عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-11-2023, 11:25 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي نظرات فى بحث الهستيريا الجماعية

نظرات فى بحث الهستيريا الجماعية
البحث من عمل الباحث كمال غزال وهو يدور حول إمكانية حدوث الهستيريا الجماعية وقد استهله بالقول :
"كثيراً ما يستخدم الاخصائيون النفسيون ما يسمى بحالة "الهستيريا الجماعية " لدى محاولتهم إيجاد تفسيرات لأمور توصف على أنها خارقة أو ماورائية (وفق نظر البعض) حيث لم يقتصر حدوثها على شخص واحد ليجري تفسيرها على أنها هلوسة أو وهم أو حالة مرضية أو نفسية وإنما تعدى حدوثها ليشمل جماعة من الناس وكأنها عدوى وبائية أصابت عقولهم فأثرت على حالتهم النفسية والجسدية في آن معاً، وقد تكون " الهستيريا الجماعية " أيضاً مخرجاً لأولئك الذين يرفضون حدوث أمور خارقة للعادة فيكتفون بالتنظيرات النفسية والتفسيرات الطبيعية إلا أن ذلك قد يبعدهم عن واقع الأمر أحيانأً.
على أية حال لا يمكن إغفال دور "الهستريا الجماعية" لدى دراسة الكثير من التقارير رغم أن طريقة إنتشارها في الجماعة وآلية عملها ما تزال مبهمة أمام الباحثين، ويشهد التاريخ حدوث العديد منها حيث ذكرنا بعض الأمثلة، فما هي الهستريا أولاً؟ "
وعرف الهستيريا فقال :
"ما هي الهستريا؟
الهستيريا وفق الاستخدام الدارج للكلمة هي حالة ذهنية لا يمكن عندها التحكم بالأحاسيس. فالناس الذين يوصفون بأنهم "هستيريون" كثيراً ما يفقدون السيطرة على أنفسهم نتيجة لحالة من الخوف المهيمن الذي قد يكون ناجماً عن أحداث متعددة في الماضي تتضمن نوعاً من الصراعات الحادة، يمكن للخوف أن يتمركز على جزء من الجسم، أو أن يكون مشكلة متصورة في الذهن عن جزء ما من الجسم في الحالات الأكثر شيوعاً، أو أن يكون شكوى مألوفة من مرض كما في إضطرابات المزاج. عموماً يستخدم الطب الحديث مصطلح "هستيريا" فقط كنوع من التصنيف التشخيصي، ويستعيض عنه بوصف أكثر دقة مثل اضطراب الجسدنة Somatization Disorder وهو عملية تجسيد القلق النفسي أو التعبير عنه بأعراض جسدية وفي عام 1980 قام اتحاد الاطباء النفسيين الامريكيين رسمياً بتغيير تشخيص "عصاب هستيري متحول" إلى "اضطراب التحول"."
ومن كلام الباحث السابق نجد أن علماء النفس يغيرون التعريف ويغيرون الاسم ولكن يبقى المضمون وهو :
حالة نفسية تؤثر على الجسد أو على النفس بشكل ما من الأشكال قد يكون شلل أو اغماء أو قىء أو حكة أو فقدان ذاكرة مؤقت ....
وتحدث عن أصل كلمة هستيريا فقال :
"نبذة تاريخية
في العالم الغربي وحتى القرن الـ 17، كان يشار إلى الهستيريا على أنها حالة مرضية تصيب النساء تحديداً وتكون ناجمة عن اضطرابات في الرحم (وقد جاءت كلمة هستيريا أصلاً من كلمة إغريقية هي هيسترا " hystera" وتعني "الرحم"). ويعزى أصل مصطلح "هستيريا" إلى أبقراط حتى وإن لو لم يجري استخدامه في الكتابات التي تعرف مجتمعة باسم "جسم أبقراط".
ويشير جسم أبقراط إلى مجموعة متنوعة من أعراض المرض منها الاختناق ومرض هيراكليس التي تسببها (كما يفترض) حركة رحم المرأة إلى مواقع مختلفة داخل جسدها مما يؤدي إلى جعل رحمها خفيفاً وجافاً نظراً لافتقاره إلى السوائل الجسمية وكان يوصى بـ الحمل كعلاج لمثل هذه الأعراض، لأنه بدا أن الممارسة الجنسية (الجماع) ستبلل الرحم وتسهل عمل الدورة الدموية داخل الجسم."
إذا الهستيريا متعلقة بالنساء حسب الحديث السابق والمحدثون يرون أن الهستيريا ليست شيئا واحدا وإنما أشياء متعددة وفى هذا قال الباحث:
"والآن يعتبر العديدون الـ " هستيريا " تشخيصاً جرى توارثه عبر الاجيال لكنه يضم العديد من التشخيصات المتنوعة فيه ولا سيما بسبب اللائحة الطويلة من المظاهر المحتملة، وقد ذكرها أخصائي من العصر الفيكتوري في لائحة ضمت 75 صفحات ومع ذلك اعتبرها لائحة غير مكتملة."
وتحدث الباحث عن أن المحدثين انتهوا لتمييز نوعين من الهستيريا أحدهما جسدى والأخر انفصامى فقال :
"تميز النظريات الحالية والمصطلحات النفسية بين نوعين من الإضطرابات التي نعتت سابقاً باسم 'هستيريا' وهي الإضطرابات الجسدية والفصامية. وتشمل الإضطرابات الفصامية فقدان الذاكرة الفصامي والشرود الفصامي واضطراب الهوية الفصامي واضطراب تبدد الشخصية ولا تنص على خلاف ذلك بالإضافة إلى ذلك، نجد بعض المتلازمات المقيدة بثقافة معينة مثل " هجمات الأعصاب " التي تم تحديدها لدى السكان ذوي الأصول الإسبانية وانتشرت في فيلم "المودوفار" الذي حمل عنوان " نساء على شفا الإنهيار العصبي " الذي يعتبر مثالاً عن الظواهر النفسية بنوعيها الجسدي والفصامي حيث جرى ربط أعراضها بالصدمات النفسية وقد أظهرت البحوث العصبية في الآونة الأخيرة أن هناك أنماطاً مميزة لنشاط الدماغ مرتبطة بتلك المناطق ويعتقد أنها إضطرابات لاواعية، فهي ليست مختلقة أو تندرج ضمن التمارض المتعمد."
إذا الهستيريا نواتجها أو مظاهرها قد تكون جسدية وقد تكون نفسية وحدثنا غزال عن الهستيريا الجماعية فقال :
"الهستريا الجماعية
يستخدم مصطلح هستيريا أيضاً في عبارة "هستيريا جماعية " Mass Hysteria لوصف ردود أفعال ذعر الجمهور وهي مهما اختلفت أسماؤها مثل: هستيريا المجموعة أو مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي أو السلوك الجماعي الوسواسي هي ظاهرة نفسية إجتماعية تتجسد فيها نفس الأعراض الهستيرية في أكثر من شخص واحد. ومن الأمثلة الشائعة في الهستيريا الجماعية هو اعتقاد مجموعة من الناس بأنهم يعانون من نفس المرض أو الإعتلال.
لقد كان لحوادث متنوعة صلة مع الهستريا الجماعية نذكر منها محاكمات الساحرات ومؤامرات ثورة العبيد وهي أحداث يمكن فهمها بشكل أفضل من خلال مصطلح " الذعر المعنوي " في علم الإجتماع (السيسيولوجيا) الذي يهتم بدراسة بنية وتطور المجتمعات البشرية.
كما يستخدم مصطلح " هستيريا جماعية" عادة لوصف موجات من المشاكل الطبية التي تشيع بين الجميع كرد فعل على مقالات إخبارية. ونجد إستخداماً مشابه لمصطلح "الهستريا الجماعية" يشير إلى أي نوع من ظواهر "الموجة العامة "، وقد سبق استخدام المصطلح لوصف الاهتمام العام بتقارير الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) وفي ظاهرة دوائر المحاصيل وأمثلة أخرى مشابهة من آن لآخر."
الهستيريا الجماعية يراد بها توحد رد الفعل عند مجموعة من الناس تجاه أمر ما والرد ليس مرضيا فى كل الأحوال وإنما نادرا لأن الاقتداء بالآباء ينتج ردود فعل متشابهة كما قال تعالى على لسان الكفار :
"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
وهو ما سموه بقيادة القطيع والباحث لا يقصد هذا المعنى وإنما يقصد رد الفعل المرضى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس