عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-06-2023, 07:40 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,039
إفتراضي نقد كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله

نقد كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله
المؤلف سلطان بن فهد الطبيشي وهو يدور حول أن الحنان اسم من اسماء الله تعالى وقد استهل حديثه بأن الله وصف أسمائه بالحسن فقال:
"وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "
فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه .
قال ابن القيم : أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل."
والحق أن ما ذهب إليه الطبيشى ومن بنى على حديثهم لا يعرفون حقا أن أسماء الله الحسنة هى أحكامه التى يجب طاعتها وليست الأسماء المطلقة على ذاته وقوله فادعوه بها يعنى فأطيعوه بها والدليل على هذا التفسير قوله تعالى :
" ومن أحسن من الله حكما "
وقوله " له الأسماء الحسنى"
يفسره قوله :
" ألا له الحكم "
وفسر الله الإلحاد في اسمائه وهى أحكامه في قوله" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه" بأنه الإلحاد في آيات وهى أحكام الله المنزلة فقال :
"إن الذين يلحدون فى آياتنا لا يخفون"
ثم قال أنه لا يجوز تسمية الله بأى اسم غير وارد في القرآن والروايات فقال :
"لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع .
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء.
وقال ابن الوزير : فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته : رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه "وقال السفاريني : لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها... والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما.
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلا بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع ، وأما السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها .
ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع ."
والخطأ في الحديث السابق هو أن التوقيفي ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع والتوقيفى هو ما ورد به نص إلهى فقط لا غير لأن الله هو من يشرع وليس النبى(ص)أو الناس كما قال تعالى :
" شرع لكم من الدين"

وتحدث عن اسماء الله في الروايات مقرا بحديث التسعة والتسعين اسما فقال :
وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه .
أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا؛ من أحصاها دخل الجنة" ."
والحديث باطل لأن عدد أسماء الله الصريحة في آيات القرآن أكثر من مائة وثلاثين اسما
وأتانا الطبيشى بأن اسم الحنان ورد غفى روايات تعدد الألفاظ التى تطلق على الذات الإلهية فقال :
"وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي :
- طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة .- طريق مجاهد عن أبي هريرة .- حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان .- حديث أبي ذر .- حديث جابر.-حديث حذيفة.- أثر علي .- أثر عروة بن الزبير .- أثر زيد بن عمرو بن نفيل .- أثر الأسود بن يزيد .
أولا : طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي { :
أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم".
ثم قال الحاكم : هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصرا دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهدا للحديث الأول- أي حديث الوليد بن مسلم "
وتحدث الطبيشى عن أن ابن حجر تحدث مبينا عيوب اسناد الحديث فقال:
"وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله : وفي كلامه مناقشات:
- جزمه بأن عبد العزيز ثقة مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
- شرط الشاهد أن يكون موافقا في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء.
-جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك؛ فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلا وبعضها لم يرد بذكر الاسم. انتهى .
وأخرج هذا الطريق البيهقي في الأسماء والصفات، ثم قال : "تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل؛ ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري".
وحديث عبد العزيز بن الحصين ضعيف لعدة أمور؛ منها ما ذكره الحافظ ابن حجر،
ومنها ما يلي :
- أن لفظة (الحنان) التي ذكرها عبد العزيز بن الحصين في هذا الحديث لا توجد إلا عنده، والرواية الأخرى وهي الأصح من هذه الرواية لا يوجد بها هذه الرواية فهي زيادة منكرة.
- تفرد عبد العزيز بن الحصين بذكر الأسماء عن أيوب، وهي زيادة منكرة؛ فقد روى معمر عن أيوب هذا الحديث ولم يذكر الأسماء الحسنى، ومعمر أوثق وأجل من عبد العزيز بن الحصين
وروى العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن الحصين، حيث ذكر له حديثين : أحدهما هذا الحديث، ثم قال: فلا يتابع عليهما جميعا ... وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة؛ فيها لين، وأما الرواية في تسعة وتسعين اسما مجملة بأسانيد جياد عن أبي هريرة عن النبي { .
وقال ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج . وكذا قال ابن حجر ."
وتحدث الطبيشى عن سند ثانى فيه متحدث فيهم منهم المجهول والخالط فقال :
"ثانيا : طريق مجاهد عن أبي هريرة: قال الحكيم الترمذي : حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها... إلى أن قال :ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلا واحدا فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه ... إلى آخر الحديث.
وهذا السند فيه علل هي :
- صالح بن أحمد بن أبي محمد لم أجد له ترجمة .
- يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه، فإذا لم يكن هو فهو مجهول.
- ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك.
فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس