عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-05-2024, 07:30 PM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,033
إفتراضي

أكثر الناس لا يشكرون :
وضح الله أنه ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق حيث يرزقهم ويفعل بهم الخير ويبين لنا أن أكثر الناس لا يشكرون والمراد أن معظم الخلق من الإنس والجن لا يؤمنون بحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
تصريف الآيات لشكر الله :
وضح الله أن البلد الطيب والمراد أن أهل القرية الصالحة يخرجون نباتهم بإذن ربهم والمراد يعملون عملهم طاعة لحكم إلههم وأما البلد الذى خبث أى وأما أهل البلد التى فسد أهلها فإنها لا تخرج إلا نكدا والمراد فإن أهلها لا يعملون إلا عملا فاسدا،ووضح أنه كذلك أى بتلك الطريقة وهى المقارنة بين الطيب والخبيث يصرف الآيات أى يبين الأحكام لناس يشكرون أى يعقلون فيطيعون مصداق لقوله بسورة البقرة"كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون"وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون فضل الله :
وضح الله أنه ذو فضل على الناس أى صاحب رحمة للعالمين مصداق لقوله بسورة البقرة"ولكن الله ذو رحمة على العالمين"وبين أن أكثرهم لا يشكرون والمراد ولكن معظم الناس لا يؤمنون فيطيعون الوحى مصداق لقوله بسورة غافر"ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:
" إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون"
فضل الله ورفض الأكثرية الشكر :
وضح الله أن يوسف(ص) قال للرجلين : ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس أى الإسلام رحمة لنا وللخلق وهذا يعنى أنه دين نافع للكل فى الدنيا والآخرة ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون دين الله وهذا يعنى أن المتبعين لدين الله عددهم قليل وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون "
الرزق للشكر :
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
فضل الله لا يشكر من الكفار :
بين الله لنبيه (ص) أن ربه ذو فضل على الناس والمراد أن خالقه صاحب رحمة بالعالمين مصداق لقوله بسورة البقرة "ولكن الله ذو فضل على العالمين "ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
"وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون"
أفلا يشكر الناس الله ؟
وضح الله أن من ضمن الآية وهى البرهان أن الله جعل أى خلق للناس فى الأرض جنات أى حدائق من شجر النخيل والأعناب وفجر فيها من العيون والمراد وأجرى فى يابسها من الأنهار والسبب أن يأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم والمراد أن يطعموا من منافع الشجر وهو ثماره الطازجة وما صنعته أنفسهم وهو الطبيخ ،أفلا يشكرون أى أفلا يعقلون اى افلا يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة يس :
"وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون"
أفلا يشكر الناس نعمة الأنعام :
سأل الله أو لم يروا أى هل لم يدروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا والمراد إنا أنشأنا لهم مما خلقت أنفسنا أنعاما فهم لها مالكون أى فهم فيها متصرفون وذللناها أى وسخرناها لهم فمنها ركوبهم أى حملهم ومنها يأكلون أى يطعمون ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار يعلمون أن الله خلق للناس ضمن خلقه الأنعام وهى الماعز والغنم والإبل والبقر وهم لها مالكون أى متصرفون فيها يعملون ما يريدون وفسر الله هذا بأنه ذللها لهم أى سخر لها فمنها ركوبهم وهو حملهم ومتاعهم إلى أى مكان يريدونه ومنها يأكلون أى يطعمون من منافعها ومع ذلك لا يطيعون من أعطاهم هذه النعم وفسر الله هذا بأن لهم منافع أى فوائد عديدة ومشارب أى ألبان يشربونها وسأل الله أفلا يشكرون أى أفلا يعقلون والمراد إخبارنا أن الناس لا يطيعون حكم الله بعد فهمهم لمخلوقاته كالأنعام وفى هذا قال تعالى بسورة يس:
"أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون :
وضح الله أنه الذى جعل لهم الليل والمراد الذى خلق لكم الليل لتسكنوا فيه أى لتناموا أى لترتاحوا فيه والنهار مبصرا أى معاشا والمراد وقتا للسعى والعمل وبين أن الله ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله أى لا يؤمنون مصداق لقوله بنفس السورة "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
"الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
الشكر للنفس :
وضح الله أن لما أغمض سليمان (ص)عينيه ثم فتحهما رأى العرش وهو كرسى الملك مستقرا عنده أى موجودا أمام بصره فقال :هذا من فضل ربى أى هذا من رحمة إلهى بى ليبلونى أأشكر أم أكفر والمراد ليختبرنى أأطيع حكمه أم أعصى حكمه وهذا يعنى أن الخير بلاء هو الآخر ،وقال ومن شكر فإنما يشكر لنفسه والمراد ومن أطاع فلمنفعته وهذا يعنى أن من يطيع حكم الله فإنما يطيعه من أجل منفعته وهى نصره فى الدنيا والآخرة، وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
" فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس