عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-06-2023, 01:52 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي

وجعلنـاهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيـامة لا ينصرون وأتبعنـاهم فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيـامة هم من المقبوحين [القصص:41، 42]."
وتحدث عن تخاذل فريق اخر واندماجهم في الفساد وتثبيطهم للفريق الذى يريد الإصلاح فقال :
"وبعد: عباد الله، فإن ثمت درسا مهما يستقى وسط أعاصير الفتن، وذلك أن استسلام بعض المسلمين لتبعات الأحداث والانخراط في سلك المتخاذلين أمامها بين مقل في ذلك أو مكثر هو خطب جلل، إذ يخطئ أمثال هؤلاء حينما يرون الشر يداهم بلاد المسلمين فينزلقون إليه ويغرقون فيه، ظانين أن بقاءهم وحدهم لا معنى له وسط هذا الزحام المتهافت، كيف لا وقد وقع الجمهور فيه وولغوا من حمئه؟! وهم يحسبون أن انتشاره في الناس كاف لتغيير حكمه ورفع التبعة عن مشتملة، ويحسبون أيضا أن الوقوف أمامه بالنصح والتوجيه ما هو إلا ضرب من ضروب الوقوف أمام سيل العرم."
وتحدث عن أن المؤمن الحق لا يهمه أى شىء سوى بيان الحق والتمكين له فقال :
والحق ـ عباد الله ـ خلاف ذلك؛ إذ المؤمن الحر هو من خرق عادات الناس، منتهجا نهج الصواب ولو كان في مجافاة الكثرة الكاثرة. فالحق والباطل لا يعرف بكثرة السالكين فيه، إذ يقول سبحانه: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين [يوسف:103]، ويقول أيضا: وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله [الأنعام:116]. ولهذا بين سبحانه وتعالى أثر الاندفاع وراء الدهماء في الفتن والسير مع الغوغاء، وأن ذلك لا يعفي أحدا من مسؤوليته، فقال سبحانه عن حادث الإفك: لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم [النور: 11]."
وكالعادة يدخلنا الرجل في متاهة ان الله سينصرنا ويكشف الخطوب والحق أن الله لا ينصر إلا من يطيعه واما من يعصونه فهو يزيدهم عذابا فوق العذاب وفى هذا قال الشريم :
"ألا فاتقوا الله أيها المسلمون، ولتقبلوا على الحياة وسط هذه الزوابع باعتزاز بالدين وعزيمة وثابة وإرادة لا تلين، ولنتعود النظر إلى الجانب المضيء في طريقنا، ولنفسر الأشياء تفسيرا جميلا يبعث فينا الأمل وينشر الرجاء بالله، ولنثق ولنثق ولنثق بأن يد الله فوق أيدي المؤمنين مهما ادلهمت الأحداث وتكاثرت الخطوب، فمن نكث فإنما ينكث علىا نفسه ومن أوفىا بما عـاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما [الفتح: 10]."
وطرح سؤال هل يمكن ان يوجد بين صفوف المسلمين مفسد ومثبط ومتخاذل فقال :
وبعد: فإنه عطفا على ما سبق ذكره قد ينشأ سؤال في خلد البعض يحمله على الاستفهامات التالية: هل من المعقول حقا أن يوجد في صفوف المسلمين من يقوض مسيرتهم أو يخدش بناءهم؟! أمن المعقول أن يكون بين المسلمين من يجعل من نفسه تطوعا معول هدم لا يقل ضراوة عن معاول أعداء الإسلام؟! أمن الممكن حقا أن نصل إلى حال نعاني فيها من بني جلدتنا ما يفوق معاناتنا من أعدائنا؟!"
والحق أن من يعضى الله هو كافر ولا يمكن أن يكون مسلما مكرة أخرى إلا إذا تاب واصلح وأما من يبقى على فساده فليس بمسلم كما قال تعالى :
" ولم يصروا ما فعلوا وهم يعلمون"

وأجاب فقال :
"فالجواب أن نعم، وليس هذا بمستغرب، كيف لا وقد حدث عنه النبي وهو الصادق المصدوق كما في حديث حذيفة الآنف ذكره. ولو لم يكن الأمر كذلك لما توعد سبحانه من يقع في أتون الإغواء والإضلال بين المسلمين بقوله: إن الذين يحبون أن تشيع الفـاحشة فى الذين ءامنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون [النور: 19].
فلا غرو إذا ـ عباد الله ـ أن تكون هناك أقلام كالمأجورة جعلت من بنان ممسكيها أجراء لفكر منقوص أو متطوعين لتعويق مسيرة الإسلام الخالدة، بثوا نطف أفكارهم لإيلاد أطفال دهاليز منفلين لكل لاقط، يشككون من خلالها في ثوابت الدين تارة، ويهمزونها ويلمزونها تارات أخرى، يشوشون في ثوابت ديننا ومقوماته بأحبار أجنبية عنا، شغل بعضهم الشاغل الإزراء بموقف الشريعة تجاه المرأة، فسخروا من الحجاب المفضي إلى العفاف، وأظهروا الشماتة بقوامة الرجل، ونسبوا أسباب تراجع المسلمين وضعفهم أمام أعدائهم إلى خلل في مناهجهم الدينية، زاعمين أن الإصلاح لا يكون إلا في خلخلتها وتهميشها.
كما أن هناك قنوات مرئية جندت نفسها من حيث تشعر هي أو لا تشعر، وكلا الأمرين مصيبة، نعم جندت نفسها في بث ما من شأنه محو العفاف ولثم الحشمة ونشر الإثم عاريا دونما استحياء أو مسؤولية، فجعلت في إذكاء التمازج بين الفتاة والفتى في منتديات دولية خالية من القيود والحدود الشرعية، ليجعلوه نوعا من أنواع السباق المحموم والشجاعة الساخرة بمقومات الحياة والشهامة والكرامة الإسلامية والعربية. تركوا أيتام فلسطين والعراق والشيشان وغيرها لا بواكي لهم، وهمشوا ثكالى المسلمين وأراملهم، فلم يجدوا حلا يواسون به جراحهم إلا من خلال نشر الإثم والقحة والمروق من الفضيلة.
وإن تعجبوا ـ عباد الله ـ فعجب ما تلاقيه تلك البرامج من رجع الصدى لدى الأغرار واللهازم من بني ملتنا، في حين إنك لا تجد من أهل العلم والإصلاح وهيئات التربية والتوجيه ومنظمات حقوق الإنسان ما يكشف هذا الزيف المرئي ويزيل اللثام عن أنيابه ويبين أضراره ومخاطره على الأجيال الحاضرة والأجيال الصاعدة، ومما لا شك فيه أنه بمثل هذا تسفل النفس، ويعم الخلل أوساط المسلمين، وتنتشر الحطة والدون، ويعظم الركون إلى الأهواء والأدواء."
وكان على الشريم أن يتهم الحكام فمن يتحدث عنهم لا أحد يكتب أو يتكلم إلا في ادوات مملوكة للسلطات ولا أحد يمكن ان يقول شىء لا يريده الحكام ومن ثم فالمتهم الأول هم الحكام وليس اولئك الذين يظهرون في وسائل الإعلام ويثبطون ويتخاذلون وينتقدون دين الله
وتحدث الشريم عن الخذر من فسادنا الداخلى فقال :
"ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، والحذر الحذر أن نؤتى من قبل أنفسنا ونحن لا نشعر، أو أن نستورد البلايا وسط ديارنا بحر أموالنا ومحض أفكارنا، فإن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات. ألا فإن الحق أبلج والباطل لجلج، وإن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. فشريعة الله كالبيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟! فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم [البقرة: 181]."
الغارة يصنعها أعداء الداخل وهى السلطات التى تحكم عالمنا كما يصنعها أعداء الخارج باتفاق مسبق بين الكل فلا شىء يجرى بعيدا عن تلك السلطات التى تحكم العالم باسم المسلمين وباسم بقية الكفار
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس