عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-11-2023, 07:59 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي

" - في الإسلام
لا ينفي الإسلام تأثير اللعنة حتى ولو صدرت من بشر مع أن اللعنة قد تحل (بعكس هدفها) على الشخص الذي لعن بدلاً من الشخص المستهدف في اللعن وذلك وفقاً لمشيئة الله الذي يختص وحده بإبطال أو تفعيل تأثير اللعنة أو عكس اتجاهها كما نجد في الحديث الشريف التالي:
عن أبي الدّرداء قال: قال محمد رسول الله (ص): " إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللّعنة إلى السّماء فتغلق أبواب السّماء دونها، ثُمّ تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثُمّ تأخذ يمينًا وشمالً، فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذًي لعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها ".
وهذا يعني أن اللعنة قد ترجع إلى قائلها وتحل عليه إذا لم يكن المستهدف في اللعن مستحقاً لها ومن الملاحظ أن اللعنة ذكرت على أنها شيء (أمر غيبي) يتمكن من الصعود والهبوط والسير إلى اليمين واليسار. وقد ذكر محمد رسول الله (ص) في لعنات في أحاديثه على من يقترف الآثام والخطايا كمن يسب أباه أو أمه، أو يذبح لغير الله أو يتشبه بالرجال من النساء أو يتشبه بالنساء من الرجال أو الذي يضع الوشم أو مارس الجنس مع مثيله أو مع حيوان .. الخ، كما في الأحاديث التالية:
حدثنا زهير بن حرب وسريج بن يونس كلاهما، عن مروان قال زهير: حدثنا: مروان بن معاوية الفزاري حدثنا: منصور بن حيان، حدثنا: أبو الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال: ما كان النبي (ص) يسر إليك قال: فغضب، وقال: ما كان النبي (ص) يسر إلي شيئا يكتمه الناس غير أنه قد حدثني بكلمات أربع، قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين، قال: قال:" لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من غير منار الأرض ".
حدثنا: محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة عن إبن عباس قال: قال النبي: " ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط ".
- ولم يذكر الإسلام أماكن توصف على أنها "ملعونة" أو ذات تأثير مانع للخير كما لم يعط تفصيلاً محدداً لطبيعة وشكل تأثير اللعنة.
- ومع ذلك لا يعتبر الإسلام اللعن من صفات المسلمين لذلك حذر منه سواء أكان موجهاً بحق مسلم (حياً أم ميتاً) أو بحق كافر (حياً) أو بحق أي شيء أو دابة كما ورد في الحديث الشريف:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال محمد رسول الله (ص):" ليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء "- رواه الترمذي."
والأحاديث السابقة لبعضها فهم خاطىء فاللعنة هى طلب العقاب الأخروى وأما كون المسلم غير لعان فهو مخالف للقرآن فالمسلمون يلعنون الكفار كما قال تعالى :
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
فالناس الذين يلعنون الكفار هم المسلمون لأنهم المضاد لهم
وتحدث غزال عن لعنة الله فقال :
"لعنة الله أن القرآن الكريم ذكر عدداً من اللعنات إلا أن جميعها كانت صادرة عن الله ولم تكن إحداها مقتصرة في صدورها على أحد من البشر وهي لعنات موجهة نحو المستهدفين من الشياطين والكفار والظالمين والكاذبين بمن فيهم من شهد زوراً في أعراض الناس أومن قتل مؤمناً، ونجد ذلك في عدة مواضع نذكر منها:
- " إن يتبعون إلا شيطاناً مريداً لعنه الله " (سورة النساء 117 - 118).
-" إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (سورة البقرة 161 - 162)
- " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كما يشاء ... " (سورة المائدة 64)
- " والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين " (سورة النور 7)
- " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً " (سورة النساء 93)
ويعتبر غضب الله أعظم من لعنته، كما قال أهل التفسير، ففي كتاب (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) للألوسي يعتبر اللعن الطرد عن الرحمة، والغضب أعظم منه إلى أن قال: "لا يسلم اختصاص الغضب بالكافر وإن كان أشد من اللعن "."
واعتبار غضب الله غير لعنته خطأ فهو نفس المعنى وطبقا للآيات السابقة كل الملعونين كفار أى عصاة لأحكام الله
وتحدث عن لعن الشيطان فقال :
"لعن الشيطان
من الثابت أن الشيطان ملعون من الله كما ورد في القرآن الكريم في سورة النساء (117 - 118):" إن يتبعون إلا شيطاناً مريداً لعنه الله "، ومع ذلك ينبغي على المسلم عدم لعن الشيطان والإكتفاء بالتعوذ من شره وكيده لأن كيده عظيماً وقد ورد في الحديث الشريف أن رسول الله لم يلعن الشيطان مباشرة بل لعنه فقط بلعنة الله، وكان لهذه اللعنة تأثير قوي ومباشر (غيبي) على إبليس بعد أن هدد محمد سول الله (ص) بشهاب نار كما يرد الحديث الشريف التالي: أخبرنا محمد بن سلمة عن ا بن وهب عن معاوية بن صالح قال حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول:" أعوذ بالله منك "، ثم قال:" ألعنك بلعنة الله ثلاثاً "، وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال:" إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أن آخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً بها يلعب به ولدان أهل المدينة "."
والخطأ أن الشيطان كان يريد حرق النبى (ص)بالنار وهو يخالف أن الجن خفى بينما الناس فى عالم الظاهر ولا يمكن أن يتصلوا كما يخالف حماية الله وهو عصمته كما قال تعالى :
" والله يعصمك من الناس"

وتحدث غزال عن اللعنة في الثقافات المختلفة والتراص فقال :
طفي الثقافات والتراث
تتطلب دراسة أشكال اللعنات نصيباً كبيراً من دراسة كلاً من الدين والتراث الشعبي، وكثيراً ما تكون اللعنة محاولة متعمدة كجزء من ممارسات السحر والشعوذة، وفي الثقافة الهندوسية يعتقد أن للـ (فكير) وهم رجال مبروكين القدرة على المباركة واللعنة على حد سواء.
وتأخذ اللعنة أسماء وأشكالاً محددة تبعأً للثقافات المختلفة، فثقافة (الهودو) وهي من السحر الذي يمارس بين الأمريكيين من أصل إفريقي قدمت لنا فكرة (النحس) و (الظروف الغير مؤاتية) فضلاً عن شكل من أشكال السحر الذي يتقفى آثار الأقدام حيث يتم وضع (أشياء ملعونة) في مسار الضحايا الذين تحل عليهم اللعنات حينما يمشون فيها.
- وفي ثقافة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط ?
نجد أيضاً اعتقاد الإصابة بالعين، والتي قد تكون نتيجة للحسد، ولكن نادراً ما يقال أنها نتيجة للعنة متعمدة ومن أجل الحماية من العين توضع قطعة دائرية من الزجاج الأزرق الداكن مع دائرة بيضاء حول النقطة السوداء في الوسط وتسمى بـ الخرزة الزرقا وهو ما يذكرنا العين البشرية وقد تختلف قطع الحماية في حجمها. وكان الشعب الألماني بما في ذلك الهولنديون في ولاية بنسلفانيا يتكلمون بشكل من التمائم السحرية، وكان أكثر التمائم شيوعأً في الماضي تلك التي يراد منها تجفيف أضرعة الأبقار من الحليب أو التسبب في عرج الخيول.
- واستخدم الأبوريغينال من سكان أستراليا الأصليين طريقة يشيرون فيها إلى الشخص المستهدف باللعنة من خلال قطعة تكون على الأغلب عظمة ومع تركيز قوي وطقوس مكرسة يعتقدون أن ذلك يؤدي إلى موت الشخص المستهدف بعد فترة. ورغم أن تلك الممارسة منتشرة فلا تعتبر جريمة بحسب القانون الأسترالي."
وتحدث عن أشكال اللعنات في ثقافات الشعوب فقال :
"أشكال اللعنات في الثقافات
1 - أغراض ملعونة
يزعم أن الأغراض التي تسرق من مالكيها الشرعيين أو التي تنهب من صندوقها المحرم تحل عليها اللعنة. ويعتقد أن "ماسة الأمل" تحمل معها لعنة من هذا النوع والتي تجلب سوء الحظ لصاحبها. ومع أن القصص تختلف في تحديد سبب اللعن لكنها تتفق في أن اللعنة تجلب سوء الحظ أو تتجلى معها ظاهرة غير عادية.
وهناك أغراض طالها (النحس) حتى لو لم تكن مسروقة قد لقي (جيمس دين) (1931 - 1955) وهو ممثل سينمائي شهير شاب حتفه في حادث سيارة من موديل بورشيه سبايدر والتي أنتج منها 90 سيارة فقط، فتعاقبت أحداث مأساوية لها صلة بنفس موديل السيارة كان من نتيجتها 5 قتلى وجرحى وعدد ضخم من حوادث الإصطدام.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس