عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-05-2023, 07:53 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي

فيذهبون إلى نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، فكلهم يقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله .. حتى ينتهون إلى سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فيقول: أنا لها، فينطلق فيأتي تحت العرش، فيقع ساجدا لربه، ثم يفتح الله عليه، ويلهمه من محامده وحسن الثناء عليه، ما لم يفتحه لأحد قبله، ثم يقول: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيقول: يا رب أمتي أمتي، ويشفع في فصل القضاء بين العباد ."
والحديث لم يتفوه به النبى(ص) ولم ينطق به لأن ما قيل هو هوى هو مدح لمحمد (ص) من نفسه لو أنه قاله وهو لم يقله وهو ما يناقض قوله تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم "
والخطأ الثانى أن ممد سيد ولد آدم(ص) وهو ما يخالف قوله تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وقوله فى الآخرة:
" اخوانا على سرر متقابلين"
فكيف يكون سيدا وهو مجرد أخ كباقى اخوته المسلمين؟
الثالث أنه الوحيد الذى يشفع مع أن كل الرسل (ص)يشفعون أى يشهدون ومنهم الرسل المعبودين كعيسى (ص) وعزرا(ص) وفيهم وفى غيرهم من المعبودين كالملائكة قال:
"ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم لا يعلمون"
وفى شفاعة وهى شهادة كل الرسل(ص) قال تعالى :
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"
وأخبرنا الرجل عن الأسئلة الأربعة المزعومة فقال :
ثم يحين السؤال في ذلك اليوم العظيم، (فوربك لنسألنهم أجمعين، عما كانوا يعملون) .
ومن السؤال أن يسأل العبد أربعة أسئلة .. أخبر عنها المعلم الأول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟).
أسئلة عظيمة رهيبة، سوف نسأل عنها بين يدي الله الواحد القهار، أسئلة مكشوفة واضحة أمام الجميع، ولكن السعيد من يوفق للعمل على ضوئها، ليوفق إلى حسن الإجابة عنها.
السؤال الأول: عن العمر، أعمارنا وأوقاتنا ، في أي شيء أفنيناها؟، هل استثمرنا هذه الأوقات في ما يكون لنا ذخرا عند ربنا؟ وأين نحن من قول الله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) .
والسؤال الثاني أيضا عن العمر، لكنه عن خلاصة العمر وثمرته، وهي فترة الشباب .. أين شبابنا من هذا السؤال ، وهل يستوي ، شاب نشأ في طاعة الله، وشاب اتبع هواه ، وأعرض عن ذكر مولاه .
وأما السؤال الثالث، فهو عن العلم الذي نتعلمه، هل نعمل به في حياتنا، ونؤدي حقه بتعليم غيرنا، أم أننا نستكثر من حجج الله علينا ، فلا نعمل بما علمنا .
وأما السؤال الأخير فهم عن المال، وهو مكون من فقرتين: الفقرة الأولى: من أين اكتسبت المال؟ أمن الحلال؟ أم من الحرام، من ربا أو رشوة ، أو غش أوتدليس .. أما الفقرة الثانية من السؤال: فيم أنفقت المال؟ هل عصيت الله بمالك؟ أو اشتريت الحرام لك أو لأولادك؟ هل أسرفت في المال وأنفقته في غير محله؟ .. من الآن اعد للسؤال جوابا ، وللجواب صوابا ."
الحديث باطل فقد ناقض نفسه فقد الحدد المسئول عنه الفرد بأربع" حتى يسأل عن أربع" ومع هذا سأله عن خمسة فقال:
1-عن عمره فيم أفناه؟ 2-وعن شبابه فيم أبلاه؟ 3-وعن علمه ماذا عمل به؟ 4-وماله من أين اكتسبه؟ 5-وفيم أنفقه؟
والعمر السشباب جزء منه فكيف يسأل عن العمر ككل ثم يسأل عن جزء منه وهو الشباب وقد تم السؤال عنه من قبل
والعلم من ضمن العمر لأن دراسته والعمل به يكون من ضمن العمر
والحديث يتناقض مع أن الله لا يسأل أحد عن شىء فى القيامة بالخير أو بالشر وهو الذنوب كما قال :
" فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولاجان"

ومما لا شك فيه أن الأربعة أو الخمسة فيهم من الذنوب الكثير
وأمر الخطيب الناس أن يعدوا لآخرتهم كما يعدوا للامتحانات أنفسهم أو أولادهم الدراسية فقال :
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم .
"عباد الله .. كلنا يشاهد آثار الامتحانات على حياتنا .. لقد أعلنت حالة الطوارئ في البيوت، استعدادا وتجهيزا وترتيبا، وهذا أمر لا لوم فيه ولا عتب، بل هو مما يحمد الناس عليه، ولاسيما إذا صلحت فيه النية لطلب العلم تعلما وتعليما، لكننا نقول: لا بد أن يذكرنا هذا الاستعداد بالاستعداد للامتحان الأعظم والاختبار الأجل في يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين
إن المؤمن الصادق يتذكر بامتحان الدنيا ، امتحان الآخرة، وشتان ما بين الامتحانين، فإن امتحان الدنيا يمكنك فيه التعويض، في الفصل الثاني، أو في الدور الثاني، أو السنة التي بعدها، ولكن يوم القيامة الخسارة أعظم وأجل، إنها خسارة النفس والأهل، (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين).
أيها الآباء، وأنتم تعدون أبناءكم للامتحان اتقوا الله فيهم، أعينوهم على امتحاناتهم، ووفروا لهم الأجواء المناسبة، وقبل ذلك علموهم أن النجاح الأكبر بقصر النفس على ما يرضي الله، علموهم أن السعادة في تقوى الله .. واعلموا بارك الله فيكم أنكم عن أبنائكم وبناتكم مسؤولون، فإياك أيها الأب، أن يأتي ابنك يحاجك بين يدي الله، فيقول: يا رب، سل أبي لم ضيعني وأهمل تربيتي ."
وتحدث عن وجوب الاستعداد للآخرة بالأعمال الصالحة ومن ذلك تربية الأولاد تربية صالحة فقال :
"أيها الآباء والأمهات والمربون .. إن الأمة بحاجة ماسة إلى جيل قوي، قد ربي تربية إيمانية نبوية ، وتسلح بالعلم في شتى مجالاته، قد عرف الغاية من وجوده، واستثمر أوقاته فيما فيه الخير لدينه وبلاده."
وأنهى الخطبة بالدعاء بالنجاح للأولاد فقال :
"اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الفائزين الناجين يوم القدوم عليك يا أكرم الأكرمين، اللهم إنا نسألك التوفيق لأبنائنا وبناتنا ، اللهم لا تضيع تعبهم، ولا تبدد جهدهم، اللهم ذكرهم ما نسوا، وعلمهم ما جهلوا، ووفقهم لخيري الدنيا والآخرة، يا أكرم الأكرمين"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس