عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-05-2024, 07:12 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,065
إفتراضي

-استئذان المنافقين فى القعود عن الجهاد :
لما دق نفير الجهاد جاء المنافقون للنبى (ص)وقالوا :اسمح لنا بالقعود عن الخروج للجهاد لأننا لا نستطيع الخروج لأسباب قاهرة ،وصدق النبى (ص)الحديث وأذن لهم بالقعود عن الجهاد فنزل الوحى معاتبا له غافرا له ذنب الإذن للمنافقين بالقعود عن الجهاد مبينا له أن الخروج للجهاد هو الأمر الذى سيبين له من يصدقه ممن يكذبه وفى هذا قال بسورة التوبة "عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين "وقد بين له أن المؤمنين لا يطلبون الإذن للجهاد والمكذبين يطلبونه فقال بنفس السورة "لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الأخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الأخر "وكان بعض المنافقين يذهب للنبى (ص)فيقول ائذن أى اسمح لى بالقعود ولا تختبرنى وفى هذا قال "ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى "وقد بين الله لنبيه (ص)أنه سيعود لمكانه بعض من المنافقين وسيطلبون منه الإذن بالخروج للجهاد وطلب منه أن يقول لهم :لن تذهبوا معى أبدا ولن تحاربوا معى عدوا إنكم قبلتم بالقعود أول مرة فابقوا مع المتخلفين عن الجهاد وفى هذا قال "فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين"وبين لنبيه (ص)أن المنافقين إذا نزلت سورة تطلب الإيمان بالله والجهاد مع نبيه (ص)أتاه أهل الطول والمراد الغنى منهم وقالوا دعنا مع القاعدين وفى هذا قال "وإذا أنزلت سورة أن أمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين "وقد بين للمسلمين أن السبيل وهو العقاب إنما هو للذين استئذنوا وهم أغنياء رضوا أن يكونوا من المتخلفين عن الجهاد وفى هذا قال "إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا أن يكونوا مع الخوالف " .
-ابتغاء المنافقين للفتنة :
بين الله للمسلمين أن المنافقين لو ذهبوا معهم للقتال فإن الحادث هو إصابة المسلمين بالخبال وهو الفشل وإحداث الفرقة بينهم بسبب ابتغاء المنافقين للفتنة وهى الوقيعة وسبب حدوثها هو استماع البعض لكلامهم وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم "ووضح الله لنبيه (ص)أن المنافقون قد طلبوا الفتنة وهى الوقيعة بين المسلمين قبل ذلك فقاموا بقلب الأمور وهو إخفاء الحقائق التى أظهرها الله ومنع الفتنة من الحدوث الوخيم لها وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون "وقد بين الله لنا أن المنافقون كان لهم فى كل عام فتنة أو اثنتين يقومون بهم ومع هذا لم يتوبوا من هذه الفتن وفى هذا قال بنفس السورة "أولا يرون أنهم فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ".
-اتهامات المنافقين للنبى (ص):
اتهم المنافقون النبى (ص)بالظلم فى توزيع الصدقات والسبب هو أنهم كانوا يريدون بعض من الصدقات ولذا كانوا يتوقفون عن الإتهام إذا أخذوا من الصدقات ويغضبون ويكيلون الإتهام للنبى (ص)إذا لم يأخذوا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "وقد حرص المنافقون على إيذاء النبى(ص)بأقوالهم عنه مثل هو أذن والمراد ألعوبة يسمع كلام الكل وفى هذا قال تعالى "ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن"وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم سماعة أحسن لكم يصدق بالله ويصدق المؤمنين ورحمة للذين أمنوا منكم وفى هذا قال بنفس الآية "قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين أمنوا منكم "ولما وجد القوم الإتهامات القولية لا تجدى لجأوا لأسلوب أخر هو العمل ومنه اختراع حديث الإفك وقالوا لبعضهم :لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا والمراد لا تعطوا المؤمنين مالا حتى يتركوا طاعة محمد وفى هذا قال بسورة المنافقون "هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ".
-تحذير المنافقين من نزول الوحى فيهم :
أصدر الله للمنافقين تحذيرا يطلب منهم الكف عن أعمال الكفر وقد خاف المنافقون أى حذروا من أن تنزل فيهم سورة من الوحى أساسها الإخبار بما فى قلوبهم من الشر وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :اسخروا إن الله مظهر الذى تخفون وفى هذا قال بسورة التوبة "يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما فى قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون "وبين له أنه إذا سألهم عن السخرية سيكون ردهم هو :إنما كنا نخوض ونلهو ولذا فالواجب أن يقول لهم :أبالله وآياته ونبيه كنتم تسخرون وقد حدث كل هذا وفى هذا قال "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون "وقد حاول المنافقون الإعتذار للمسلمين فطلب الله منهم ألا يعتذروا وبين لهم السبب فى هذا الطلب وهو أنهم كفروا بعد إسلامهم ومن ثم فاعتذارهم غير مقبول وأخبرهم أنه إذا عفا عن التائبين فإنه سيعذب الذين لم يتوبوا لكونهم مجرمين وفى هذا قال "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين "وقد نفذ الله التحذير فأنزل فى المنافقين سورة فلما سمعها المنافقون تبادلوا النظرات وهم مع المسلمين وكان معنى النظرة هل يراكم من أحد أى هل يعرفكم أحد ؟ثم تسللوا واحد وراء الأخر وانصرفوا من المكان وفى هذا قال "وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ".
-حلف المنافقين الكاذب :
استخدم المنافقون الحلف كثيرا فى تعاملهم مع النبى (ص)والمؤمنين ومن هذا أنهم أقسموا بالله إنهم لمن المسلمين وما هم من المسلمين وفى هذا قال بسورة التوبة "ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم " وبين لنا سبب حلفهم بالله وهو إرضاء المسلمين وليس إرضاء الله ونبيه (ص) وهو الواجب عليهم إن كانوا مصدقين بحكمهم وفى هذا قال "يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين "وقد حلف المنافقون على أنهم لم يقولوا كلمة الكفر وأقسموا على ذلك بالله وهم قد قالوا كلمة الكفر فكانت النتيجة أن كفروا بعد إسلامهم وأرادوا أن يأخذوا ما لم يأخذوا وسبب نقمتهم وهو كفرهم هو أن الله ورسوله (ص)أغناهم من فضله وبين الله أنهم إذا تابوا فهذا خير لهم وأما إذا لم يتوبوا فالعذاب فى انتظارهم فى كل من الدنيا والأخرة وفى هذا قال "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والأخرة "وبين لنا أن بعض المنافقين عاهد الله على أن يصدق ويكون من الصالحين إذا أعطاه الله من رزقه وفى هذا قال "ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين "فلما حدث ما يحب حيث أعطاه الله الرزق الوفير كان رد فعله هو البخل والتولى فكانت نتيجة هذا أن الله أدخل فى قلوبهم النفاق إلى أن يموتوا والسبب إخلافهم وعدهم مع الله أى كذبهم وفى هذا قال "فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا فى قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون "وقد عمل المنافقون على لمز أى عيب المتطوعين بالصدقات من المسلمين كما استهزءوا وسخروا من المسلمين الذين لا يجدون شىء يقدمونه سوى جهدهم أى عملهم وفى هذا قال "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم "وبين الله للمسلمين أن المنافقين سيحلفون بالله لهم إذا عادوا إليهم والسبب أن يعرضوا عنهم ويتركوهم وقد طلب الله من المسلمين الإعراض عنهم لأنهم رجس ومسكنهم النار وفى هذا قال "سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم ".
-الاستغفار للمنافقين :
بين الله لنبيه (ص)أن استغفاره للمنافقين وعدم استغفاره لهم سيان فى النتيجة الحادثة حتى لو استغفر لهم أكبر عدد من المرات والنتيجة هى أن الله لن يغفر لهم والسبب كفرهم بالله ونبيه (ص)وفى هذا قال بسورة التوبة "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله "وقد نصحهم المسلمون فقالوا :تعالوا يستغفر لكم نبى الله ،فما كان منهم إلا أن رفضوا واستكبروا ولذا كرر الله لنبيه (ص)أنه لن يغفر لهم سواء استغفر لهم أو لم يستغفر لهم وفى هذا قال بسورة المنافقون "وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم استغفرت لهم أو لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ".
-فرح المخلفين بالقعود :
كانت حال المتخلفين عن الجهاد هى الفرح وكان سبب فرحهم هو قعودهم بعيدا عن ميدان القتال حيث الخطر الممثل فى الموت فى نظرهم وهم قد بغضوا الجهاد فى سبيل الله بكل من النفس والمال وقد قالوا لبعضهم :لا تخرجوا فى الحر فطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفهمون وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون "وكان المنافقون يقولون عن المسلمين :غر هؤلاء دينهم أى خدع هؤلاء حكمهم وفى هذا قال بسورة الأنفال "إذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس