عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-10-2023, 06:57 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,033
إفتراضي

" رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ " (غافر - 15)
" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا " (النبأ - 38)
وكما يختص حبريل في نفخ الروح فإن ملك الموت يختص بقبضها عند الموت كما نجد في الآية التالية:
" قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " (السجدة - 11)
الروح في الجن
يؤمن المسلمون بالجن كمخلوقات روحية خارقة لطبيعة تملك روح وهي عاقلة ومكلفة كما الإنسان وقد ثبت عند المسلمين وجود الروح فيه حسب دينهم وأنهم يستطيعون التجسد والتزاوج مع البشر.
وهناك من يقول أن الجن لها روح فقط بدون جسد وآخرون يقولون أن الجن لها جسد وروح وأن جسدها مخلوق من نار.
مكان الروح قبل الحياة
اختلف الناس بكون الروح كانت موجود قبل الجسد أو العكس.
- يقول ابن القيم (1292 - 1349) وهم من أهم علماء الدين الإسلامي: " لو كان لروح وجود قبل البدن وهي حية عالمة ناطقة لكانت ذاكرت لذلك في هذا العالم شاعرة به ولو بوجه عام، ومن الممتنع أن تكون حية عالمة ناطقة عارفة بربها وهي ملأ من الأرواح ثم تنتقل إلى هذا بدون أن تذكر ولا تشعر بحالها قبل ذلك بوجه ما ".
- ويقول بعض الناس أن الأرواح كانت مخلوقة في عالم قبل هذا العالم يدعى عالم الذر، وفي القرآن الكريم نجد: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " (الأعراف - 172)، أقرا عن عالم الذر."
وتلك الأقوال المنقولة من هناك وهناك هى تفسيرات البشر فالروح فى القرآن لا علاقة لها بسر الحياة التى هى النفس
إن لفظ الروح يطلق فى الوحى على عدة معانى :
1-رحمة الله كما فى قوله تعالى بسورة يوسف "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "وقوله بسورة النساء "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "وقوله بسورة المجادلة "وأيدهم بروح منه"أى بنصر منه أى بجند من رحمته
2-الوحى كما بقوله بسورة الإسراء "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "ويفسره قوله بسورة النحل "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده"وقوله بسورة غافر "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده "وقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا "
3- جبريل (ص)وهو رسول الله كما فى قوله بسورة مريم "فأرسلنا إليها روحنا "وقوله بسورة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها "وقوله بسورة الشعراء "نزل به الروح الأمين "ولم يأت لفظ الروح بالمعنى المشهور حاليا وهو النفس أى سر الحياة فى الوحى .
ماهية الروح
حقيقة الروح وهى ما يسمونه سر الحياة هو الكلام سواء كان قولا أى رمزا فالكلام ينقسم لأقوال ورموز أى إشارات مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا "
فالكلام هو الشىء الوحيد الخفى فى الإنسان فكل منا يكلم نفسه طوال الوقت عدا وقت النوم الذى يتوفى فيه الله النفس وهى الروح ثم يعيدها عند الإستيقاظ وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فالإرسال هو الإعادة والإستيقاظ هو الأجل المسمى الذى لا ترجع بعده النفس فالملاحظ هو أن الشىء الوحيد الذى يختفى من الإنسان عند نومه هو الكلام
الروح والجسد :
الروح وهى النفس تركب فى الجسد بعد خلق الله له بدليل أن الله سوى جسد آدم (ص)أولا ثم نفخ فيه النفس وهى الروح من روحه وهى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة ص "فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "وهذا يعنى أن جسد الإنسان أقدم وجودا من روحه وأما عند الموت فإن الله يمسكها عنده بمعنى يدخلها الجنة أو النار فى البرزخ والجسد الظاهر لنا يتحول إلى تراب وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "وقطعا النفس عندما تدخل الجنة أو النار يركبها الله فى جسم حتى تحس اللذة والألم وكذا الحال فى يوم القيامة بعد الموتة الثانية وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "وإذا النفوس زوجت" والمراد وإذا الأرواح ركبت فى الأجسام والجسم وسيلة للإحساس باللذة أو بالألم وليس هو الملتذ أو المتألم لأن التلذذ والتألم للنفس لأنها المحاسبة مصداق لقوله تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "
تحضير الأرواح :
من الخرافات الشهيرة قدرة بعض الناس على استحضار أرواح الموتى وهو محال لأن الله حرم على الهلكى وهم الموتى العودة للحياة فقال بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "كما فصل الله بين عالم الموتى وعالم الأحياء فقال بسورة آل عمران "وتخرج الحى من الميت وتخرج من الحى "والمراد وتفصل العائش عن الفانى وتفصل الفانى عن العائش و لا اتصال بين عالم الأحياء وعالم الأموات من جانب الناس فيهما.
ثم تحدثت عن لآاء لبعض الأفراد فى مستقر الروح فقالت:
"أفكار شخصيات وطوائف حول مستقر الروح
- ... قال صفوان بن عمرو: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال إن الأرض التي يقول الله تعالى: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "، قال هي الأرض التي يجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث وقالوا هى الأرض التي يورثها الله المؤمنين في الدنيا ".
- وقال كعب: أرواح المؤمنين عليين في السماء السابعة وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة تحت جند إبليس.
- وقال سلمان الفارسي: أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت، وأرواح الكفار في سجين، وفي لفظ عنه نسمة المؤمن تذهب في الأرض حيث شاءت.
- وقالت بعض الناس هم بفناء الجنة على بابها يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها.
- روى عن جماعة من الصحابة والتابعين أرواح المؤمنين بالجابية وأرواح الكفار ببرهوت بئر بحضرموت. - وقال أبو عمر بن عبد البر في شرح حديث ابن عمر أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة قال وقد استدل به من ذهب إلى أن الأرواح على أفنية القبور.
وقد قسم علماء المسلمون المجتهدين مستقر الأرواح بعد خروجها من الجسد بحسب رتبتها:
1 - ... أرواح الأنبياء: تقع أرواح الأنبياء في أعلى عليين مستدلين بأخر كلمة قالها محمد صلى الله عليه وسلم:" اللهم الرفيق الأعلى".
2 - ... أرواح الشهداء الذين يقتلون: يعيشون في عالم موازي لعالمنا ويرزقون وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس