عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-05-2023, 06:33 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي

وعن وهب: أن خيمة آدم، وهي الياقوتة، لم تزل في مكانها، حتى قبض الله آدم؛ ثم رفعها؛ فبنى بنو آدم موضعها شيئا من الحجارة؛ فلم يزل معمورا حتى كان زمن الغرق.
والحاصل في وجه الجمع بين هذه الأخبار:
أن الله تعالى خلق الكعبة بنفسه، ثم انهدمت بمشيئته بتقادم الزمان.
ثم بنتها الملائكة وكان تحجها؛ لما روى ابن عباس -وغيره-: أنه لما حج آدم، لقيته الملائكة فقالوا: بر حجك يا آدم! لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.
ثم بناه آدم.ثم بناه بنو آدم.ثم بناه إبراهيم.ثم بنته العمالقة.ثم بنته جرهم ثم بناه قصي، وهو أول من سقف الكعبة. وروى الطبراني عن أبي سعيد الخدري: أن أول من جدد الكعبة بعد كلاب بن مرة: قصي.

ثم بنت قريش وحضرهم في بنائه عليه السلام، ووضع الحجر الأسود بيده الشريفة.
ثم بناه عبد الله بن الزبير ثم هدم بعضه الحجاج، فهو اليوم على حكم ما بناه ابن الزبير، ما عدا جدار الحجر؛ فإنه من بناء الحجاج."

وكل ما ذكره أكاذيب عدا أمر واحد وهو خلق الله الكعبة أى بناء الله للكعبة بكلمة كن فالكعبة وهى ليست بناء حجرى بناها لها وضمن لها الاستمرار دون أى فساد ودون أن يقدر أحد على أن يمسها بسوء كانوا ناس أو مخلوقات أخرى كالنار والسيول
والدليل أن الله سماها "حرما آمنا" وهو ما فسرته العبارة المشهورة للبيت رب يحميه
ومن ثم كل التاريخ عن هدم أو انهدام الكعبة وبناءها هو كذب محض يتعارض مع نصوص القرآن كالحرم الآمن وقوله عن أن أحد لا يقدر على ارتكاب ذنب فيها أو ضدها وهو قوله تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"

والإرب القول أم إبراهيم(ص) بنى الكعبة مع أن النصوص التى تتحدث عنه وعن ابنه لم يأت فيها لفظ البناء وإنما المطلوب منهما كان تطهير الكعبة فى قوله :
" أن طهرا بيتى "

وقوله:
" أن طهر بيتى"
فالمطلوب هو تنظيف الكعبة من القواعد وهى للأتربة وما شابه فى أرضها
وأما المسألة الثالثة فهى أصل الحجر الأسود وسبب تسميته فقد نقل نقولا متعارضة فقال :
"المسألة الثالثة في الحجر الأسود:
فعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)((الحجر الأسود ياقوتة من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا)) رواه ابن خزيمة.
وعن أنس قال: قال رسول الله (ص)((الحجر الأسود من حجارة الجنة)). رواه ابن الجوزي والطبراني.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)((الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك)) رواه أحمد، وابن عدي في ((الكامل))، والبيهقي.
وعن عثمان بن ساج قال: حدثني زهير أنه بلغه أن الحجر من رضراض ياقوت الجنة، وكان أبيض يتلألأ؛ فسوده أرجاس المشركين؛وسيعود إلى ما كان عليه، وهو يوم القيامة مثل جبل أبي قبيس في العظم، له عينان ولسان وشفتان، يشهد لمن استلمه بحق)) رواه الأزرقي.
وعن علي بن أبي طالب قال: كنت طائفا مع النبي (ص)ببيت الله الحرام؛ فقلت: فداك أمي وأبي، ما هذا الحجر؟ قال: ((تلك جوهرة كانت في الجنة، أهبطها الله إلى الدنيا؛ لها شعاع كشعاع الشمس؛ فاشتد سوادها، وتغير لونها لما مسته أيدي المشركين)) رواه أبو الليث السمرقندي في ((تنبيه الغافلين)).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)((نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
قال ابن الجوزي: وقد اعترض الملحدون على هذا الحديث، فقالوا: ما سودته خطايا المشركين؛ فينبغي أن يبيضه توحيد المسلمين فأجاب عنه ابن قتيبة؛ فقال: لو شاء الله لكان ذلك، ثم قال: أما علمت -أيها المعترض- أن السواد يصبغ ولا ينصبغ، والبياض ينصبغ ولا يصبغ
قال ابن الجوزي: والذي أراه من الجواب: أن بقاء أثر الخطايا باقية -وهو السواد- أبلغ في باب العبرة والعظة؛ لتعلم أن الخطايا إذا أثرت

في الحجر؛ فتأثيرها في القلوب أعظم؛ فوجب لذلك أن تجتنب. انتهى.
وقال السهيلي: والحكمة في كونه سودته خطايا بني آدم دون غيره من بناء الكعبة، أن العهد الذي فيه هو الفطرة التي فطر الناس عليها من توحيد الله، وكل مولود يولد على الفطرة، وقلبه في غاية البياض؛ لأن فيه ذلك العهد؛ ثم يسود بالذنوب، فكذلك الحجر الذي فيه ذلك العهد المأخوذ عليه؛ فلما تناسبا أثرت فيه الخطايا كما أثرت في بني آدم. انتهى.
وهذه العلة غير مطردة في المقام.
قال المولى المحدث الكازروني في ((منسكه)): وقيل: سود الحجر الحريق مرتين: قبل الإسلام وبعده. وقد روي أنه رؤي قبل الحريق أبيض يتلألأ، يتراءى الإنسان فيه وجهه. انتهى.
وعن نوفل بن معاوية الديلمي قال: رأيت المقام في عهد عبد المطلب مثل المهاة.
والمهاة خرزة بيضاء، ذكره في ((البحر العميق)).وهذا كله مخالفة لظاهر الحديث.

والحاصل في وجه الجمع بين هذا والأحاديث الواردة في ذهاب بياض الحجر الأسود.
أن لما أنزله الله من الجنة طمس نوره؛ لحديث ابن عمر رفعه: ((أن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، طمس الله تعالى نورهما، ولو لم يطمس نورهما؛ لأضاء ما بين المشرق والمغرب)). رواه أحمد وغيره.
وقد ذكروا أن إضاءته كانت إلى حد الحرم، لما روي أن إبراهيم (ص)لما بنى البيت وجاء له جبريل بالحجر الأسود، فوضعه في موضعه هذا، فأنار من سائر الجهات؛ لأنه من ياقوت الجنة؛ فجعل الله الحرم إلى حيث انتهى ذلك النور ثم غير إلى لون المقام لما مسه من الرجس والذنوب ثم اشتد سواده بعد الحريق، حتى صار إلى ما هو عليه الآن فشدة سواده من الحريق؛ لأنه أصابه مرتين؛ في الجاهلية والإسلام.
فأما حريقه في الجاهلية:فإنه ذهبت امرأة في زمن قريش تجمر الكعبة؛ فطارت شرارة في أستار الكعبة؛ فاحترقت الكعبة، واحترق الركن الأسود، وتوهنت الكعبة. وهذا هو الذي حمل قريشا على هدمها وبنائها وأما حريقه في الإسلام:
ففي أيام ابن الزبير حين حاصره الحصين بن نمير الكندي، فاحترقت، واحترق الركن الأسود؛ فانفلق بثلاث فلق؛ فشده ابن الزبير بالفضة، وانفلقت منه فلقة لم يشدها من أعلاه، موضعها بين في أعلى الركن.
وكذا يقال في وجه الجمع بين ما جاء من الأحاديث من أن الحجر من ياقوت الجنة.
وفي آخر: أنه من أحجار الجنة وفي آخر: أنه مروة من مرو الجنة.
بأنه لا تعارض؛ لصحة الروايات في أن أحجار الجنة جواهر، والمرو نوع من الجوهر.
وكذا يقال في وجه الجمع بين ما روي من أن الحجر يأتي يوم القيامة مثل أبي قبيس؛ وورد أعظم من أبي قبيس؛ وورد يأتي مثل أحد، بأن الغرض تشبيهه بشيء عظيم؛ ولعله يكون في الحقيقة مثل أحد، لما قيل إنه إلى الأرض السابعة.ورواية: ((أعظم من أبي قبيس)) مشعرة به. "

ومن قرأ الفقرة السابقة سيجد تناقضا فى سبب اسوداد الحجر فمرة ذنوب الناس ومرة احتراق الكعبة وسيجد تناقضا فى معدن الحجر فمرة ياقوتة ومرة مروة
والمسألة كلها لا أصل لها فالحجر لا أصل له فى كتاب الله وعلى حد تعبير الرواية لا يضر ولا ينفع وهو ليس من الكعبة فى شىء وليس من الجنة لأن الجنة فى السماء لم يهبط منها شىء سوى الأبوين كما قال تعالى :
" اهبطا "

والجنة لا يخرج منها شىء بعد أن تحولت إلى جنة المأوى بعد خروج الأبوين منها
المشكلة أن الناس جعلوا حجرا لا يضر ولا ينفع مثارا للمشكلات حتى أنهم يتعاركون على لمسه مع أنه ليس من أركان الحج وأصبح الحج بدلا من أن يكون ذكرا لله كما قال "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "
أصبح كله متعلق بالحجارة حجارة البناء وحجارة تقذف بحجارة وحجر يقبل أو يلمس
وتحدث عن أفضلية مكة على المدينة فذكر روايات متناقضة فى الأمر مبينا فى النهاية أن مكة هى الأفضل فقال :
"المسألة الرابعة في تفضيل البلد الحرام على المدينة المنورة على ساكنها (ص)
وقد جاء في ذلك عدة أحاديث:
فعن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله (ص)((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في هذا)).رواه أحمد، والبزار، وابن خزيمة، برجال الصحيح زاد ابن خزيمة: يعني مسجد المدينة.
وعنه قال: قال رسول الله (ص)((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة ألف صلاة))، رواه أحمد، والبزار، وابن حبان في صحيحه.
وصح عن ابن عمر أنه قال: صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في مسجد النبي عليه السلام.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس