عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2023, 07:02 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,025
إفتراضي

"أيها المسلمون:
لعلَّ من حكمة الله في خلْق هذه المراكب، وإيجاد هذه الوسائل والمطالب، أنَّ الله - تعالى - لَمَّا قضى فيما مضى أنْ يَتقارَب الزمان، وأنْ تحصل الخلطة بين أجناس السكَّان، مع تباعُد الأوطان، وذلك من علامات قرب نهاية الزمان، فسخَّر تلك الأمور للناس هذا الأوان؛ ليستَنفدوا أرزاقهم، وليستَكملوا آثارهم، ويبلغوا ما كتب لهم من آمالهم وأعمالهم، على قصر أعمارهم، فاختُصِرت الدنيا لهم اختصارًا، وأظهر الله لأهل هذا الزمان فيما يحتاجون إليه حكمًا وأسرارًا؛ {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122]."
وما قاله عن اقتراب الساعة هو رجم بالغيب فلا أحد يعلم القرب أو البعد من الساعة كما قال تعالى :
يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله"
وتناول أو وسائل المواصلات ستشهد على الناس يما عملوا بها فقال :
"معاشر المسلمين:
تذكَّروا أنَّ وسائل الأسفار، التي وفَّرها الله وسخَّرها في هذه الأعصار، شاهدةٌ لله - تعالى - على راكِبِيها بما يكسبونه من فعْل المأمور، أو يكتَسِبونه من الوقوع في المحظور، ويُبارِزون به السميع البصير القوي القدير من عظائم الأمور، فيا ويلهم ممَّا اقترَفُوه يومَ يبعَث ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، إنَّ ربهم بهم يومئذٍ لخبير، ألاَ فليتذكَّر راكب هذه الوسائل لحاجاته الظاهرة، أنَّه في واقع الحال في سفرٍ من الدنيا إلى الآخِرة، وأنهم حين يعجبون بفارِهِ المطايا، فإنها تغذُّ بهم السير إلى مصارع المنايا."
والخطأ هو شهادة تلك الجمادات من وسائل النقل المخترعة على الناس فى القيامة وهو ما يناقض أن الشهود هم الرسل(ص) كما قال تعالى :
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"
وأعضاء الجسم كما قال تعالى :
"يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون"
ولم يذكر الله شهادة تلك الجمادات
وتناول وجوب اعداد كل واحد للآخرة كما يعد لرحلة السفر فقال :
"عباد الله:
تذكَّروا حين تشرَعون في إعداد الزاد للرحلة إلى أيِّ قطرٍ من الأقطار، أنَّكم في حقيقة الأمر في رحلةٍ إلى دار القرار، وأنَّ الآجال قواطع الآمال، فتزوَّدوا بالتقوى وصالح الأعمال؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُبعَث كلُّ عبدٍ على ما مات عليه))"
وتحدث عن أن العديد من المسافرين يذهبون لأرض السفر ليموتوا فى الأرض التى قرر الله موتهم فيها فقال :
" وفي الحديث أيضًا: ((إذا أراد الله أنْ يَقبِض روح عبدٍ في أرضٍ جعَل له بها حاجة)).
فكم من مسافرٍ في ظاهر الحال لحاجته، ثم اتَّضَح أنَّه مسافرٌ إلى مكان منيَّته، فلا تُسافِروا إلا لمقصودٍ شريف وغرضٍ مباح، واحذَرُوا مَواطِن الفساد التي يُمتَهَن الدين فيها ويُستَباح، وكم من مسافرٍ للبغايا والخمور، وقدمُه تُوشِك أن تزلَّ في القبور! وكم من مُتَعلِّق قلبه بمساكن الكفَرَة، ومخالطة الفجَرَة، فيا ويحه ما أخسَرَه، فاتَّقوا الله عبادَ الله وأحسِنُوا القصد من هذه الأسفار، وسارِعُوا إلى الخير فيها تُكتَب لكم الآثار، خُذُوا من صالح الأعمال قبل حضور الآجال وانقطاع الأعمال، والوقوف بين يدي الكبير المتعال"
وتحدث عن وجوب الانتفاع بالأنعام ووسائل الركوب الإلهية فى السفر فقال :
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [غافر: 79 - 82]"
وأنهى الخطبة بالقول:
"بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستَغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستَغفِروه يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم"
"وكان على القصير أن يتناول السفر فى كتاب الله ذاكرا مثلا:
- ما يقول المسافر عند الاستواء على وسيلة السفر:
سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ
كما قال تعالى :
وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ"
-تنظيم السفر بتنظيم بناء القرى على مسافات تجعل السفر يسيرا هينا أو بتعبير الله سفر آمن كما قال فى قصة سبأ :
"وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى وأياما آمنين"
-السفر أولا بوسائل النقل المخلوقة لهذا الغرض وهى الخيل والبغال والحمير والإبل كما قال تعالى :
"والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون"
وأما السفر بالوسائل المخترعة وترك الوسائل المخلوقة من الله ففساد للبيئة فتلك الوسائل لا يجب استعمالها إلا عند تعذر وجود مخلوقات الله فى الأرض لأننا بذلك لا نستعمل تلك المخلوقات فيما خلقت له وهناك فوارق كثيرة بين النوعين والمنافع معظمها فى جانب مخلوقات الله والمفاسد كلها فى جانب الوسائل المخترعة من قبل الناس خاصة التى تعتمد على الوقود الحفرى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس