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله، فلينظر إلى عمير بن عدي).
فقال عمر: إلى هذا الأعمى؟ بات في طاعة الله ورسوله!!.
فقال النبي (ص): مه يا عمر، فإنه بصير، أو كما قال (2).
ورجع عمير إلى قومه من بني خطمة، فقال لهم: يا بني خطمة، أنا قتلت ابنة مروان، فكيدوني جميعا، ولا تنظرون.
فذلك أول ماعز الاسلام في دار بني خطمة، وكان من أسلم منهم يستخفي باسلامه، ويومئذ أسلم رجال منهم بما رأوا من عز الاسلام
ومن الحوادث في هذه السنة: سرية عمير بن عدي بن خرشة إلى عصماء بنت مروان لخمس ليال بقين من رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة. وكانت عصماء تعيب الإسلام وتؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول الشعر. فجاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها فنحى الصبي عنها ووضع سيفه في صدرها حتى أنفذه من ظهرها. وصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أقتلت ابنة مروان ” قال: نعم قال: ” لا ينتطح فيها عنزان ”. فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر : المنتظم في التاريخ ج3
روينا عن ابن سعد قال ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تعيب الإسلام وتؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتحرض عليه وتقول الشعر فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها فجسها بيده وكان ضرير البصر ونحى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلت ابنة مروان قال نعم فهل علي في ذلك من شيء فقال ” لا ينتطح فيها عنزان ” فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميراً البصير قيل وكان أول من أسلم من خطمة عمير بن عدي وكان يدعى القارئ كان إمام قومه وقارئهم.
عيون الأثر في المغازي والسير ـ سرية عمير بن عدي
المؤلف : ابن سيد الناس
|