عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-05-2023, 07:23 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي

فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله (تعالى)، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله (تعالى)."
والحق أن كثرة العمل مطلوبة يوميا وليس فى عشرة أيام فلم يقل أطيعونى أكثر فى أية وغنما الطاعة المستمرة مطلوبة فى كل حين ثم قال:
"الخامس: الذكر:

وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله (تعالى): ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) قال ابن عباس: أيام العشر أي: يحمدونه ويشكرونه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه: التكبير والتسمية على الأضحية والهدي ولقوله: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)."
والذكر المراد هو ذكر وحى الله وهو القرآن وليس ترديد جمل لأن المطلوب من الحاج قراءة القرآن فى يومين أو ثلاثة على الأكثر فى الحج وفى هذا قال تعالى :
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
ثم قال:
"السادس: التكبير:
يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة، إعلانا بتعظيم الله (تعالى).
وأما صيغة التكبير فلم يثبت فيها شيء مرفوع، وأصح ما ورد فيه: قول سلمان: (كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا). وهناك صيغ وصفات أخرى واردة عن الصحابة والتابعين والتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة، وهي فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة، قال : (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما والمراد: يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والتكبير الجماعي بصوت واحد متوافق، أو تكبير شخص ترد خلفه مجموعة: من البدع التي ينبغي على المسلم الحريص على اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- اجتنابها والبعد عنها، أما الجاهل بصفة التكبير فيجوز تلقينه حتى يتعلم، فإن قيل: إن التكبير الجماعي سبب لإحياء هذه السنة، فإنه يجاب عليه: بأن الجهر بالتكبير إحياء للسنة، دون أن يكون جماعيا، ومن أراد فعل السنة، فإنه لا ينتظر فعل الناس لها، بل يكون أول الناس مبادرة إليها، ليقتدي به غيره."

والتكبير ليس المراد به قول الله أكبر وإنما التكبير هو طاعة أحكام الله على الهدى فاللفظ غير مفيد لمن يقوله وهو يعصى الله
ثم قال:
"السابع: الصيام:
عن حفصة (رضي الله عنها) قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي -صلى الله عليه وسلم-: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة). والمقصود: صيام التسع أو بعضها؛ لأن العيد لا يصام، وأما ما اشتهر عند العوام ولا سيما النساء من صيام ثلاث الحجة، يقصدون بها اليوم السابع والثامن والتاسع، فهذا التخصيص لا أصل له."
والله لم يشرع صوم شىء خارج رمضان سوى الصوم العقابى ومن صام يوما دون أمر إلهى فقد عصى الله لأن الله جعل أجر الفطر أعظم من أجر الصوم فمن افطر فأكل عدة مرات مثلا مرتين فله عشرين حسنة بينما الصائم له عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

ثم قال :
"الثامن: الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعضهم كابن تيمية بوجوبها وقد أمر الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((فصل لربك وانحر)) فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ عليها، قال ابن عمر: أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة عشر سنين يضحي"
لا وجود للأضحية على موسر أو غيره فالأضحية وهى الهدى واجبة على الحاج فإن لم يكن معه مال صام بدلا منها عشرة أيام كما قال تعالى :
بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"
ثم قال:
"التاسع: صلاة العيد:
وهي متأكدة جدا، والقول بوجوبها قوي فينبغي حضورها، وسماع الخطبة، وتدبر الحكمة من شرعية هذا العيد، وأنه يوم شكر وعمل صالح.
يوم عرفة:

وقد زاد هذا اليوم فضلا ومزية على غيره، فاستحق أن يخص بحديث مستقل يكشف عن أوجه تفضيله وتشريفه، ومن تلك الأوجه ما يلي:
أولا: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين كان رسول الله حين أنزلت: يوم عرفة، إنا والله بعرفة، قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل؛ لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل، فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم (ص)، ونفى الشرك وأهله، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد. وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة، فلا تتم النعمة بدونها، كما قال الله لنبيه: ((ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك))
ثانيا: أنه يوم عيد:
عن أبي أمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)
ثالثا: أن صيامه يكفر سنتين:
قال عن صيامه: (يكفر السنة الماضية والباقية)"

والخطأ أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون هذا جنونا ؟لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول
والملاحظ هو تناقض الأحاديث ففى ثالثا مطلوب الأكل فى يوم عرفه وفى رابعا مطلوب صيامه وهو حديثه:
"رابعا: أنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار:عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) قال ابن عبد البر: (وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم)
والخطأ نزول الله للأرض يوم عرفة بالهبوط أو الدنو وهو ما يناقض أن الله ليس له مكان لأنه خلق المكان بعد أن كان ولا مكان وفى هذا قال تعالى "ليس كمثله شىء "ومن ثم فهو لا يشبه خلقه فى النزول والتجسد والمصافحة والمعانقة لبعضهم ويناقض قولهم "إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا "و"وينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة "مسلم والبخارى والترمذى وابن ماجة وأبو داود ففى هذه الأقوال ينزل للسماء الدنيا وفى الأقوال الثلاثة ينزل للأرض وهو تناقض .
والخطأ مباهاة الله للملائكة وهو وصف له بوصف المخلوقات التى لا يشبهها وكأنها يعانى نقصا أو فى حاجة إلى شىء منهم
وتحدث عن الأعمال المشروعة فى اليوم فقال:
"الأعمال المشروعة فيه:
أولا: صيام ذلك اليوم:
ففي صحيح مسلم قال: (...صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده...) وصومه إنما شرع لغير الحاج، أما الحاج فلا يجوز له ذلك. ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم، كما في حديث ابن عباس، وفيه: (إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه: غفر له) ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم، وحج الحاج، فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية."
وسبق تناول بطلان الحديث ثم قال:
"ثانيا: الإكثار من الذكر والدعاء:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) قال ابن عبد البر: (وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر: لا إله إلا الله) قال الخطابي: (معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله (عز وجل)، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله (سبحانه وتعالى)، ويقدمه أمام مسألته، فسمي الثناء دعاء...)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس