عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-07-2023, 06:42 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي قراءة فى كتاب فوائد من حديث لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

قراءة فى كتاب فوائد من حديث لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
المؤلفة هالة يحيى صادق وهو يدور حول المعانى المستفادة من حديث الثناء وهو :

"قال أعلم الخلق (ص) لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
هذا جزء من حديث عائشة رضى الله عنها وهو فى صحيح الجامع رقم ( 1291 ) وفى صحيح أبو داود (823 ) .. والحديث " اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " .."

والحديث موضوع بسبب القول وأعوذ بك منك فكيف نستعذ بالله منه وكأنه الله هو من يوسوس للناس ويأمرهم بالمنكر فالمستغاذ منه هو الشيطان كما قال تعالى :
"فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "
وأيضا بسبب القول الاستعاذة بالرضا من السخط فالاستعاذة تكون من الضرر والمضر
ومن ثم كل ما بنته المؤلفة على الحديث باطل وهو :
"وللحديث عدة فوائد منها :
أولا أن من الصفات ما هو أفضل من بعض
أن صفات الله عز وجل كلها صفات كمال ، والكمال بعضه فوق بعض ولذلك قال النبى (ص)" اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك " فالرضا والسخط صفتان ثابتتان لرب العالمين ولكنه استعاذ بالرضا على السخط ، ولو كانا بمرتبة واحدة ما قدم أحدهما على الآخر وكما فى الحديث [ إن رحمتى سبقت غضبى ] هذا السبق نوع من الأفضلية ، وكذلك قول النبى (ص)لما سمع الرجل يدعو فقال إنه سأل الله بإسمه الأعظم الذى إذا دعى به أجاب . أى أن بعض الأسماء أفضل من بعض ، فلا يصح أن ينظر الى شأن الله كما ينظر الى شأن المخلوقين مهما علا شأنهم ، فالله عز وجل فى علاه ليس كمثله شئ ، وشأنه جل وعلا لا ينظر إليه إلا بالعلو { سبح إسم ربك الأعلى } فبعد أن ذكر أنه رب ذكر أنه أعلى ، والعلو فى كل شئ فى الذات والصفات والمكانة... والأفضلية بين الصفات لا تعنى نقص صفة عن أخرى بل هى كلها صفات علو وكمال ، ولكن الكمال منه ما هو كمال فوق كمال ، والمعلوم أن الصفات فرع عن الذات ، فالإنسان ذاته ناقصة فلذلك صفاته ناقصة ، أما الله عز وجل فذاته عالية ولذلك صفاته عالية حيث أن الصفات متناسبة مع الذات فالرضا والسخط كلاهما صفة كمال ، وكلام الله عز وجل صفة وليس مخلوق بل هو كلام على الحقيقة تكلم به الرحمن بحق وصوت يليق به وبشأنه جل وعلا ، وعلى هذا فكلامه أيضا بعضه أفضل من بعض .
سؤال من الذى يبين أفضلية صفة على صفة أو كلام على كلام ؟

الإجابة أنه هو سبحانه وتعالى الذى يفضل صفة عن صفة ويبين لنا ذلك من الكتاب والسنة ، وعلى هذا فالسخط ليس صفة نقص بل هى فى حق الله سبحانه وتعالى صفة كمال ، وكما أن صفة الضحك والغضب والأسف الذى هو شدة الغضب فى حق الله سبحانه وتعالى صفة كمال وإن كانت فى المخلوق صفة نقص فذلك كما أوضحنا أن الصفات فرع عن الذات فلا يلتبس عليك الأمر لما نقول أن الصفات بعضها أفضل من بعض فظن أن الأفضل أعلى والمفضول أدنى ، فهذا خطأ كبير ، فالتناسب فى الأفضلية فى مطلق الكمال لا يدخل فى دائرة النقص ولكن يأتى الخطأ بسبب التشبيه بين الخالق والمخلوق واعتقاد أن الأفضلية فى صفات الناقص كالأفضلية فى حق صفات الله الكاملة . فأنتبه للفرق وأحمل كل مسألة عقائدية فى ظل تسبيح رب العالمين . قال تعالى { سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين } ."
وما قالته المؤلفة عن أفضلية بعض الصفات على بعض خطأ فأفعال الله هو من شرعها فأباحها لنفسه ومن ثم لا تفاضل بينها فالمصدر لهما واحد
وتساءلت المؤلفة فقالت:
"سؤال لماذا جمع هنا بين تسبيحه فى هذه الآية وبين السلام على المرسلين ؟
الإجابة لأن أعظم قوم أنزلوا الله المنزلة التى تليق به هم المرسلون ، لذلك ذكر مكانته وذكر مكانتهم .. ولماذا سلام عليهم ؟ لأنهم هم الذين أقاموا القضية على ما ينبغى فلم يشبهوا ولم يمثلوا ولم ينقصوا ولم يقدموا عقولا .. إلخ بل أخلصوا له سبحانه ، ولذلك يصفهم فى قوله تعالى { إنه من عبادنا المخلصين }"
والحق أن السلام على الرسل(ص) هو نتيجة لتسبيحهم الله وذكرت المؤلفة وجود صفات نقص رغم أن الله هو من قالها فى حق نفسه فقالت:
"ملحوظة:
هناك صفات إن نسبت لله بإطلاق كان ذلك نقص لا يجوز ولكن هى تذكر فى مقابلة وليست مطلقة مثل { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } الأنفال 30 ، { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم } النساء 142 ، { إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا } الطارق 15 و 16 والخديعة هى ستر أمور عن إنسان وهو لا يدركها ، وظن المنافقون أنهم خدعوا الله لفرط جهلهم بالله وهو خادعهم ، وكذلك قوله تعالى { نسوا الله فنسيهم } فهنا مقابلة لفعلهم ، وكذلك الإنتقام صفة كمال ولأنه الإنتقام من الظالمين عدل مقابلة أفعالهم ، لأن الجزاء من جنس العمل ، فكانت صفات الخداع والمكر صفة كمال لأنها فى مقابلة أفعالهم ..
لكن عندما ذكر الخيانة كما فى الآية { إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم } الأنفال 71 لم يقل ( فخانهم ) لأن الخيانة خدعة فى مقام الإئتمان وهى صفة ذم مطلقا سواء فى مقابلة أو مطلقة هى صفة ذم فى كل الأحوال لذلك لم تكن من أفعال الله سبحانه وتعالى"

والحق أنها ليست صفات نقص فالخداع فى حق الله هو عدل منه حيث ينتقم ممن عصوه وأضروا غيرهم
وتحدثت عن الاستعاذة بالصفات والأسماء فقالت:
"ثانيا الاستعاذة بالأسماء والصفات والتوسل بها:
الوسيلة هى ما يتقرب به الى الله عز وجل من الواجبات والمستحبات ( أصل ذلك الإيمان بما جاء به الرسول (ص))
التوسل نوعان (1) توسل ممنوع (2) توسل مشروع
التوسل الممنوع
هو التوسل بما لم يجعله الله وسيلة ، وذلك كالتوسل بالمقبورين أو بالأحياء من غير رسول الله (ص)أو فى غير الموطن الذى شرعه الله عز وجل .
(2) التوسل المشروع وهو قسمان

* العام هو اتخاذ الشريعة كلها وسيلة كما قال تعالى { وأتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتخذوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون } ، وقوله تعالى { والذين يمسكون بالكتاب } فالله جعل الشريعة كلها عقيدة وأقوال وأفعال وسيلة لرضاه سبحانه .
* التوسل الخاص هو التوسل بما شرعه الله عز وجل ، وهو أقسام

(1) التوسل برسول الله (ص)فى حياته وبشفاعته يوم القيامة ، وذلك لما جعله الله سبحانه وتعالى مقبول الدعاء ، والأدلة على ذلك كثيرة ( قصة المرأة التى تصرع – الرجل الأعمى – الرجل الذى جاءه وهو على المنبر يسأله الدعاء بالمطر ... إلخ ) .
(2) التوسل بالعمل الصالح ، قال تعالى { قدموا بين يدى نجواكم صدقة } فهذا التوسل بالإنفاق ، وكذلك هناك التوسل بالذبح أو الحج أو العمرة والصلاة والصيام ، قال العلماء ينبغى للمسلم أن تكون له خبيئة من عمل صالح لا يعلمها إلا الله ، لماذا لا يعلمها إلا الله ؟ .. قال الشاعر إن كل ما ظهر من عملى لا أعده لأن قلوبنا أضعف من أن تخلص والناس تنظر .
ومن الأدلة على جواز التوسل بالعمل الصالح حديث الثلاثة الذين سدت عليهم الصخرة فتحة الغار فتوسل كل واحد منهم الى الله بعمله الصالح أن يفرج عنهم ماهم فيه حتى انفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .
وهنا أدعو نفسى وإياكم أن تتفكروا لو كان أحدنا رابعهم فبماذا كنا نتوسل ؟ وهل لدينا عمل صالح يقبله الله منا ؟ وهل كانوا عندئذ سيخرجون أم سنكون سببا لعدم نجاتهم ؟
(3) التوسل بالأسماء والصفات كما هو ثابت فى السنة الصحيحة فى كثير من المواطن [ اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ] وهذا توسل بالأسماء [ اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ] وهذا توسل بالصفات مع مراعاة إختيار الإسم المناسب للطلب حين الدعاء ، فإن هذا من الأدب مع الله ومن الفقه ، فلا يقال إرحمنى يا جبار يا قوى .. لكن يختار الإسم المناسب فيقول يا رحيم يا رحمن إرحمنى ..
ولفظ التوسل يراد به ثلاث معان معنيان صحيحان بإتفاق المسلمين ، والثالث لم ترد به سنة
التوسل بطاعته ، وهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به .
التوسل بدعائه وشفاعته وهذا كان فى حياته ، ويوم القيامة يتوسلون بشفاعته .

التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته ، فهذا هو الذى لم تك الصحابة تفعله لا فى الاستسقاء ونحوه ، لا فى حياته ولا بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره ."
والتوسل هو الأخذ بالأسباب التى شرعها الله فلا يوجد ما يسمى توسل بالصفات والأسماء وإنما هى كلها أعمال بناء على أحكام الله كالاستعانة بالطبيب على المرض واستعانة المكسور بالسليم فى الطريق واستعانة الأعمى بالمبصر
وطرحت المؤلفة سؤالا فقالت:
"سؤال هل يجوز طلب الدعاء من مخلوق فى حياته ؟
الأفضل عدم طلب الدعاء من أحد من المخلوقين فى حياته ، لكن طلب الدعاء من النبى (ص)فى حياته أفضل من الترك لما ثبت له (ص)من الفضل لكونه مقبول الدعوة ."

وما قالته المؤلفة عن عدم طلب الدعاء من المسلم الأخر يتناقض مع أن الله أمر المؤمنين أن يستغفروا لبعضهم البعض كما طلب من نبيه(ص) الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فقال:
" واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنين"
وكطلب أولاد يعقوب(ص) منه الاستغفار لهم " استغفر لنا ذنوبنا"
وتحدثت عن حرمة التوسل بالموتى فقالت:
"أما دعاء الأنبياء والصالحين بعد موتهم فهو غير جائز فإن هذا من الشرك أو ذريعة الى الشرك ، وإن دعاء الغائب للغائب أعظم من دعاء الحاضر لأنه أكمل إخلاصا أو أبعد عن الشرك ، وفى الحديث " أعظم الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب " أخرجه أبو داود (2/1535) والترمذى (4/198) وفى لفظ " إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب " قال الألبانى ضعيف جدا ضعيف الجامع رقم 841 ،

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس