عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-06-2023, 07:47 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي قراءة في كتاب حسن الخاتمة

قراءة في كتاب حسن الخاتمة
المؤلف عبدالله بن محمد المطلق وهو يدور حول التوبة باستمرار قبل مجىء الموت وقد استهله بالحديث عن الاستمرار في عمل الذنوب فقال:
"أما بعد:
فإن نصيب الإنسان من الدنيا عمره، فإن أحسن استغلاله فيما ينفعه في دار القرار ربحت تجارته، وإن أساء استغلاله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين، وكم حسرة تحت التراب والعاقل من حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، وخاف من ذنوبه قبل أن تكون سببا في هلاكه، قال ابن مسعود: المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه.
وكم شخص أصر على صغيرة فألفها وهانت عليه ولم يفكر يوما في عظمة من عصاه، فكانت سببا في سوء خاتمته، قال أنس بن مالك: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله من الموبقات. وقد نبه الله في كتابه جميع المؤمنين إلى أهمية حسن الخاتمة، فقال تعالى:" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
وقال تعالى: "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
فالأمر بالتقوى والعبادة مستمر حتى الموت: لتحصل الخاتمة الحسنة. "
وتحدث عما يحسنون أعمالهم في معظم عمرهم وينهون عمرهم بعمل السيئات فقال :
"وقد بين أن بعض الناس يجتهد في الطاعات ويبتعد عن المعاصي مدة طويلة من عمره، ولكن قبيل وفاته يقترف السيئات والمعاصي مما يكون سببا في أن يختم له بخاتمة السوء، قال : { وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }."
والحديث باطل لأن الكتاب وهو القضاء والقدر يشمل كل العمر ولا يأتى في المرحلة الأخيرة فيسبق فالقضاء والقدر الذى كتبه الله هو نفسه ما يختار الفرد في حياته من أقوال وأفعال بمشيئته كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وهذا القضاء والقدر لا يعرفه الإنسان او غيره لأنه لو عرفه ما كان مخيرا وإنما هو يجهله ومن ثم هو من يختار ما يريد وهو ما سبق لأن قدره
ثم قال:
"وورد في حديث سهل بن سعد الساعدي أن رجلا من المسلمين في إحدى المعارك مع رسول الله أبلى بلاء شديدا، فأعجب الصحابة ذلك، وقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله : { أما إنه من أهل النار }. فقال بعض الصحابة: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجل من القوم: أنا صاحبه،سأنظر ماذا يفعل، فتبعه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت، فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فرجع الرجل إلى رسول الله فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذلك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله عند ذلك: { إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار } وفي بعض الروايات زيادة: { وإنما الأعمال بالخواتيم }."
والحديث باطل والخطأ هو علم النبى(ص) بالغيب وهو دخول الرجل النار رغم جهاده قبل موته وهو ما يخالف أن النبى(ص) نفسع لا يعلم مصيره ولا مصير غيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" وقال :
" ولا أعلم الغيب"
وتحدث عن صفات المؤمنين فقال :
وقد وصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم جمعوا بين شدة الخوف من الله مع الإحسان في العمل فقال:
" إن الذين من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون "
وتحدث عن تمنى بعض الصحابة ألا يكونوا ناس وإنما مخلوقات غيره فقال:
"وقد كانت هذه حالة الصحابة ، وقد روى أحمد عن أبي بكر الصديق أنه قال: (وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن) وكان يمسك بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد"
والصحابة المؤمنون لا يقولون هذه التمنيات لأنها اعتراض على مشيئة الله في خلقهم ناس
ثم قال :
"وكان علي بن أبي طالب يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى، قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. وكان يقول: ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة قد أسرعت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل."
وتحدث عن كراهية وخوف موت الفجاءة فقال :
"وقد كان موت الفجأة مذموما في الإسلام، لأنه يباغت صاحبه ولا يمهله، فربما كان على معصية فيختم له بالخاتمة السيئة.
وقد كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة خوفا شديدا، قال سهل التستري: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى إذ قال: وقلوبهم وجلة .
وينبغي أن يكون الخوف من سوء الخاتمة ماثلا أمام عين العبد في كل لحظة، لأن الخوف باعث على العمل، وقد قال : { من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة }."
والحقيقة أن كل الموت يأتى فجأة فلا أحد يعلم موعد موته ولا موعد موت أقاربه او اصحابه أو غيرهم كما قال تعالى :
" وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت"
ومن ثم الواجب الاستعداد بالطاعة المستمرة لله وتحدث عن قرب الموت للبعض فقال :
"لكن إذا قاربت وفاة الشخص وأشرف على الموت فينبغي له حينئذ أن يغلب جانب الرجاء، وأن يشتاق إلى لقاء الله، فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، قال : { لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل }."
وبالقطع لا أحد يعرف قرب موته أو بعده فالمرض مثلا ليس دليل على قرب الموت لأن هناك مرضى يعيشون مرضى عشرات السنوات ثم يموتون والبعض يمرض يوما فيموت
وحدثنا عن أن البعض الناس يعتمدون في استمرارهم في عصيانهم لله على رحمة الله بالقول أنه سيغفر لهم وفى هذا قال :
"لكن كثيرا من جهلة المسلمين اعتمدوا على سعة رحمة الله وعفوه ومغفرته، فاسترسلوا في المعاصي، وهذا خطأ واضح واستدلال موصل للهلاك، فإن الله غفور رحيم وشديد العقاب كما صرح بذلك في كتابه في كثير من المواضع، فقال جل من قائل: { نبىء عبادي أنى أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم }.
وقال معروف الكرخي: رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق. وقال بعض العلماء: من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم، لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا.
وينبغي للمسلم أن يحرص على أن يتخلص من ديون الناس ومظالمهم، فإن ما كان للعبد عند أخيه سيطلبه منه يوم القيامة لا محالة، فإن كان له حسنات أخذ منها، وإن لم يكن له حسنات أخذت سيئاته وطرحت عليه. وقد أخبر أن نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه."
والخطأ في حديث المطلق هو أخذ الإنسان من حسنات من ظالمه أو تحمل الظالم بعض سيئات المظلوم فلا أحد أخذ حسنات أحد ولا أح يتحمل سيئات احد كما قال تعالى :
ط ولا تزر وزارة زر خرى"

وقال:
" نفس بما كسبت رهينة "
فالحساب هو على العمل قط لا أخذ ولا عطاء
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس